كرمت “مؤسسات المجتمع المدني” وبلديات عكار عضو كتلة “لبنان اولا” النائب المهندس نضال طعمة، في احتفال اقيم، في مطعم الديوان في بلدة برج العرب عكار حضر رؤساء بلديات وجمعيات وقادة امنيون ومثقفون.
والقى الدكتور فؤاد سلوم كلمة، باسم الهيئات المكرمة، مشيدا بمناقبية النائب طعمة وصراحته في مقاربة الامور السياسية ووضوحه في التعاطي مع امور الناس واهالي عكار، مثنيا على سلوك طعمة “الذي لم يتغير يوما منذ كان مربيا اداريا أو حتى نائبا فهو يكسب حب الكثيرين واحترامهم”. وأشار الى “ان المجتمع الطليعي والمثقف تقع عليه مسؤولية كبيرة في عملية التغيير والمساهمة في موقعه لايصال عكار الى مستوى افضل”.
ثم تحدث الطبيب الدكتور وسام منصور فقال: “ان عكار تعتز وتفخر بوصول احد ابنائها المناضلين اجتماعيا والمثقف والمتواضع والشعبي النائب نضال طعمة الى الندوة النيابية التي حتما سيغنيها بفكرة النير ووطنيته الصادقة والتي لم تتأثر يوما في كل الظروف.
ثم دار حوار بين الحضور والنائب طعمة، فقال: “14 اذار” حالة شعبية وطنية، هي اكبر من اي اطار تنظيمي تقليدي، ولا يمكن ان يستوعبها تنظيم كلاسيكي، اعتاد الناس على ما يشبه فترة الحروب الاهلية المتعاقبة، فرفض بعض الناس الانخراط في تنظيم حزبي مثلا، ليس رفضا للمساهمة في الحياة السياسية العامة، انما رفض للارث الميليشياوي الذي غلب في وجدان الناس على تنشيط الفكر السياسي، وبلورة الحركات المطلبية وسبل النضال المشروعة في سبيل احقاق الحق والعدالة، وكل ذلك من المفترض ان يشكل الهوية الحقيقية للحركات الحزبية”.
أضاف: “ولعل التحدي الحقيقي امامنا اليوم هو ابتداع اطر جديدة، غير تقليدية لاستمرار النهج السيادي، ولاحتضان حركة شعب كسر قيود الصمت، وقال كلمته في اكبر انتفاضة في تاريخ لبنان، في ثورة حقيقية عابرة للحدود والمناطق والطوائف والمذاهب، حيث واجه اللبنانيون بعين الارادة مخرز النفس الميليشياوي الزبائني القمعي، الذي كانت تفرضه قوى الامر الواقع”.
وقال: “من يخرج من “14 اذار” يتخلى عن واجب التحدي، ولاشك انه يخرج وحيدا طالما ان النبض الاستقلالي السيادي اللبناني العروبي الديمقراطي يدق في قلوب ابناء ثورة الارز. أو لم تثبت الانتخابات النيابية الاخيرة ان صوت الشعب اللبناني وخصوصا صوت من يحب ان يسميهم البعض بالحياديين، هو منسجم ومتآلف مع طروحات “14 اذار” بغض النظر عن الاسماء والاشخاص والزعامات والقيادات. واذا كانت هناك قراءة جديدة، للواقع الاقليمي، فثورة الارز هي الاقدر على التفاعل معها، دون التخلي عن الثوابت الوطنية والمكتسبات التي اريقت الدماء في سبيل تحصيلها وتحصينها، ومن كان العقل مدى عقيدته كان حري به ان يذهب بهدوء وعقلانية الى تموضعه الجديد، وان كان همه وأد الفتنة فهمنا قطع رأس افعاها، ودفنها في مهدها، ونحن على الدرب ماضون، وعلى ثوابتنا باقون، ولكل جديد مستعدون”.
