كرمت رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي -فرع الشمال الأساتذة المتقاعدين في عام 2009 خلال احتفال في مقر الرابطة الثقافية – طرابلس برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة ممثلا بمدير التعليم الثانوي محي الدين كشلي، وفي حضور وليد داغر ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس وحشد من المفتشين التربويين ومدراء المدارس والأساتذة الثانويين وممثلي الهيئات التربوية والإجتماعية والثقافية.
بعد النشيد الوطني افتتاحا قدم الاحتفال عضو مجلس فرع الشمال أحمد يوسف الذي توجه إلى زملائه المكرمين بالقول: “أدركتم مذ أن اخترتم مهنة التعب هذه، أن بناء الوطن لا يكون إلا ببناء إنسانه وأن المستقبل أمانة بين أيديكم فحملتم الأمانة في عقولكم وقلوبكم وكنتم عنوان العزيمة دأبكم السهر ودينكم العطاء لا حدود له”.
وألقى رئيس الرابطة الثقافية أمين عويضة كلمة قال فيها: “مع الإستقلال نشأت المدرسة الرسمية التي رعتها يوم ذاك بنجاح تام وزارة المعارف ثم إنطلقت بها وزارة التربية الوطنية من مدرسة إبتدائية إلى تكميلية وثانوية وصولا إلى تأسيس الجامعة الوطنية. رحلة تاريخية طويلة لشعب صدر الحرف منذ فجر التاريخ وما زال مصرا على متابعة مسيرته الحضارية رافعا شعار من علمني حرفا كنت له عبدا ساعيا إلى طلب العلم ولو كان في الصين ومؤمنا بأن المعلم كاد أن يكون رسولا”.
ثم كانت كلمة لمقرر فرع رابطة أساتذة التعليم الثانوي في الشمال عزيز كرم رأى فيها أن “ملاك التعليم الثانوي الرسمي لا يزال ينبض بالحيوية، وإنطلاقا من وعيه لدوره الوطني في رفع مستوى التعليم الرسمي ورفع شأن الشهادة الوطنية، فهو على كامل الإستعداد للانخراط الجدي والفاعل في ورشة التطوير بكل مندرجاتها، بدأ من المطالبة بالمشاركة الجدية والفاعلة لقطاع التعليم الرسمي في تعديل المناهج وتطبيقها، إلى مشاركة أكثر فاعلية في إختيار لجان الإمتحانات والمراقبة والتصحيح إلى تأكيد حصرية القيادة الرسمية للامتحانات الرسمية بوزارة التربية والتعليم العالي. وبالمقابل يطالب بإعادة الإعتبار لموقعه الإجتماعي والتربوي، كما يطالب بإعادة الإعتبار لموقع راتبه بين الحد الأدنى للأجور وراتب أستاذ الجامعة على الأقل- كما كان في الستيناتوالسبعينات من القرن الماضي، إلى جانب تعزيز تقديمات تعاونية موظفي الدولة”.
وتوجه إلى زملائه المتقاعدين بالقول: “وأنتم تودعون غرف الدراسة ودفاتر التحضير وهموم المهنة، تحملون في ذاكرتكم حلو السنوات الطويلة ومرها. لا يسعنا إلا أن نعدكم ونعاهدكم باستمرارنا على النهج الذي سلكتم. واليوم إذ نستلم منكم الراية لنسلمها فيما بعد إلى جيل جديد من الزملاء، نتمنى أن يكونوا أكثر قدرة وعطاء للتعليم الثانوي الرسمي”.
وختم: “ونحن نودعكم بهذا الشكل المتواضع وأنتم تستأهلون الكثير، نتمنى لكم الحياة المديدة والكريمة، ونعاهدكم بأن تبقى حقوقكم دينا في ذمة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي بأنكم ستبقون جزءا منها. بل هو عهد وثيق نابع من حرصنا على صورة التعليم الثانوي الماجدة والساطعة كنور الشمس”.
