رأى رئيس المكتب التنفيذي في حزب التحرر العربي فيصل عمر كرامي “أن رئيس الحكومة سعد الحريري قدم خلال الفترة القصيرة من عمر الحكومة أداءً ممتازاً على المستوى الوفاقي العام في هذه المرحلة، لا سيما وأننا نؤمن بأنه ليس بالامكان أفضل مما كان بعد سنين انقسام صعبة عاشها البلد، كما أن الفترة ما زالت قصيرة لاطلاق الأحكام”. وأكد أن “كلام الرئيس الحريري هو الذي يمثل تيار المستقبل وليس ما يشاع هنا وهناك حول وجود تذمر بين قيادات التيار السياسية أو الشعبية لأن الناس دائماً تشرب من النبع “وشو بدنا بالسواقي”. وأشار إلى أن العلاقة بالشيخ سعد جيدة وقال: “منذ اللقاء الأول في بقاعصفرين كان هناك “كيمياء” وود بين الرئيس عمر كرامي والرئيس سعد الحريري رغم أن هذا اللقاء كان قد حصل قبل الانتخابات، ومن بعدها لبى الرئيس كرامي دعوة الرئيس الحريري على العشاء ومنذ ذلك الحين العلاقات قائمة وودية، ونحن بتوجيه من الرئيس كرامي واجبنا تقديم كل الدعم الممكن لانجاح مسيرة الرئيس الحريري بالمهمات الصعبة التي يتصدى لها وكل لبناني مخلص عليه أن يتخذ هذا الموقف”.
كلام فيصل كرامي جاء خلال رعايته في دارته بطرابلس مصالحة بين نادي المودة الرياضي لكرة القدم ومراقب المباريات الرسمية في طرابلس أيمن معاليقي إثر الاشكال الذي وقع في إحدى مباريات المودة في ملاعب طرابلس وتعرض خلالها معاليقي للضرب من أنصار النادي، الأمر الذي أوجب على اتحاد كرة القدم في لبنان اتخاذ تدابير قاسية بحق النادي تصل إلى حد اسقاطه درجة. وحضر المصالحة إلى جانب كرامي إمام وخطيب مسجد محمود بك في التبانة الشيخ إبراهيم الترك، رئيس تجمع “رياضيون لأجل لبنان” وفيق إبراهيم، نائب رئيس نادي الرياضة والأدب الدكتور نبيل قانصو ورئيس وكابتن نادي المودة خالد كيلاني ورؤساء الأندية الرياضية في طرابلس من مختلف الدرجات. وأضاف فيصل كرامي: “السياسة هي أم كل شيء في البلد، وهي الرابط لكل ما نراه على الأرض، ونحن منذ العام 1990 نحذر أهلنا في طرابلس من عدم وجود من يحميها أو يدافع عنها وعن حقوقها بسبب ما كنا نلمسه من تشرذم على أرض الواقع دون أي مقابل. والذي حصل معكم في “الفوتبول” نحن نعاني منه على كل المستويات الصحية والخدماتية والمشاريع والوظائف. وللأسف كل المناطق اللبنانية تدافع عن أهلها وناسها وعن مصالحها باستثناء أهل طرابلس فهم يدافعون عن كل المناطق على حساب منطقتهم ومصالحهم، ونحن ننجر وراء الشعارات ونشارك في المظاهرات والمسيرات والتجمعات دون مقابل أيضاً، وما حصل معكم هو أمر طبيعي وردة فعل ونحمد الله أن القضية في حضننا وليست في حضن أحد آخر يريد الاقتصاص منكم، والحارة البرانية في التبانة تعني لنا الكثير فأهلها أهلنا وتدعى “عقبة المفتي” والمقصود بالمفتي هنا المفتي كرامي، وقد أصاب هذه المنطقة الحرمان كما لف بقية أنحاء المدينة. ونؤكد هنا أنه إذا كان المطلوب ظلم نادي المودة لكي يهبط إلى درجة أقل أو أن يعود 10 سنوات إلى الوراء فهذا ممنوع ولن يهبط هذا النادي دون أن نتحرك لانقاذه فنادي المودة عين ونادي الرياضة والأدب العين الأخرى، وممنوع أن نعود إلى الوراء ونحن معكم”.
ثم تحدث الشيخ الترك فأكد أن طرابلس تجمع كل أبنائها وتحتضنهم وترعاهم بمحبة واخلاص، شاكراً لكرامي هذا الجهد الجبار الذي جمع كل أندية ورياضيي المدينة بالرغم من خلافاتهم السياسية. كما تحدث الدكتور قانصو عن مجريات الحادثة التي وقعت بين الطرفين قبل فترة آملاً بتجاوزها عبر لقاء المصالحة هذا، لما فيه مصلحة طرابلس. كما تحدث المدرب كيلاني طالباً الاعتذار من معاليقي باسم لاعبي النادي وجمهوره وأهالي طرابلس، معتبراً أن الرياضة تجمع أبناء المدينة بالرغم من الاختلافات السياسية، وشكر لفيصل كرامي حبه ومودته وتعاليه على كل الخلافات السياسية الموجودة بينهما. من جهته اعتبر معاليقي أن ما حصل أصبح من الماضي وأن كل الأندية الرياضية والرياضيين في طرابلس هم اخوته وأن مدينة طرابلس هي الأم الحاضنة للجميع. ثم تعانق معاليقي مع ادارة ولاعبي نادي المودة وسط تصفيق الحضور.