رعى وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي حفل افتتاح سلسلة من الحدائق في حرم كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في طرابلس، بعدما تم تأهيلها من قبل “مؤسسة الصفدي” وبالتنسيق مع بلدية طرابلس والجمعية اللبنانية للتنمية والإرشاد، وذلك بحضور النائب قاسم عبد العزيز، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي، مدير الكلية الدكتور أحمد الرافعي، الهيئة التعليمية في الجامعة، وحشد من الطلاب وأعضاء رابطتهم.
بعد غرس عدد من الاشجار في الحدائق من قبل الوزير الصفدي ورئيس البلدية ومدير الجامعة وبعض الاساتذة والمعنيين بالمشروع، أقيم حفل خطابي استهل بالنشيد الوطني، ثم القى الدكتور الرافعي كلمة شكر فيها الوزير الصفدي ومؤسسته على الاهتمام بتنفيذ هذا المشروع البيئي في حرم الجامعة، وقال:” أن فروع الجامعة اللبنانية التي تأسست في المناطق تلبية لحاجة أهلها الماسة لها وتحقيقاً لشعار الأنماء الذي كان مفقوداً ولم يتوازن بعد، تحتاج إلى رعاية دائمة من قبل المجتمع الذي يحتضنها. فالبناء الجامعي الموحد ما زالت خطواتُه التنفيذية بطيئة جداً وهو يحتاج إلى متابعة دائمة من فعاليات المنطقة وجمعياتها الأهلية كي لايصبح في غياهب النسيان. والتوسع الأكاديمي بأتجاه تدريس شهادة الماستر في فروع الشمال والتي بوشر العمل بها العام الفائت يحتاجُ بدوره إلى رصد موازنة تكفي لتأهيل وتحديث دائم للمختبرات البحثية من جهة كما وإلى تفاعل مستمر مع المؤسسات المهنية لربط الجامعة بسوق العمل”. أضاف الرافعي: “أن موازنة الجامعة والتي يذهب معظمها كرواتب وأجور للأساتذة والعاملين فيها، لا تفي بالمتطلبات المتفاقمة المطلوب توافرها أن من حيث عصرنة التجهيزات أو من حيث تأمين مبنى لائق للدراسة. من هنا يبرز الدور الكبير الذي يمكن أن تطلع به مؤسسات المجتمع الأهلي في دعم الجامعة الوطنية بكافة الطرق والأساليب المتاحة”.
ثم كانت كلمة لرئيس “الجمعية اللبنانية للتنمية والارشاد” الدكتور رضوان الخياط امل فيها ان يلقى هذا الانجاز من إدارة الكلية كل العناية اللازمة والصيانة الضرورية لإستمرارية انجاز اليوم الذي هو تعبير عن المحبة، عن الانتماء وعن الوعي البيئي والحضري، شاكراً الوزير الصفدي على هذا المشروع الذي يعزز مفهوم تحسين حيز المكان، نظراً لأن لهذا التحسين نتائج باهرة على صعيد تطوير الذوق الجميل وحس الانتماء الى المدينة الحاضنة لكل الامكنة التي تشكل حيزاً أساسياً من الوطن”.
كلمة مؤسسة الصفدي القاها مدير المشروع الدكتور حسين الصمد، وقال فيها:” تكريساً للتعاون المستمر والبنّاء بين “مؤسسة الصفدي” والجامعة الوطنية والجمعيات الأهلية، وتأكيداً على تشجيعنا طلاب الجامعة على المساهمة في الحفاظ على البيئة وبذل الجهود في سبيل زراعة الأشجار وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها، يندرج لقاؤنا في هذا اليوم الجميل وفي هذا الصرح الأكاديمي العريق، لنفتتح حديقة كلية العلوم بعد تأهيلها، برعاية الوزير الصفدي؛ وهو موضوع يكتسب أبعاداً توجيهية وتربوية بالنسبة للشباب الجامعي والمجتمع بشكل عام. وكلنا أمل ان تشكل هذه الحديقة متنفساً لطلاب الجامعة والأساتذة، وأن تساهم في إضفاء لمسة جمالية ومتعة بصرية لزوارها”. أضاف: “ومن هذا المنبر الجليل، أدعو كافة الوسائل الإعلامية والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع الأهلي والمدني والبلديات والجهات الرسمية المعنية إلى تحمل المسؤولية في حملة استعادة لبنان مناخه الجميل وثروته الحرجية وغاباته الجميلة وحدائقه الغنّاء، التي هي رمز وجود لبنان”.
