اعتبر نائب رئيس مؤسسة الصفدي أحمد الصفدي أن “المطلوب أن نغيّر بالأفعال وليس بالأقوال. وأول شروط التغيير هو التضامن الطرابلسي، أي تضامن أهل المدينة بجميع فئاتهم وتنوعهم الاجتماعي والسياسي. فإذا استمرينا مشرذمين، سيكون صوتنا ضعيفاً ولن تصل مطالبنا إلى مُبتغاها. علينا أن نكون متضامنين لتحقيق الإنماء في المدارس والجامعات والمستشفيات وفرص العمل. علينا أن نكون متضامنين ليكون لطرابلس الحجم الذي تستحقه في مؤسسات الدولة وفي الموازنات والمشاريع الإنمائية والإعمارية”.
وتابع: “لا شيء يفصل بين جبل محسن وباب التبانة والقبة والسويقة والحدادين، لا مسافاتٍ جغرافية ولا أوضاعَ إجتماعية والأكيد أننا لن نسمح بأن تفصل بين هذه المناطق أي مسافةٍ نفسيّة. من جمعتهم المعاناة لا تفرقهم أحداثٌ عابرة، ولا تزعزعهم المحن مهما قسَت. هكذا عهدناكم أهلنا في الجبل والتبانة والقبة وسائر المناطق والأحياء والحارات في طرابلس الحبيبة. هكذا عرفناكم أبطالاً في الدفاع عن كرامتكم، صبورين في مواجهة الشدائد، منفتحين متآلفين متضامنين في السرّاء والضرّاء. ومهما حاولت سوسةُ الشرّ أن تفتن بينكم فإن أصالتكم ورشدكم وإيمانكم بالله وبالوطن تصوِّب المسار وتثبّت الدرب الصحيح”.
أضاف: “نحتفل اليوم مع جمعية “تعاون تنمية وصحة” بتخريج 100 سيدة وفتاة من سيدات وفتيات القبة والتبانة وجبل محسن، شكلن دفعة جديدة من خريجات دورات “مساعدة ممرضة” التي نظمتها هذه الجمعية متخذةً من التبانة مقراً لها، لتكون قريبةً من أهلنا في هذه المنطقة وجوارها، تعيش معاناتهم وتسهر على مداواتها؛ كيف لا وهذه الجمعية يرأسها الصديق والأخ الدكتور بشارة عيد، صاحب الأيادي البيضاء في الخدمة الصحية والاستشفائية، وتعمل على رأب الصدع الذي خلّفته الأحداث بين أهل تلك المناطق، يتعاون معه في شؤونها أطباء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والتفاني في خدمة مجتمعهم، ولا سيما الفئات المهمّشة”. وقال: “لم يُحبط الحرمان عزيمة أبناء طرابلس الأحرار، الصامدين نساءً ورجالاً وشباباً، واجتماعنا اليوم هو أكبر دليل على أننا متفائلون بمستقبلٍ أفضل لنا ولأولادنا ولمدينتنا التي نحبّها. المدينة التي تربّينا في شوارعها وأحيائها وأسواقها وحاراتها. طرابلس التي نعتزّ بتاريخها وعطاءات رجالها ونسائها. طرابلس مدينة الخير والانفتاح والتواصل والاعتدال”.
وختم متوجهاً إلى الخريجات: “أبارك لكنَّ التخرج، وأتوجه من خلالكن بتحية فخر وتقدير وأخوة، إلى كل سيدة وفتاة في مناطق طرابلس القديمة والعزيزة، على نضالاتها اليومية وصبرها على الملمات وتفانيها في سبيل عائلتها ومحيطها ومجتمعها. أشكركم جميعاً وأخص بالشكر الدكتور بشارة عيد وأعضاء الجمعية وأؤكد لهم أن “مؤسسة الصفدي” ستبقى شريكاً وفياً في التعاون والتنمية والصحة لمصلحة أبناء طرابلس”.
كلام الصفدي جاء في احتفال اقيم في قصر نوفل بطرابلس تم خلاله توزيع شهادات تدريب لمئة سيدة وفتاة من منطقتي التبانة وجبل محسن، جمعتهن دورات “مساعدة ممرضة” التي نظمتها جمعية “تعاون تنمية وصحة” بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، التي هدفت إلى إرشاد المتدربات اللاتي تراوحت أعمارهن بين 16 و26 سنة، حول الطب الوقائي والعلاجي، إضافة إلى تعليم الحقن بالإبر وقياس الضغط بما يؤمن مردوداً اقتصادياً للمشاركات. وقد قدمت “مؤسسة الصفدي” آلات قياس الضغط للخريجات. علماً أن جمعية “تعاون تنمية وصحة” التي يرأسها الدكتور بشارة عيد، ومقرها التبانة، تضم 8 أطباء باختصاصات متنوعة.