أحيط اللثام مؤخراً عن مشروع انشاء جزيرة اصطناعية قبالة شواطئ بيروت، وبقي هذا المشروع السياحي طي الكتمان رغم أن الدراسات والخرائط الخاصة به باتت في مراحلها الأخيرة.
هذه الجزيرة الاصطناعية أطلق عليها اسم جزيرة “الارزة”، كشف النقاب عنها مما أثار استغراب المتتبعين الذين طرحوا جملة تساؤلات حول انشاء هذه الجزيرة الاصطناعية في حين ان شواطئ طررابلس زاخرة بالجزر الطبيعية الجميلة التي تنتظر اهتمام المسؤولين علهم يسارعون الى انشاء المشاريع السياحية على هذه الجزر التي تعتبر من أهم ثروات لبنان الطبيعية المهملة..
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يفكر يوما المسؤولون والمعنيون باتخاذ خطوات جدية لجذب المستثمرين الى المدينة؟ إلا إذا تبرع بمفاتيح المدينة الى من يعتقدون أنهم أولى بها؟؟..
حلم لطالما انتظره الطرابلسيون وهو استثمار جزر النخيل والرنكين والبلان وغيرها من الجزر التي تعتبر فريدة من نوعها في الشرق الاوسط.. لكن الحلم تبدد ليستيقظ في منطقة خارج المدينة.
لماذا ومن المستفيد، “البناء” طرحت أسئلتها على رئيس لجنة رعاية البيئة وعضو مجلس بلدية الميناء المهندس عامر حداد الذي عرض الاسباب الحقيقية لنقل المشروع الذي وعدت به مدينة طرابلس الى خارجها فقال:
علمنا أن مشروع جزيرة الأرزة سيتم انشاؤها ما بين جنوب وشمال بيروت. المهم أنه لن يكون في طرابلس! وحالياً هذا المشروع بصدد الاجراءات القانونية للحصول على المرسوم، وتجري الاجراءات القانونية بسرية تامة كي لا يتعرض الى اجهاض من قبل لجان وهيئات قد ترى فيه انتقاص من حق طرابلس والشمال.
ؤتحدث حداد عن مميزات جزر طرابلس بالقول: على الرغم من عدم تطبيق حماية الطيور وتغير المناخ الذي طرأ على بلادنا في الآونة الأخيرة الا أنه ما يزال عدد من الطيور المهاجرة تحط في جزر الميناء للاستراحة والانتقال الى بلد آخر.
تحمل جزر النخيل مواصفات فريدة من نوعها، مما يساعد على استثمارها واقامة المشاريع السياحية، بينما مشروع جزيرة الأرزة بحاجة الى ردم كميات هائلة من معالم الشاطئ مما يؤثر على الثروة البحرية. ولذلك نطالب قبل تنفيذه اجراء دراسة تقييم للأثر البيئي، بحيث لا يحدث المشروع ضررا بالبيئة وبالحياة البحرية..
وأضاف: من ينسى الخسارة الكبيرة التي لحقت بشاطئ الميناء بعد استحداث كورنيش الميناء، فقدنا الثروة السمكية على كافة أنواعها، اضافة الى الاسفنج والصدفيات والتوتيا..
ونحن البيئيون نتساءل كيف يمكن استحداث جزر اصطناعية والجزر الطبيعية موجودة، وما هي الحجة حتى هذه اللحظة لا نعرف؟ لكن من الطبيعي أن المستثمرين يبحثون عن الأمن والأمان، عدا عن أنهم ينجذبون لكل المناطق ما عدا طرابلس، وهذا السؤال نضعه برسم المسؤولين؟؟..
يوجد على جزر طرابلس 86 نوعاً من النباتات النادرة و154 نوعاً من الطيور. و8 أنواع من السلاحف.. لكن هذا الامر لا يلفت نظر المستثمر لانه جبان فما يهمه هو أن يضع ماله في مكان لا يخسره.
وقال: شبعنا شعارات وكلمات لا تجدي نفعا، المطلوب اظهار صورة المدينة الحضارية المنفتحة، بعكس ما ينشر في وسائل الاعلام.
من يصدق أنه يوجد على شاطئ طرابلس 9 جزر ثلاثة منهم محميات والباقي يمكن استثمارها وانعاش المدينة من مواردها.
