افتتحت منظمة الإغاثة الدولية في لبنان معرض “عيش عكار” التجاري في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في بلدة الشيخ طابا – عكار، بمشاركة اكثر من 60 مواطنا من مزارعي ومصنعي ومنتجي وحرفيي عكار، الذين عرضوا منتجاتهم على مدى ثلاثة ايام.
حضر حفل الافتتاح، ساطع ارناؤط ممثلا رئاسة مجلس الوزراء، النواب: نضال طعمة، معين المرعبي وخضر حبيب، دنيز هيربول مديرة مكتب الوكالة الاميركية للتنمية الدولية الممولة للمشروع، جورج ايدا ممثلا المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية السيدة كورين عازار، وحشد كبير من رؤساء البلديات، ممثلو هيئات المجتمع الاهلي المحلي.
افتتاحا بالنشيد الوطي ثم القى النائب طعمة كلمة قال فيها: “ما أبهى أن يحتضن صرح تربوي عكاري عطاءات أيد تجاوزت فن التنظير، وكأننا بذلك نعلن أن كل تربية، لا تدرك آلية عملية تصب في خانة خدمة الناس، هي تربية مشكوك في استقامتها. وهي بذلك تشبه السياسة في مرادها الأسمى، ألا وهو قيادة الجماهير نحو الأحسن والأفضل. فكل سياسة لا تشرع الأبواب لطاقات ومواهب شعوبها، هي أسيرة زمن مصيره الزوال، ونحن أناس لن نقول كنا، بل قررنا أن نكون”.
وتابع: “ولما كنا مقبلين في لبنان على عهد جديد، عنوانه الإنماء والتطوير، فلنسع معا، ليكون هذا المعرض رسالة واضحة، تطلقها عكار، لتؤكد استحقاقها كل اهتمام رسمي، ولتثبت مكانتها على الخارطة الحضارية لهوية لبنان الثقافية. ولتكن هذه الجمعة عرسا في عكار، وعنوانا لإرادة الوجود بإصرار. ومع تقديري الكبير، لأهمية هذا المعرض، حيث أنه يعضد الحرفي والمزارع والمنتج العكاري، ويعطيه فرصة مهمة لعرض وتسويق إنتاجه على أكبر عدد ممكن من الناس، وفي أكبر تظاهرة حضارية إقتصادية، لم تشهد عكار مثيلا لها من قبل. يأتي الشكر والتقدير للوكالة الاميركية للتنمية الدولية ولمنظمة الاغاثة الدولية وللجهود الجبّارة الّتي بذلت في سبيل نجاح هذا المعرض”.
واكد “أهمية الانفتاح على المؤسسات المانحة، وأهمية تفعيل علاقات لبنان الدولية، وحضوره الفاعل في المجتمع الأممي، وهذا ما نؤكد على ضرورة ترسيخه في السياسة الخارجية لكل الحكومات المتعاقبة. فما توانى شعب إلا طوته غياهب التاريخ. ومع إقرارنا أن العولمة الجارفة تقتلع من لم يتجذر في أرضه، ومن لم يبن بيته على صخر الانتماء الحقيقي، يأتي هذا المعرض ليكون خطوة مهمة ليقنع العكاري بكرم أرضه وجود تراثه. أترانا نستطيع أن نعيد الألق للمثل اللبناني القائل: فلاح مكفي ملك مخفي. ويبقى عهد علينا، كنواب للامة عن هذه المنطقة، أن نبقى الصوت الصارخ، لنحاول مواكبة أوجاع الناس. وإذا كنا نأمل خيرا في طرح موضوع دعم المحروقات في أول جلسة لمجلس الوزراء، مراجعاتنا مستمرة في كل الدوائر والوزارات لنحصل لعكار ما نستطيع، دون أن ننسى المراسيم التنفيذية لإقرار المحافظة، ومشروع اللامركزية الإدارية”.
وتحدث ممثل منظمة الاغاثة الدولية في لبنان عماد حمزة فاشار الى ان “الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بالتعاون مع منظمة الاغاثة الدولية سعتا الى تصميم مشروع يتناسب وحاجات منطقة عكار وقد اردناه مشروعا على المدى الطويل يتطابق والمثل القائل علمني الصيد وما تعطيني سمكة، من هنا نشا مشروع بلديات الذي يهدف الى تفعيل دور البلديات واشراكها بالحياة الاقتصادية لتكون المحرك لمجمل النشاط الاقتصادي والانمائي ومسؤوليتها في ترتيب الشؤون العامة في مختلف مجالات الحياة التنظيمية”.
