أكد الرئيس عمر كرامي أن لبنان يمر بأصعب الظروف والمخاطر وتعصف به الطائفية، ورأى ان الخطاب السياسي يعمق المفاهيم المذهبية بدل من أن تلتأم الجراح. ولفت إلى “أن شعب طرابلس الشريف لا يخضع لأية رشوة أو منّة بل هو يخضع الى ربه واقتناعاته وتاريخه وثوابته الوطنية”، مشيراً إلى أنه “لا أتلقى أوامري إلا من شعب طرابلس الذي لم يلوث المال السياسي أيديه”.
وأشهد الرئيس كرامي ربه على أنه “في محطة الانتخابات لا يهمني أي مقعد أو منصب بل محبة وثقة الناس في مدينة طرابلس من أجل وضع حل نهائي لتهميشها ورفع الحرمان عنها ومنع تجويع شعبها”. وأوضح “أن يوم الثامن حزيران يوم آخر ليبقى لبنان عربياً واحداً موحداً ومصان استقلاله”.
كلام الرئيس كرامي جاء خلال رعايته احتفالاً شعبياً في ساحة التربيعة في الأسواق الداخلية في المدينة القديمة، بدعوة من آل عثمان وبحضور مرشحي حزب التحرر العربي الدكتور خلدون الشريف والنقيب نبيل العرجة وحشد من الشخصيات وأبناء المنطقة.
بعد النشيد الوطني، رحب عبد الرحيم عامودي “أبو زكي” بالرئيس كرامي والحضور، شاكراً الرئيس كرامي على مو اقفه وثوابته الوطنية “التي تنبع من اقتناعات شعب طرابلس”، واستذكر العامودي سيرة الرئيس الشهيد رشيد كرامي في ذكراه في الأول من حزيران المقبل. وتحدث الحاج قاسم عثمان باسم أصحاب الدعوة، مؤكداً “وقوف أهالي طرابلس مع الرئيس كرامي من أجل رفع الظلم عن كاهل المدينة”، ورأى “أن الطرابلسيين ينتظرون 7 حزيران بفارغ الصبر بعد مرور أربع سنوات لأن نتيجة صناديق الاقتراع ستقرر وستختار طرابلس زعيمها وانها لن تقبل جسماً غريباً في كنفها”.
ثم تحدث الرئيس كرامي شاكراً أصحاب الدعوة، وقال: “بعدما استمعنا للأخ عبد الرحيم عامودي “أبو زكي” الذي تكلم الطرابلسي ويريدني أن أتحدث طرابلسي، وأنا في حياتي “ما غيرت” طرابلسي.. طرابلسي، لكن هناك أناس لا يفهمون إلا بـ”الانكليزي” يا “أبو زكي”. ويسعدني أن اكون معكم في هذه المنطقة العزيزة وفي التربيعة بالذات وبدعوة من آل عثمان الكرام، الحاج قاسم الذي سنرسمه شيخاً. وعندما نأتي الى المدينة القديمة تعود بنا الذكريات الى الماضي القديم والماضي البعيد، حيث كان عبد الحميد كل يوم يتجول في هذه الأسواق ويمر على كل التجار ويقف مع العمال والكادحين يباسطهم الحديث ويستفسر عن أحوالهم ويساعد من يساعد ويفك عثرت من يفك، وبذلك بنى عبد الحميد العلاقة القوية المتينة بينه وبين شعب طرابلس، فطرابلس الوفية التي تربينا فيها وعلمتنا، أول ما علمتنا، الوفاء الوفاء، طرابلس التي واجه بها عبد الحميد فرنسا، فرنسا الاستعمار التي حاولت بكل ما تملك ان تذل هذه المدينة ولكن بقيت طرابلس عصية عليها، ترفع راية العروبة وتنادي بعروبة لبنان، وقد وقف عبد الحميد باسم طرابلس يقول، “اننا لا يمكن أن نعترف بلبنان اذا لم يكن لبنان عربياً ومن صميم بلاد العرب”. ونحن وأنتم من مدرسة عبد الحميد، لذلك مهما اشتدت الضغوط ومهما كثرت الميارات ستبقى طرابلس وفية لشهدائها ومبادئها ولعروبتها. وقد أكمل الرشيد المسيرة وبقي أميناً على مبادئ هذه المدينة ولم تنقطع صلته أبداً ولا في أي وقت مع أبناء شعب هذه المدينة، وبقيت طرابلس تمثل الطائفية السنية في كل لبنان وبقيت طرابلس صمام الأمان الذي حفظ لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته”.
واضاف: “نمر اليوم بأصعب الظروف، فالمخاطر تحيط بالوطن من كل صوب والطائفية والمذهبية تعصف بهذا الوطن. وكل يوم يمر، وبدل أن تلتأم الجراح نشاهد أن الخطاب السياسي من هنا وهناك يعمق هذه المفاهيم الطائفية والمذهبية. وأنا انتهز هذه الفرصة أمامكم اليوم وانتم تمثلون شعب طرابلس الشريف الذي لا يخضع الى أية رشوة أو منّة ولا يخضع الا الى ربه سحبانه وتعالى والى اقتناعاته وما يؤمن به والى تاريخه وثوابته الوطنية. أنا أقول لكم بكل صراحة وفي حمأة هذا الصراع أنا لا أقوم إلا بقناعاتي المستندة الى مبادئ عبد الحميد والشهيد رشيد، وأنا لا أتلقى أوامري الا من شعب طرابلس”.
وقال: “يدنا بأيديكم.. بأيديكم الشريفة التي لم تلوثها الأموال السياسية وحفظها الضمير الوطني، نحن واياكم يداً بيد، سنظل ننطق بالحق وسنظل ندافع عن هذا الحق وسنظل ندافع من أجل الوحدة الوطنية في لبنان، وسنظل نعمل من أجل أن نحفظ استقلال وسيادة لبنان.
ان الانتخابات هي محطة تقع كل أربع سنوات، ونحن لا يهمنا، ويشهد الله على ذلك، أي مقعد أو اي منصب، نحن لا يهمنا الا محبتكم وثقتكم ورضاكم، الذي هو من رضى الله سبحانه وتعالى. فيدنا بيدكم، ويدنا ممدودة للجميع من أجل خدمة هذه المدينة ومن أجل وضع الحل النهائي لتهميشها، ومن أجل رفع الحرمات عنها، فهذا الشعب الأبي لا يستحق هذا التجويع وهذا الاهمال.
إن موعدنا في 7 حزيران، وفي الثامن من حزيران يوم آخر وسيبقى لبنان عربياً واحداً موحداً بفضلكم وفضل جهادكم وفضل تصميمكم على صيانة هذا الاستقلال. شكراً لكم جميعأً ولآل عثمان ولأهالي التربيعة ولأهالي الأسواق الذين غمرونا بمحبتهم وعاطفتهم”.