ثم ألقى رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب كلمة قال فيها: “طيلة أربعين عاما من تضحياتكم وعطاءاتكم كنتم مسكونين بهاجس أساسي هو تعزيز التعليم الرسمي عامة والثانوي خاصة، والحفاظ على صورة أستاذ التعليم الثانوي الرسمي وعلى موقعه الوظيفي والإجتماعي، بالمقارنة مع شتى الوظائف الأخرى، وكان هذا الموقع قد أصابه التراجع يوم دمجوا التعويضات في صلب الراتب عام 1966، فانتفض الأساتذة الثانويون حينها، وتمكنوا عام 2000 من إسترجاع بعض حقهم، وها اننا اليوم أمامكم وبإسم الهيئة الإدارية للرابطة ندعوا أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان أن يستعدوا ويتحضروا للجولة الثانية من هذه المعركة لإسترجاع ما تبقى من حقهم، فرواتب أساتذة التعليم الثانوي الرسمي عام 2010 لن تبقى كما هي عام 2009. وان معركة إعادة الإعتبار آتية لامحالة، فإما أن يستجيبوا لمطالبنا بالحوار وهو الأفضل، و إما بالتحرك وبالضغط النقابي الديمقراطي المشروع، تلك هي إرادتكم، ونحن ملتزمون بها دون تردد أو تأخير”.
أضاف: “عليه دعت الهيئة الإدارية الجمعيات العمومية للأساتذة للانعقاد في مهلة أقصاها أواخر تشرين الثاني الجاري، لشرح برنامجها وأولوياته وخطوات التحرك بما فيه اللجوء إلى تنفيذ إعتصامات وأضرابات وتظاهرات وخطوات أخرى تفرضها الظروف بما يكفل تحقيق أولويات استعادة موقع الأستاذ الثانوي الرسمي بما يحفظ الفارق بين راتبه وراتب الأستاذ الجامعي، وراتب الموظف الإداري-الفئة الثالثة والحد الأدنى للأجور، تحسين تقديمات تعاونية موظفي الدولة وخدماتها اسوة بصناديق التعاضد، توفير مستلزمات تطبيق المناهج التعليمية وخاصة المواد الجرائية، إستكمال سد الشواغر في ملاك التعليم الثانوي لجميع المواد بما فيها الإجرائية من خلال الناجحين الفائض والمباراة المفتوحة، إقرار قانون وحدة التشريع في ملاك التعليم الثانوي الرسمي”.
وألقى أحمد عبد الفتاح كلمة الأساتذة المكرمين قال فيها: “التعليم مهنة رسولية متعارف عليها. من يقبل هذه المهنة بخبرة كافية وبمحبة عالية يكد أن يكون رسولا. ومن يأتها للارتزاق فقط يفشل حتما. فكثيرون من المديرين يرغبون بنجاح مدارسهم ويسعون إلى ذلك. لكن معوقات كثيرة تحاصرهم، معظمها، إذا لم تكن كلها، من مسؤولية الدولة. أخبروني مثلا: هل إكتملت التعيينات وإنتهت التشكيلات؟”
وتوجه إلى المسؤولين عن التربية والتعليم بالقول: “ضعوا خططا مسبقة ولا تجلوا، وإفتحوا كلية التربية بشكل دائم وعودوا إلى دور المعلمين ونفذوا المناقلات والتعيينات قبل بدء العام الدراسي، وأوقفوا التفريغ المسيس والممذهب والمطيف وعودوا عن بعض الفروع الضارة وإهتموا بالتعليم الأساسي، وتطلعوا إلى التعليم المهني، ولتكن هناك مؤسسة متخصصة ومتحركة تسهر على تطوير المناهج، ثم عززوا المعلم واحموه من العوز وهدر الكرامة وبعد ذلك طبقوا وبحزم وعدل مبدأ الثواب والعقاب”.
ثم ألقى كشلي كلمة وزير التربية وقال فيها: “يسعدني لا بل ويشرفني أن أكون بينكم ممثلا لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة الذي بدوره يهنىء المتقاعدين متمنيا لهم حياة ملؤها الصحة والأمان”.
