بدعوة من اتحاد بلديات الفيحاء ( طرابلس،الميناء، البداوي) والوكالة الفرنسية للتنمية تم عرض ومناقشة تقرير ” الفقر والظروف الاجتماعية – الاقتصادية في مدن اتحاد بلديات الفيحاء تشخيص وعناصر استراتيجية “والذي أعدّته الدكتورة كاترين لو توما . وذلك في مركز رشيد كرامي الثقافي ( قصر نوفل سابقاً) بحضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي، القائم بأعمال الوكالة الفرنسية للتنمية فرنسيس ستفان، رئيس بلدية الميناء عبد القادرعلم الدين، رئيس بلدية البداوي ماجد غمراوي، مسؤول دائرة طرابلس في تيار المستقبل ناصر عدرة، مسؤول العلاقات العامة والاعلام في جمعية العزم والسعادة مقبل ملك، مدير البرامج للمعهد الاوروبي للتعاون والتنمية في الشرق الأدنى رمزي توما سعادة ، أعضاء مجلس بلدية طرابلس، وعدد كبير من المهتمين .
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم رحب الجمالي بالحضور مؤكداً بأن مدينة طرابلس كانت ولغاية اندلاع الحرب الاهلية العبثية في لبنان من المدن الغنية المتعددة الأنشطة الاقتصادية . الا أنها بعد انتهاء الحرب انتهى دورها فعلياً ، وها هي اليوم تبحث عن دور جديد لتلعبه . وقال الجمالي ان طرابلس تعاني من مشكلة خطيرة للغاية وهي مشكلة الفقر الذي وفقاً لأغلب التقارير الدولية والتي تصدر عن الأمم المتحدة تشير الى أنه أكثر من 57 % من سكان المدينة يعيشون تحت خط الفقر .”
وأكد بأن الهدف من هذه الندوة وضع الأصبع على الجرح ومن ثم محاولة اجتراح الحلول المناسبة بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية ، والمعهد الأوروبي للتعاون والتنية في الشرق الأدنى .
وختم الجمالي شاكراً كل من ساهم في وضع هذا التقرير الذي يدخل في اطار خطة التنمية الاستراتيجية لمدن الفيحاء من شركاء محليين ودوليين وعلى رأسهم الدكتورة كاترين لو توما مقدراً دور فرنسا الكبير وهي الدولة الصديقة بدعم كل ما من شأنه تنمية مدينة طرابلس .
بعد ذلك ألقى ستفان كلمة أشار فيها الى أن الوكالة لديها معايير محددة لمكافحة الفقر والسكن الغير الثابت للسكان المحليين . حتى تستطيع من رفع مستوى معيشتهم في مدينتهم . كما تعمل الوكالة على تحسين البيئة الاقتصادية لجذب ليس فقط السياح العابرين بل أيضاً أصحاب رؤوس الأموال والمصنّعين . بالاضافة الى كل ذلك تعمل الوكالة الفرنسية على تعزيز السلطات والقدرات المحلية .
وأكد ستفان بأن وكالة التنمية الفرنسية موجودة في طرابلس منذ العام 1999. وهي تعمل على معالجة الفقر وتأهيل شبكات المياه وذلك بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار . أما الآن فنحن نساهم في مشروع الارث الثقافي الذي يتم تنفيذه في مدينة طرابلس لاعادة ترميم الأسواق الداخلية ، وتأهيل ضفاف نهر أبو علي .
ثم كان لتوما سعادة كلمة أكد من خلالها بأن المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية في الشرق الأدنى تأسس في العام 1988 ويعمل على تنمية مدن الجنوب عبر رصد الحالة الميدانية والشركاء المحليين لنقوم بعدها بالمساهمة بتنفيذ المشاريع التي تخدم سكان المدينة بمختلف الأساليب ومنها تقديم خبراء لادارة تلك المشاريع . وقد أوجدنا بالفعل العديد من المؤسسات التعليمية والصحية وهو أمر نفتخر به ونعمل على تعزيزه في المستقبل .
وفي الختام عرضت الدكتورن لو توما تقريرها الذي يظهر بشكل مفصل الجوانب الديموغرافية ، والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وتحديداً التعليم التقني .
وقد جرى اقتراح أربعة مداخل قطاعية من خلال التقرير وهي : الزراعة – الغذائية، السياحة ونشاطات أوقات الفراغ ، قطاع الصحة والعنايات الصحية ، وذلك الخاص بانتاج المنافع ( لاسيما الالكتروتقنية والالكتروميكانيكية) . ويدعو التقرير أيضاً الى التفكير في الامكانيات المتوفرة في الحرف ، في قطاع المفروشات وأيضاً في قطاع الصيد .
كما يشدد التقرير على وضع استراتيجية واضحة حول المعرفة والمهارة المتوفرة في الفيحاء عبر الاصرار على النقاط التالية: ايجاد ثقافة بيئية عموماً ولاسيما البحرية منها . تطوير التعليم التقني والمهني عبر الاصرار على الاختصاصات المساعدة للطب، الفندقية، البيئة واجراء تقييم واضح حول احتياجات السوق ومبدأ العرض والطلب . تقوية الدور المركزي للبلدية في الأمور الاجتماعية .
وفي الختام جرى مناقشة التقرير مع الحضور بادارة الدكتورة مها الكيال . وتم التأكيد على أن هذه الدراسة تضع بعض الميادين الملموسة التي بمكن أن تستخدم بفعالية لدى البلديات في حوارهم مع الادارة ، ومع المؤجرين وشركائهم في التعاون اللامركزي .