وادي خالد، منطقة الحرمان التاريخي المزمن، عانت ولم تزل تعاني من تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وفي البنى التحتية، لكن خرجت وادي خالد من رحم المعانا الى الحياة العامة بفضل منطقة البقيعة، التي اعتبرت لسنوات عديدة منطقة اقتصادية عالمية وأهم سوق تجاري عالمي، ومقر للتهريب شكل مزراباً لثراء معظم سكان وادي خالد الذين باتوا من كبار الرأسماليين في البلاد…
أيضاً خرجت وادي خالد الى الحياة السياسية من الباب الواسع فكان منها في دورة انتخابية واحدة نائبين: محمد يحيى، وجمال اسماعيل، وحينها ترشح جمال اسماعيل بدعم من رجل الاعمال محمد سليمان (ابو عبد الله) الذي كان يعد نفسه لانتخابات 2005 بعد مرور عشر سنوات على نيله الجنسية اللبنانية، لكن وبسبب الظروف أحاطت بتلك الانتخابات عزف عن الترشيح انطلاقا من وعد ناله بأن يكون يكون على لائحة المستقبل في انتخابات 2009.
حسابات البيدر لم تتطابق مع حسابات الحقل، فجرى استبعاد ابو عبد الله محمد سليمان بعد أن أمعن النائب سعد الحريري النظر في الخيارات الفضلى فوقع اختياره على المرشح معين المرعبي بدلاً من أبو عبد الله.
لكن أبو عبد الله وفي اطار التحدي، أعلن استمراره في الترشيح وانه مستمر في خوض المعركة بعد مهرجان شعبي كبير أقامه في وادي خالد واستمرار ابو عبد الله في معركته الانتخابية ناجمة عن ردة فعل حيال ما حصل معه من استبعاد، وهو يسعى لتأكيد حضوره الشعبي والسياسي في عكار.
المطلعون على الاوضاع الانمائية في عكار أعربوا عن اعتقادهم أن ابو عبد الله بحاجة الى كثير من الوقت والايام والسنوات ليثبت حضوره في عكار، لان نطاق عارفيه لم يتعد وادي خالد وبعض القرى والبلدات التي تقيم فيها عشائر العرب. علماً ان معظم العشائر تدين بالولاء للمرشح السابق محمد يحيى الذي بات حضوره واسع المدى والسؤال المطروح اليوم:
هل يستمر محمد سليمان (ابو عبد الله) في ترشيحه وخوضه للمعركة، أم أنه سينسحب بعد عدة جولات انتخابية يقوم بها لجس نبض الشارع العكاري قبل اعلان انسحابه من المعركة؟
مصادر مطلعة نصحت ابو عبد الله بالانسحاب كيلا لا يصاب بالاحباط، وكيلا لا تنكشف قواه الانتخابية في عكار. وحتى يبقى الانطباع بأنه قوي وإلا سيخسر مرة أخرى في العام 2013 وسيكون بعيداً عن أي خيار من أي فريق سياسي في المنطقة.
كتب هزاع حمد