بدوره قال جمالي:” نفخر بصلاتنا الوثيقة مع قيادات المدينة ومجتمعنا المدني وفي الطليعة مؤسسة الصفدي التي تقدم بناء لتوجهات عميدها معالي الوزير الأستاذ محمد الصفدي الكثير من المبادرات الإنمائية والمشاريع في مختلف الميادين فتسهم بفعالية في نهوض الفيحاء، حدث اليوم يثبت أهمية المساحات العامة والخضراء فطرابلس تعاني من كثافة سكانية عالية تحتاج إلى ساحات عامة تشكل متنفساً لمواطنينا ولتخلق حالة من الانفراج الاجتماعي، إضافة إلى أهمية جامعتنا الوطنية كبرى المؤسسات الجامعية اللبنانية، وختم موجهاً الشكر”.
ثم كانت كلمة للوزير الصفدي قال فيها:” من دواعي سروري أن أكون بينكم، في رحاب الجامعة اللبنانية التي نتمنى ونعمل لكي تبقى الجامعة الوطنية بامتياز. كما نريد لها أن تحتل أعلى المراتب في مستوى التعليم، لأنها تضمّ أكثريةَ طلاب التعليم العالي في لبنان وتستحق من الدولة كل أنواع الدعم والرعاية”. اضاف:” يدور في لبنان نقاش حقيقي حول استحقاقات أساسية تأتي في طليعتها الانتخابات البلدية. وهي شأن يعني كل الناس في كل مدينة وقرية. إنه استحقاق إداري وتنموي بامتياز، ويهمنا في هذا الخصوص أن نؤكد على إلزامية إجراء الانتخابات البلدية حتى ولو تمت على أساس القانون القديم. فاستفتاء الناس من خلال قانون نتحفّظ عليه يبقى أفضل من عدم استفتائهم بالمطلق، نحن من دعاة أوسع عملية إصلاحٍ ممكنة للقوانين الانتخابية، وإقرار مبدأ النسبية في الإنتخابات البلدية يشكل استجابة لمطلبٍ يتشارك فيه معظم اللبنانيين؛ نحن مع مشاركة الشباب في الانتخابات وفي الحياة العامة”.
وتابع الوزير الصفدي:” تشكل الانتخابات البلدية استحقاقاً أساسياً في تكوين الإدارات المحليّة وتحقيق التنمية. ونحن في هذا الإطار نؤكد دعمنا للجهود التي يبذلها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان لإقرار اللامركزية الإدارية كوسيلة لتحقيق الإنماء المتوازن بين المناطق.إننا في طرابلس والشمال من أكثر المتحمسين لتحقيق اللامركزية الإدارية على اختلاف مستوياتها. فقد أصابنا الحرمان طويلاً ونتطلّع إلى نهضة اقتصادية تنموية يصنعها أبناء طرابلس والشمال الذين يملكون طاقات كبيرة وتتميز مناطقهم بثروات طبيعية ومرافق أساسية تحتاج إلى تفعيل لتحقيق الإنماء المنشود.أجدد ترحيـبي بكم جميعا وأتمنى أن تبقى الجامعة اللبنانية جامعةً لكل لبنان ورمزاً من رموز وحدتنا الوطنية”.
الصفدي اكد ان ثروة لبنان الاساسية هي الجامعة اللبنانية، ولفت الى ان ارتكاز الاقتصاد اللبناني يتكل على الفرد اللبناني المقيم والمغترب، واشار الى ان الامن والاقتصاد مترابطان ببعضهما البعض لذا الاقتصاد اليوم يشهد تحسنا ملموسا مع تحسن الوضع الامني و الاتفاق السياسي في البلاد، واعتبر أن تحسن العلاقات مع سوريا يصب في مصلحة الاقتصاد اللبناني.