وعن الوثيقة السياسية ل”حزب الله”، قال النائب طعمة: “ان طرح الحزب لوثيقة سياسية من شأنه ان يساهم في تفعيل الحراك في الفكر السياسي على الساحة اللبنانية، انطلاقا من مرتكزات واضحة، يمكن الرجوع اليها للتأكد من انسجامها مع ممارسة اصحابها الواقعية العملية، وانسجامهم معها من جهة، وتقدم مادة حوار لتفعيل التواصل مع الافرقاء الاخرين، لبلورة نقاط التلاقي والاختلاف، وهنا لا بد من ان نلاحظ ونسأل:
– لا شك ان تأكيد الوثيقة التمسك بالدولة اللبنانية الواحدة الموحدة، يعتبر خطوة جيدة، واذا قدر لها ان تؤسس للبننة شاملة للحزب، قد تعد انجازا متقدما فهل “حزب الله” جاهز لهذه اللبننة، وقادر على المضي فيها؟”
– الهوية الاسلامية للحزب، لا تعيق تواصله مع بقية الاسر الروحية، لان الاسلام بطبيعته دين السماح والاخاء، ولكن على المستوى الوطني، أيعتبر استباقا لطاولة الحوار التساؤل عن احتكار الحزب، بهويته العقائدية للمقاومة؟
– عندما يكون الحزب جزءا من النسيج الوطني اللبناني، ويذكرنا امينه العام سماحة السيد، عن الغاء الطائفية السياسية بحسب الطائف، يحق لنا ان نسأل كيف يتوافق هذا الالغاء الذي يحتاج، مع ما يحتاج، الى احزاب غير طائفية، يكون المنتسبون اليها من اديان وطوائف مختلفة، مع الصفة الدينية الجهادية لحزب الله؟ والا يجعل الامور اكثر تعقيدا، اصرار الحزب على التزام التبعية لولاية الفقيه؟
– في نص الوثيقة يبرز البعد الخارجي للحزب، ففضلا عن ارتباطه العقائدي بايران، الم تسقط صيغة العداء المطلق للغرب ابعادا حضارية، تؤمن بها فئات مكونة للمجتمع اللبناني، وتعول عليها في تكوين ثقافة البلد؟
– طرح المزاوجة بين المقاومة والجيش هل المقصود به زواجا على الطريقة المسيحية فيصيران كلاهما جسدا واحدا…؟ ام تكريس لازدواجية كأمر واقع، لمواجهة التهديدات الاسرائيلية؟ وهل سنصل الى وقت لا تعود فيه اسرائيل مصدر تهديد؟
ورأى النائب طعمة، “ان في البيان الوزاري رؤى طموحة، تحيط بكل العناوين المعيشية والقضايا الوطنية، صيغت باسلوب هادىء يكرس منطق الحوار ويغلب صيغ التوافق، نرجو ان يسهل التضامن الوزاري امكان تطبيق فعلي لمضامين البيان، والا تطفو الخلافات معرقلة مسيرة الدولة، فنجد انفسنا قد شبعنا كلاما معسولا ووعودا في الهواء”.
وقال: “ما تم الاتفاق عليه لم يكن تشريعا لسلاح “حزب الله”، بل التعامل معه بواقعية تسووية. نعم نحن امام اقرار بوجود هذا السلاح، وهو امر لا يمكن انكاره، مع التأكيد على امكانية استخدامه من قبل الدولة صاحبة القرار والمرجعية، واما الاليات العملية لتنفيذ ذلك فهي برسم طاولة الحوار. وان اعتبر البعض ذلك تنازلا من قبل قوى الرابع عشر من اذار، فتبقى السياسة فن الممكن، وتكريس التفاهم اليوم عند هذا الحد خير من ان تبقى امور العباد وعجلة اطلاق ورشة الانماء في مهب الريح، وذلك على طريقة ما نسب الى عمر بن العاص في كلامه لابنه عبد الله “يا بني سلطان عادل خير من مطر وابل، واسد حطوم وخير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم”.
وتابع: “ولكي لا تبدو الامور وكأنها المثلى، لا بد من صوت يذكر بالاصول دون ان يعطل مسيرة الدولة، ولعل التعبير عن ذلك الصوت جاء من خلال التحفظ، من هنا تبرز اهمية التحفظ على البيان الوزاري، والاهم ان هذا التحفظ تبنته مجموعة من قوى الاكثرية كي تقول ان النص ليس هو المثال المرتجى، ولم يتبناه الجميع بطبيعة الحال لاننا ارتضينا الواقع سبيلا لاطلاق ورشة البناء، وتتويجا للجهود الجبارة التي بذلها بحكمة دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي ان تنازل فبفخر نقولها، تنازل لاجل لبنان وعزته وكرامته، وهذا من شيم القادة الكبار، الذين يسطرون التاريخ بعزة واباء.
ويبقى ان نؤكد ان ما يحاول البعض تسويقه ان ثمة خلافات بين المتحفظين وباقي مكونات قوى الاكثرية، هو محاولة فاشلة للتمويه على الرسالة الواضحة الآنفة الذكر، التي حاولت قوى الاكثرية مجتمعة، من خلال تحفظ بعض وزرائها، ايصالها الى جماهيرها اولا، والى الشركاء التوافقيين ثانيا”.
