عادت ضحية الطائرة الاثيوبية المنكوبة الى بحرها في الميناء حيث ترعرعت ونشأت في مدينة الافق والامواج كأن قدرها أن تقضي نحبها في البحر الذي ولدت على شواطئه في ميناء طرابلس..
عادت العروس يبكيها الأهل والأصدقاء والأحبة في مشهد درامي مؤثر حيث احتشد المواطنون والاهل والاقارب لاستقبال الشابة التي كانت مفعمة بالحيوية والنشاط والحياة والطموحات حيث جثي جثمانها في مقر بلدية الميناء الكائن على كورنيش البحر وكان في مقدمة مستقبلي النعش الى جانب الاهل الرئيس نجيب ميقاتي، ووفد من حزب الله برئاسة عضو المكتب السياسي الحاج محمد صالح وشخصيات سياسية واجتماعية وشعبية ونقابية وتربوية واصدقاء.
وكان موكب التشييع قد وصل في تمام الساعة الواحدة ظهر أمس حيث سجي نعش الضحية “انا ” في قاعة بلدية الميناء، ووقفت النساء يتأملن في النعش وراحت بعضهن تقرأ سورة “يس” وتدعوا الله لها الرحمة. ساعة ونصف أمضاها الوالد نظير عبس يتقبل التعازي والدموع تغمر عينيه بالبكاء، حكاها وودعها على وقع الدمع، مستذكرا اللحظات التي ودع بها “انا ” في المطار قبيل سفرها بساعات.
ساد الصمت داخل القاعة النساء اللواتي يحملن الجنسية الروسية اتشحن بالسواد، جئن يحملن باقة ورود للوداع، ولم يسمع الا العويل والصراخ والبكاء في قاعة البلدية.
خارج القاعة اصطف رجال الامن وعزفت فرق عسكرية موسيقى الموت.
والطرقات المؤدية الى منزل عائلة عبس اتشحت بالسواد وعبر العديد من رجال الدين عن حزنهم للكارثة التي ضربت الوطن وفق تعبير الاب غيري غيريوس راعي الكاتدرائية المارونية.
بدوره امام مسجد العالي في الميناء الشيخ سامي ملك عبر عن عميق حزن الاهالي على فقد الشابة انا عبس.
وقد تليت على روحها داخل مبنى البلدية آيات من القرآن الكريم، ثم خرج الساعة الثانية والنصف موكب التشييع من البلدية باتجاه جامع عمر بن الخطاب حيث ادت للجثمان التحية ثلة من قوى الامن الداخلي. وكان في استقبال النعش واهالي الضحية في بهو الجامع ممثلا عن رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء النائب قاسم عبد العزيز، العقيد مصطفى شريتح ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد سرية طرابلس العقيد بسام الايوبي ممثلا مديرعام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.
وبعد الصلاة على الجثمان التي امها مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، انطلق الموكب الى مدافن الميناء وسط حزن شديد ونثر الارز والورود على النعش الذي اخترق شوارع المدينة المزينة بالرايات البيضاء.