وتحدثت مديرة مكتب الوكالة الاميركية للتنمية هيربول فأعربت عن سعادتها في المشاركة في افتتاح المعرض، وقالت: “من المذهل ان نرى كافة المنتجات التي يعرضها المنتجون المحليون اليوم وهي منتجات فريدة ذات جودة عالية تقف شاهدا على تنوع المهارات والبراعة التي تميز سكان هذه المنطقة، فيشكل التزامكم بتعزيز مؤسساتكم والبقاء في هذه المنطقة نموذجا ايجابيا يثبت للاخرين بانكم قادرون على كسب رزقكم وتحقيق المداخيل من خلال هذا النوع من الانشطة”.
واشارت الى “ان التنمية في المناطق الريفية ما زالت تحتل سلم اولويات عمل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ، فخلق الوظائف الدائمة لسكان المناطق الريفية من شانه تمكين ابناء هذه المناطق البقاء في منازلهم فيما هم يكسبون المداخيل لاعالة اسرهم . فمن خلال هذا البرنامج الذي تنفذه منظمة الاغاثة الدولية يستفيد العديد من البلديات والمجتمعات المحلية في المنطقة من انتعاش التنمية الاقتصادية وتعمل هذه المجتمعات المحلية على تخطيط مبادرات وتنفيذها من اجل زيادة الفرص الاقتصادية في بلداتها وقراها مما يزيد فرص العمل للسكان”.
ثم، قدمت فرقة التراث الموسيقي العربي برنامجا فنيا راقيا اشتمل على مقطوعات من التقليد الموسيقي العربي الى اداء موشحات وقدود من مقامات السيكاه والبيات والحجاز.
بعد ذلك، قامت السيدة هيربول والنواب والفاعليات الحاضرة بقص شريط افتتاح المعرض وجولة على ارجائه وتذوق بعض المنتجات الزراعية العكارية، لاسيما منها العسل البلدي الذي حظي باهتمام الزائرين جميعا.
اشارة الى ان معرض “عيش عكار” الذي انشىء على مساحة تزيد على الالف مترا مربعا نسق ورتب في شكل عملي ومدروس، بما يتناسب والمنتجات المعروضة فيه وبما يسمح للزائرين بحركة سلسلة ومرنة تمكن الجميع من مشاهدة كل المنتجات المعروضة في شكل سهل.
والمعرض مبادرة تنموية إقتصادية تطلقها منظمة الإغاثة الدولية في عكار، بعد عدة أنشطة إقتصادية قادتها المنظمة في 130 بلدة لبنانية، في إطار مشروعها “بلديات” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، وتقدم منظمة الإغاثة الدولية من خلال “عيش عكار” فرصة لأكثر من 60 من مزارعي ومصنعي ومنتجي وحرفيي عكار لعرض منتوجاتهم. وهي بهذا المعنى إلتفاتة نحو صغار المنتجين العكاريين تسمح لهم بعرض خدماتهم ومنتجاتهم من أغذية وحرف وملبوسات وغيرها، فيكون معرض عكار التجاري بمثابة مساحة تساعدهم على الترويج لخيرات عكار، والتعبير عن فرادة وجودة هذه المنتجات ويؤمن لهم في الوقت عينه فرصةً لزيادة أرباحهم خلال المعرض وفي الفترة التي تليه.
كما، ان معرض “عيش عكار” يشكل في حد ذاته تجربة فريدة تقدم للمستهلك اللبناني فرصة شراء وتذوق منتجات لم يتسن له التعرف عليها في السوق اللبنانية من قبل. وتبرهن هذه التجرية الإمكانات الإقتصادية للريف الشمالي والعكاري على وجه الخصوص وكفاءة أهله زراعياً وصناعياً وحرفياً وسياحياً، مسهمةً بذلك في تسليط الضوء على واقع عكار واستحداث بيئة ملائمة للتنمية الإقتصادية المستدامة”.