وأكد النائب طعمة “ان اتفاق الطائف جاء مؤسسا لصيغة الميثاق المتوازن، ليطوي صفحة حرب، ويطلق الجمهورية الثانية، ويخرج بالتالي الذهنية اللبنانية من مرحلة الاقتتال، الى مرحلة بناء الدولة، بأثمان غالية قدمت، ودماء زكية بذلت. لذلك نحن مع الالتزام الكامل بهذا الاتفاق، واذا كان ينص على تشكيل هيئة وطنية لالغاء الطائفية السياسية فان البحث في الموضوع يجعلنا نتوقف عند رأيين اثنين. ثمة قائل ان الغاء الطائفية السياسية، سيؤدي حتما الى تغليب اكثريات طائفية ودينية من لون معين، على اقليات في الوطن، وهذا يعني انهاء لبنان او عدم الحاجة اليه ككيان ورسالة وتجربة عيش مشترك.
وهناك من يقول باستحالة الغاء الطائفية السياسية ما لم يتم اولا: فصل الدين عن الدولة الغاء المواد الدستورية التي تكرس الطائفية، وتأسيس احزاب سياسية غير طائفية ينتمي اليها مسلمون ومسيحيون”.
أضاف: “وامام هذين الرأيين والحاجة الى تطبيق الطائف بالكامل، لنتبين الثغرات والاشكاليات الناجمة عن تطبيقة، تبرز الضرورة الكبرى لخلق مسار ديمقراطي نحو الدولة المدنية العابرة للطوائف. وهنا نسأل، هل يمكن لهذا المسار ان يبصر النور في ظل هيمنة طرف، واستقوائه بسلاح وان اعطي صفة المقاوم، دون غيره من الاطراف؟
ومن جهة اخرى تبرز اشكالية دستور الطائف الذي نص ان يكون التمثيل النيابي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. والدستور هنا اعتمد الطائفية السياسية. فهل سنناقش في هذا الاطار تعديل الدستور ايضا. وكذلك اعطاء رؤساء الطوائف الدينية صلاحية الاعتراض على عدم دستورية القوانين المتعلقة بالاحوال الشخصية أليس الامر تكريسا للطائفية السياسية بالفم الملآن؟”
واعتبر “ان التخوف يبقى من توقيت الطرح، ويحق لنا ان نخشى من كونه قنبلة دخانية للضغط على طاولة الحوار بهدف ابقاء الامر الراهن على ما هو عليه. وفي هذه الحالة لا بد من العودة الى اصول اللعبة الديموقراطية كما في كل بلدان العالم، الاكثرية تمارس السلطة وتحكم، والاقلية تعارض، والناس تحاسب وتعبر عن رأيها في صناديق الاقتراع”.
وعن العلاقة مع سوريا، قال النائب طعمة: “لا يمكن لاحد ان ينكر ان سلوك سوريا في لبنان كثيرا ما جعلها تخسر ثقة ابناء هذا الشعب، حيث امست شعارات الاخوة بين الشعبين اشبه بنغم ثقيل على الاذان. وهذا ليس بمنطق سليم ولا بحال مقبولة. واستنادا الى الروابط التاريخية والاخوية بين الشعبين، وكون سوريا مدخلنا الطبيعي الوحيد الى العالم العربي، وبحكم الجيرة والقربى، لا يمكن لاي محب للبنان الا ان يسعى لتمتين الروابط الاخوية بين البلدين، وتنقية العلاقة بينهما من كل شائبة، لتقوم على الندية والمساواة والاحترام الكامل لسيادة واستقلال كل بلد، بعيدا عن منطق الهيمنة والفرض والاستقواء. ويبرز في عكار التداخل الجغرافي ، واهمية الحركة التجارية في الاتجاهين، فضلا عن اواصر القربى والروابط الروحية”.
أضاف: “وطالما انه ليس بالسياسة وحدها تحيا الاوطان، نتطلع الى بعد جديد في العلاقات السورية اللبنانية، يكرس اولى دعائمه دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي سيزور الشام كرئيس حكومة كل لبنان مؤكدا ارادة التفاعل الحي وحسن الجوار، كما فعل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان”.
وتابع: “ويبقى ان نأمل تموضعا سوريا جديدا في قلب المعادلة العربية، لتتضافر جهود العرب في نصرة قضاياهم المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، ففي تبعثر العرب خدمة لاسرائيل، وفي وحدتهم قوة يستفيد منها لبنان كما تستفيد منها كل دولة عربية”.
وأكد “أن التحديات كبيرة، وثورة الارز لا يمكن ان يخبو ايقاع حركتها طالما ان شباب لبنان، بوعيهم مستيقظون، وبارادتهم لكل جديد مستعدون، وفي سبيل لبنان وعزته، التضحيات الجسام يقدمون”.