جزيرة “البلان” تقدر مساحتها بحوالي 20 ألف م2 وارتفاعها عن سطح البحر حوالي 7 أمتاروهي جزيرة صخرية ليست رملية وغير محمية، ويمكن توسيعها وتصغيرها واقامة أي مشروع عليها لتصبح على غرار “ديزني لاند البحرية”.. أو مشروع سياحي بحري أو ترفيهي وهي تبعد عن الشاطئ 900 م، يمكن الوصول اليها عبر تركيب “تلفريك” أو “غواصة” أو مركب بحري حديث مع انشاء الموتولات عليها اضافة الى فنادق ومسارح لتصبح منطقة سياحية بامتياز.
هذه المشاريع السياحية نضعها امام جميع النواب والوزراء كي يعملوا على ابراز معالم المدينة واستقطاب المشاريع السياحية التي تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي، فاقتصاد معظم الدول الاوروبية يعوم ويعتمد على السياحة البحرية، خاصة الدول المطلة على البحر وتملك جزراً بحرية طبيعية.. على سبيل المثال فإن قبرص عدد سكانها لا يتجاوز المليون وكل سنة يزورها حوالي 6 مليون سائح، أي ستة أضعاف سكانها.. لو مورست الحياة البحرية على شاطئنا بأقل ممكن، ولو زارنا ضعف عدد سكان لبنان لانتعش اقتصادنا وما وصلنا الى نحن عليه اليوم.. ولو كانت هذه الواجهة أمام مدينة غير طرابلس لاستثمرت منذ زمن بعيد، وأقيم عليها أفضل المشاريع السياحية. علما أننا قدمنا دراسة تحت عنوان “مخطط تناظري” للجزيرة يبني واقع الحال وكيف يمكن أن تصبح في المستقبل مع الحفاظ على مكونات الجزيرة، كان ذلك عام 2000. وقدمنا المشروع لكافة المسؤولين، مع الاشارة الى ان هذه الدراسة حصلت على موافقة وزارة البيئة والامم المتحدة واعتمدت كخطة للعمل وعرضت على المعنيين ولم نلق جوابا حتى الان!!.. وبعد طول انتظار سلمنا الدراسة لرئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد الجمالي ووعدنا أن يعمل جهده في سبيل تنفيذ هذه الدراسة عمليا وليس نظريا، وما زلنا في انتظار ما سيسفر عنه تحرك رئيس البلدية..
من أنواع النباتات الموجودة في جزر طرابلس: زئبق البحر، شمام، شوع، عين العصفورة، عشبة العلق، قعبول، أشنان، سراغة مقدسةشنداب بحري،عين البنت، حلبلب، خشخاش سوري…. وغيرها الكثير من النباتات والتي تبلغ 83 نوع نبتة، اضافة الى امكانية اكتشاف انواع أخرى مع مواصلة الدراسات. فهذه النباتات شاهد على ما كانت عليه نباتات الساحل اللبناني قبل تدهورها نتيجة الضغط السكاني، كما ان هذه النباتات تنتمي بمعظمها الى المناخ المتوسطي.
ومن الاسماك: ببغاء، عصفور، بوري سيلون، غبص، جربيدي مكحل، براك، عريسة، غزال، حفش، فقمة البحر المتوسط، حيث يوجد في البحر المتوسط 708 نوع من الاسماك اضافة الى 22 من الثدييات البحرية (حيتان، ودلافين…) وثلاثة انواع من السلاحف، اضافة الى السلحفاة البحرية مع الاشارة الى ان عدد من هذه الاسماك مهدد بالانقراض على المستوى العالمي.
ومن الطيور: بجع أبيض، مالك الحزين الرمادي، حذف صيفي، بلشون البقر، نورس أسود اللون، الزقزاق المطوق والنحام الاكبر… يبلغ عدد انواع الطيور في العالم نحو 10 آلاف نوع من الطيور بمعظمها يتواجد منها في الجزر المذكورة، مع الاشارة الى تناقص عددها بسبب التلوث البيئي والكيميائي وادخال انواع غريبة عليها من الطيور، علما ان هذه الطيور تستحق منا حمايتها لان لها الحق بالحياة ولانها تنظف البيئة من الاجسم الميتة ومن الحشرات والحيوانات.
دموع الاسمر