أضاف: “أقبلتم منذ ما يقارب الأربعين عاما إلى عباب مسيرة التعليم وكنتم في كل سنة تخرجون أفواجا من الطلاب مزودين بالعلم محصنين بالأخلاق مؤمنين بالإنصهار الوطني. فكل واحد منكم يستحق كلمة معلم فالكون معلم أيها الزملاء، والمعلمون محبون ومضحون، ونبراس أكثرهم البذل، والبذل أنبل العطاءات وأكثر قدوة في مسيرة الحياة”.
وتابع: “يا معلمي الشمال أنتم النسمة الشمالية التي بها تنعمون وننعم ومن نسيم العاصمة الأولى بيروت إلى طرابلس العاصمة الثانية للبناننا العزيز تشتد الأواصر وتشبك الخناصر، ويعتز الوطن على وسع ساحاته بكم لأنكم كنتم القدوة عطاء وغرسا في أرض طيبة وجنى في بيادر حصاد التربية. فيا طرابلس الإنفتاح والمحبة كوني كما نتمنى صاهرة القلوب متخطية الأزمات الضيقة. وكلنا يدا واحدة مع قلب طرابلس ومع جيران طرابلس، وطرابلس وجاراتها نبض واحد بلد واحد وتصفبق واحد لوطن واحد نستظل جميعا تحت علمه بإذنه تعالى ولا يفرقنا إلا الموت”.
وتوجه إلى المكرمين قائلا: “اسمحوا لي أن أوجه إليكم بإسم معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة وبإسم مديرية التعليم الثانوي باقة حب وتقدير إلى كل منكم فردا فردا لأنكم كنتم تنغمسون في كنف الطموح والجد والمثابرة. وأنا العارف بمهامكم يوم كنت زميلا لكم وما زلت يوم توليت الإدارة التربوية للمنطقة التربوية في بيروت وضواحيها. واليوم أشعر وكأنني كلفت بمهة أكثر شمولية وأوسع مسؤولية حين آلت إلي مهمة الإستمرار إرتقاء بالتعليم الثانوي. فبالرغم من الصعوبات والأيام القاسية والسنوات العجاف أعتقد اننا إستطعنا معا كمعلمين أن نوصل مركب التعليم الرسمي إلى شاطىء الأمان وإلى حيث يجب أن يكون”.
وختم: “سنتابع المسيرة مستقبلين تلامذتنا من المرحلة الأساسية لنؤهلهم في المرحلة الثانوية تحضيرا لدخول الجامعات. وسنعمل معا لرفع مستوى الشهادة الثانوية لتكون مميزة كما كانت في سابق عهدها. وسنستمر بشبكة المكننة لربط كل ثانوياتنا بالوزارة الأم ولتتواصل الثانويات فيما بينها لتبادل المعلومات ولتذليل الصعوبات وإختصار الوقت”.
واختتم الإحتفال بتوزيع الدروع التذكارية على المكرمين وعددهم 36 أستاذا متقاعدا وهم: إبراهيم خليل الديب، أحمد عبد اللطيف عبد الفتاح، أحمد مصباح خداج، إلياس إبراهيم موسى، أمال سعيد كيال، بدرة بشارة حليس فرنجية، بسام عثمان جمال الدين، بسيمة إلياس عيسى، جان توفيق متى، جرجس جرجس الساروني، جرجي عطية جبور، جورج بديع الوتر، جورج ديب العيناتي، جوزيف سعيد القزي،جوزيف طانيوس مرشاق، حبيب مطانيوس عبدو،راشد حمد عصافيري،زهير مصطفى الحكم، سامية سميح سلطان، سيمون إلياس حداد، شفيق أنيس عبود، عاطف مسعود نعمة الله، علي أسعد الياسين، عواد زاهي عواد، فؤاد أسعد ساعود، فوزي منيف شلق،ماجدة سليم نعمة، محمد سمير هاني طنبوزة الحسيني، محمد عبود حروق، محمود باسم حسن معصراني، مصطفى محمد علي مصطفى، مهى فيصل سلطان، نعمة الله جرجس بطرس، نعيم مسعد العيناتي، نهى عبد الله خزامي، نعمة الله شليطا رحمة.
وللمناسبة أقيم كوكتيل وقدم الطالب أسامة عبد الفتاح وصلة فنية.