في جوار بحيرة بنشعي الاصطناعية السياحية وفي حضن الطبيعة الخضراء الهادئة ارتفعت شجرة الميلاد العملاقة الأكبر طولاً في لبنان، لتضيئ سماء تلك المنطقة ولتتلألأ أنجومها تعلن بدء المهرجان الميلادي على مدى أيام الشهر الجاري.. في بلدة بنشعي التي باتت بلدة سياحية تستقطب المواطنين من كافة أنحاء الشمال ولبنان وحتى السواح العرب. بنشعي هذه البلدة الصغيرة الهادئة في قلب زغرتا حولها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بلدة تضج بالحياة والسواح صيفا شتاء، حيث البحيرة التي نشأ على جوانبها المقاهي والمطاعم ثم حولتها رئيسة جمعية الميدان عقيلة الوزير فرنجية السيدة ريما فرنجية الى بقعة من الانوار والاضواء فكانت الشجرة الميلادية التي أدهشت كل الزوار الذين استمتعوا برؤية هذه الشجرة البالغ طولها 30مترا وقطرها 14 مترا وزينتها 800 نجمة ومئة الف لمبة والفا متر من الاشرطة المضيئة وتوجتها نجمة كبيرة بطول 3 امتار وتحتوي على الفي لمبة.
هذا المهرجان الميلادي تقيمه رئيس جمعية الميدان السيدة ريما للمرة الثانية حيث كان الافتتاح في ميلاد العام الماضي أما في هذا العام فتقول السكرتيرة المسؤولة في البحيرة ايليان شمعون ان السيدة ريما عملت على تطوير البرنامج الميلادي وعلى انشاء هذه الشجرة الاكبر حجما في كل لبنان. وتوضح ان زائرينا من كل المناطق اللبنانية يأتون لمشاهدة هذه الشجرة وجرى استقدام عربات ميلادية حيث يتمكن الزائرون من الصعود مع بابا نويل فيها أو الذهاب معه في نزهة بمراكب سياحية زينت بزينة الميلاد في البحيرة وأشارت الى ان البرنامج الميلادي متنوع يمتد الى يوم الاحد 4 كانون الثاني ويتضمن البرنامج الذي يتم تنظيمه حول الشجرة عروضات ونشاطات منها ضيعة ميلادية تتضمن مشغلا للحرف الميلادية كصنع الالعاب والشموع والحلويات يبدأ نهار غد. أما يوم السبت المقبل فهناك عروض والعاب متنوعة ويوم الجمعة 18 كانون الاول مسرحية غنوة والسبت 19 كانون الاول عرض لشخصيات ديزني، والثلاثاء 22 كانون الاول مسرحية مريم لجيزيل هاشم زرد والاربعاء 23 كانون الاول عرض اوكراني راقص اضافة الى حفلة غنائية للفنانة شانتيل غويا.
والجديد في هذا البرنامج هو انشاء الحديقة الطبيعية على الرصيف الكبير الى جانب البحيرة وقام المنظمون باستقدام عربة ضخمة ومجسمات للغزلان تجر العربة وفي داخلها الهدايا التي تنتظر وصول بابا نويل ليلة العيد لتوزيعها على اطفال المنطقة وهذه الحديقة تتشعشع ليل نهار بالانوار التي تضيئ مياه البحيرة.
السيدة سونيا جبرين قالت ان البحيرة منطقة سياحية بامتياز ياتيها زوار من كل حدب وصوب وزاد في المنطقة جمالاً هذه الشجرة الميلادية التي تبهر الابصار والعقول خاصة في الليل بأنوارها التي تنعكس جمالا باهرا على مياه البحيرة وتلك النجمة التي تعلو الشجرة كأنها تدخلنا الى اجواء ولادة السيد المسيح وتضيئ هذه النجمة على علو 30 مترا درب المجوس وصولا الى المغارة مهد السيد المسيح. وكل الشكر لرئيس تيار المردة ولزوجته السيدة ريما صاحبة الافكار المبدعة.
تعتبر بلدة بنشعي من أقدم القرى التاريخية في لبنان- يشتق أسمها من كلمة بنشعيا وهي لفظة أرامية تعني أبناء شعيا -حيث كان فيها مقام للنبي أشعيا تحوّل فيما بعد ألى كنيسة سميت لاحقا كنيسة القديس روحانا -بعد أن أعتنق أبناء البلدة الديانة المسيحية – وهي من أقدم الكنائس في لبنان على الأطلاق -يوجد في بنشعي محلة تدعى خرائب الروم -وهي بقايا مملكة رومانية أندثرت تاركة وراءها أسما وبعد المعالم من حجارة ضخمة وقبور وأجران عبثت بها الأيدي الجاهلة وسارقوا الآثار والباحثين عن الكنوز – وقد هدمت هذه البلدة عدة مرات عبر التاريخ بسبب الحروب حتى تحوّلت من مملكة ألى قرية – وهي تمتاز بمركزها الأستراتيجي الذي يجعلها حصنا منيعا ومكانا يسهل الدفاع عنه.ممّا جعلها مطمعا للطامعين قديما وحديثا .
في القرنين السابع والثامن عشر أطلق على بلدة بنشعي لقب ( باريس الصغيرة )لما تتمتع به من ثقافة شعبها – وما كانت تحتويه من بيوت جميلة وكبيرة ما زال بعضها صامدا حتى الآن – وكانت تحتوي أيضا على كل ما يتطلبه المرء من مراكز رفاهية وفندق وميدان للخيل وصالة بليارد وحوانيت ومقاهي وعيادة أستشفائية -وأطباء -ألخ…
أشتهر أبناء بنشعي قديما بنزاهتهم وشجاعتهم وكرمهم واحتضانهم لكل من يلجأ أليهم – لذلك أختارها بطل لبنان يوسف كرم مقرا يلجأ أليه في الأيام الصعبة وكان أبناء بنشعي يناصرونه ويساعدوه على أعدائه -فحاربوا ألى جانبه في معاركه ضد جيش الأحتلال العثماني ووفّروا له مكان الأقامة والتموين له ولرجاله – وما معركة بنشعي الشهيرة ألاّ خير دليل على ذلك.
تعتبر عائلة رعيش هي العائلة الوحيدة المعروفة تاريخيا في بلدة بنشعي منذ مئات السنين -واشتق من العائلة عدة عائلات منهم- نادر – شيت -وغيرهم – ومع الوقت أصبحت بنشعي مركزا شتويا واستقطبت عدد من العائلات التي أتخذت من البلدة مقرا دائما لها بسبب المصاهرة وروابط القربى -ومن هذه العائلات جبرين – مارون – عبد النور – الحايك – رزق -وغيرهم
هاجر الكثير الكثير من أبناء البلدة ألى دنيا الأغتراب منهم بسبب الحروب ومنهم بسبب الأضطهاد أو طلب الرزق والعلم -حتى أصبح عدد المغتربين من أبناء البلدة أضعاف مضاعفة بالنسبة لعدد سكانها اليوم
تمتاز بلدة بنشعي بموقعها المشرف على معظم محافظة الشمال والبحر – وأيضا بأحراجها الواسعة وتلالها المشرفة ووديانها الرائعة وبساتين الزيتون التي تغطي معظم بساتينها