وفي الختام قدم مدير الجامعة درعاً تذكارياً للوزير الصفدي ولرئيس البلدية تقديرا لجهودهما في سبيل انجاح هذا المشروع.
أوجه هذا الكتاب لكم حيث وزعنا عقب إحتفال افتتاح الحديقة بياناً بإسم طلاب كلية العلوم تحدثا فيه عن مطالبنا وتحقيقها ابتداءً بأولوياتها ليس ابتداءً بحديقة والبيان هو الآتي:
العلوم أم الحرمان
منذ أكثر من شهر،تفاجأنا نحن طلاب كلية العلوم الفرع الثالث بعمَال بلدية طرابلس متواجدين في حرم الكلية مع كامل المعدَات لتنفيذ أشغالهم. فقلنا في أنفسنا أنَ وجودهم هو من أجل تصريف مياه المجارير التي تتصاعد منها الروائح الكريهة أثناء الشتاء. ولكن طال الأمر،وطال وجودهم حتى بدأوا بقص الأشجار المضروبة بسبب الإهمال واستبدولها بشجيرات صغيرة ،وذلك من أجل إعادة تنظيم الشبه حديقة داخل حرمنا الجامعي.وكلّ ذلك خدمةً لمصلحة الطالب الذي كان يتابع دروسه ويقدّم امتحاناته تحت تأثير موسيقى وألحان معدّات البلدية.
واليوم خلال الإمتحان،تفاجأنا بوضع صخرة منقوش عليها عبارة تشييد الحديقة برعاية أحد السؤولين وحضور آخر،علماً أنَ هذا المشروع مقدَم منذ أكثر من سنة ولكن وكالمعتاد تمّ تنفيذه في هذا اليوم وقبل بضعة أشهر من انتخابات البلدية.
نحن الطلاب في الكلية لا يسعنا إلا أن نتقدّم بالشكر الجزيل لكلّ من يساهم في عملية الإنماء ،ولكن نريد أن نلفت نظر القيَمين على هذا العمل،أنَ لطالب العلوم أولويات هامَة ومستعجلة أكثر بكثير وكثير من تشييد الحديقة. فهل من المعقول أن نجد الأرصفة أمام الصفوف أثناء الشتاء ممتلئة بالماء،حيث يصعب على الطالب الدخول إلى صفه،فنجده ممسكاً لمكنسةٍ يعمل على دحر المياه بها،كما وأنّه يفضَل أن يمشي تحت الشتاء ولا يمشي على الأرصفة المسقوفة بسقف بلاستيكيَ تتسرَب منها المياه المبتذلةعلى الرؤوس . وهل من الطبيعي،وأيضاَ تأثيراً بالشتاء،أن نجد دكتوراً يدرّس في صفه حاملاً معه مظلة بسبب تسرّب المياه من السقف،وآخر يلغي محاضرته التطبيقيّة وذلك لأنّ المختبر مكهرب من الشتاء.أمّا طلاب المعلوماتية،فنجدهم يمتلكون مختبراً من مختبراتهم مجهّز بأجهزة كومبيوتر غير متوفرة لكل احتياجاتهم.
هذا عدا عن الملاعب وأدوات التسلية والترفيه التي نطالب بها مراراً وتكراراً وغيرها من المطالب المتعلّقة بالأمور التربوية.
والأفظع من ذلك كلّه،قرار نقل زملاؤنا من منطقة عكارفي السنة الأولى(لا يتعدّى عددهم المئة) إلى شعبة حلبا و السنة الثانية ماستر إلى منطقة المئتين بدل من إنشاء طوابق أخرى فوق المبنى الجديد،وهنا يقع السؤال:كيف تريدون على الطلاب أن يتعلموا فكر الإنصاهر الوطني والمواطنة وتطبيقهما؟
وأخيراً نتمنّى على المسؤولين أن تكون رسالتنا قد وصلت على أمل الأخذ بها،لا أن ينظروا إلينا أثناء الإنتخابات والمظاهرات للتعبئة فقط.
طلاب العلوم