اطلق شباب العزم بالتعاون مع جمعية جاد – شبيبة ضد المخدرات برنامج توعية الشباب في المدارس والجامعات من خطر المخدرات وذلك في قاعة الاستقلال في سراي طرابلس بحضور ممثل عن قائد الجيش العقيد مروان الايوبي، وممثل عن مدير عام الامن الداخلي رئيس شعبة مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ومسوؤل شباب العزم ماهر ضناوي والرائد سليمان تركي ضابط الارتباط في السفارة السعودية مع وفد من السفارة، والعقيد جمال عبيد ممثل عن مدير فرع المخابرات في الشمال، والعقيد المسؤول عن مكتب مكافحة الإرهاب ومدراء جامعات خاصة وكليات في الجامعة اللبنانية وأساتذة جامعات ومدراء مدارس وحشد من المشاركين.
بداية النشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت حدادا ً عن أرواح ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة. ثم كلمة ترحيب لعريف الحفل محمد عثمان، بعد ذلك تحدثت رئيسة محكمة الجزاء في الشمال القاضي نازك الخطيب فنوهت بجهود القيمين على هذه الحملة، وشرحت كيفية معالجة القانون لمسألة الإدمان على المخدرات من الجانب القانوني والاحكام القانونية التي تصدر بحق الذين يتعاطون المخدرات والطرق الآيلة للحد من هذه الظاهرة الاجتماعية الخطرة.
وقالت: ان قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف اعتبر المدمن على المخدرات شخصا ً مخالفا ً للقانون ونص على عقوبات جزائية مترتبة على هذه المخالفة ولكنه لم يعتبره مثل اي من الاشخاص الذين يرتكبون الجرائم ويخافون القانون، ذلك لانه وفر الاطر القانونية التي تسمح له من جهة اولى بمعالجة مشكلته ومرض التعاطي الذي يعاني منه ومن جهة ثانية وفر له الاطر التي تجيز للقاضي في حالات معينة ان يبطل التعقبات بحقه في حال ثبت له بأنه يخضع لتدابير العلاج من الإدمان.
وتحدثت القاضي الخطيب عن أساليب عدة اتخذتها المحكمة لتخفيف معاقبة المدمن لكنها باءت بالفشل، وقالت لا شك أن المدمن على المخدرات هو مخالف للقانون دون أدنى شك، ولكنه انسان مريض بحاجة الى الرعاية والمعالجة من قبل الدولة مما يدفعنا إلى ضرورة التشديد على تطبيق قانون المخدرات والمؤثرات العقلية من قبل الوزارات المعنية في هذا الموضوع ولا سيما وزارة العدل والصحة والشؤون الاجتماعية.
ثم كانت كلمة لرئيس جمعية جاد جوزيف حواط الذي تحدث عن اعمال الجمعية لمكافحة المخدرات عند الشباب مشيرا ً الى ارقام محزنة وخطيرة من الشباب الذي يتعاطون هذه الآفة وخاصة الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم السابعة والثامنة عشر.
وحذر من الاسعار المتدنية التي تباع فيها انواع من المخدرات في لبنان والتي يدخلها بعض المواد الرخيصة مثل الكلس، والطبشور وبودرة الاطفال وعظام البقر، واسيد البطاريات، ومواد زجاجية قد تؤدي الى اصابات خطيرة في الجيوب الانفية مما يجعل الشفاء منها شبه مستحيل.
كما كانت كلمة لممثل اللواء اشرف ريفي رئيس شعبة مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي الذي اثنى على الدور الذي تلعبه الجمعيات الشبابية في مكافحة هذه الآفة التي يستغلها البعض لاكتناز الاموال على حساب اجساد وارواح ابنائنا وفلذات اكبادنا، ويدمرون المجتمع بكل كياناته الاقتصادية.
ولفت الى التكاليف الباهظة التي تتكبدها الدولة ووزارة الصحة في معالجة المدمنين على المخدرات فبدل ان تخصص الاموال للمرضى الحقيقيين تصرف الاموال على المدمنين الذين اختاروا التعاطي بهذه الآفة بملء ارادتهم ولتحقيق اللذة.
ثم القى مسؤول شاب العزم ماهر ضناوي كلمة قال فيها: في هذا اليوم عزمنا فيه على مدّ اليد ِ والتعاون والتواصل مع صناع الخير على إمتداد رقعة الوطن لتحقيق السعادة للإنسان الذي نخاطب ونرى فيه الإنسان بغض النظر عن إنتمائاته العرقية والدينية والحزبية والسياسية.
واضاف: إننا في شباب العزم ومنذ اللحظة الأولى لإنطلاقتنا وضعنا نصب أعيننا تفعيل دور الشباب لأننا نرى بهذه الفئة العامود الفقري لأي مجتمع والمدماك الأساس لبناء الوطن وإستشراق مستقبله الزاهر بالخير لهذه السواعد الطيبة، زرعنا بذور شباب العزم إنطلاقا ًمن الإيمان الراسخ لدى دولة الرئيس نجيب ميقاتي بأن الطاقات الشابة هي التي تبني الدولة الحديثة، فكانت الثمار عملا ً شبابيا ً متميزا ً على مختلف المستويات الصحية والإجتماعية والرياضية والتربوية، وكان شباب العزم مشعل نور تستهدي به الفئات الشابة لا سيما في الصروح التربوية التي أضحت المجال الأوسع لأنشطة العزم وعطاءات شبابها فكان شباب العزم بصمة ناصعة في جبين الوطن، وإستنادا ً إلى هذا الواقع وأمام الثقة الغالية التي منحنا إياها الشباب كان لا بد لنا من أن نقف أمام مسؤولياتنا فأطلقنا العديد من المشاريع والبرامج الهادفة إلى توعية الشباب وتحفيزهم وتحسين قدراتهم كي يتمكنوا من تحقيق الفائدة على المستويين الشخصي والوطني. وبالطبع فإن المسيرة إلى الأمام وبزخم أكبر وفي مجالات أوسع دون تواني عن تقديم المزيد لما فيه خير لبنان.
وتابع ضناوي: نجتمع اليوم لنعلن إلى أهلنا في طرابلس والشمال تتويجا ً جديدا ً للتعاون والتكاتف مع الغيورين على هذا الوطن من خلال إطلاق برنامج توعية الشباب في الثانويات والجامعات الخاصة والرسمية حول خطر المخدرات بالتعاون مع جمعية جاد – شبيبة ضد المخدرات، ولعل الدافع الرئيسي من وراء هذا التحرك السريع ما وصلنا من معلومات تحتوي على أرقام مخيفة عن تزايد عدد المتعاطين بين صفوف الشباب في الثانويات والجامعات في محافظة الشمال.
وختم ضناوي قائلا ً: إن برنامج التوعية هذا الذي يستهدف بالإضافة إلى الطلاب، وأولياء الأمور ولجان الأهل والموظفين في هذه الصروح التربوية من خلال المحاضرات وتوزيع النشرات، يمتد لمدة ثلاثة أشهر وذلك طبعا ً بالتعاون مع مؤسسات وهيئات المجتمع المدني، وتجدر الإشارة هنا إلى أن كل ما يستهدفه هذا البرنامج ليس بالتوعية الصحية بقدر ما هو توعية إجتماعية وأخلاقية وتربوية والروابط العائلية نظرا ً لما تمثله هذه الجوانب من أهمية لم تلقى الإهتمام الكافي.