كان يوم أمس في نيويورك يوم لبنان ويوماً مشهوداً لعصام فارس حيث جرى الاحتفال المنتظر لتكريمه مع الرئيسين السابقين للولايات المتحدة جورج بوش الاب وبيل كلينتون وأظهر المفارقة الكبرى بين لبنان الغائص في أزمته الحكومية وتعقيداتها والمصالح الذاتية وبين رجالاتها الكبار الذين يعلو اسم لبنان من خلالهم.
ومن سمع اثنين من قادة العالم كالرئيسين بوش وكلينتون وما قالاه عن عصام فارس والاشادة بمآثره وانجازاته، ومن شاهد ضخامة الحضور الذي كان ملتفاً حوله كبُر قلبه فخراً واعتزازاً.
وفي التفاصيل أن فندق والدورف استوريا غصّ مساء الاربعاء بحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والاكاديمية والاعلامية والناشطة في مجال السعي للسلام، بينها عدد كبير من اللبنانيين والاميركيين من أصل لبناني الذين اتوا من مختلف انحاء الولايات المتحدة للمشاركة في التكريم اضافة الى عائلة فارس تلبية لدعوة المجموعة الدولية لمعالجة الازمات International Crisis Group وهي من ابرز المنظمات المعنية بإيجاد الحلول السلمية للنزاعات الدولية.
قبل الحفل، اجتمع الرئيس كلينتون بعصام فارس لاكثر من نصف ساعة حيث عرضا للوضع الراهن في لبنان واحتمالات السلام في المنطقة، وكان اللقاء مناسبة لتجديد الصداقة التي تربط بين العائلتين ولدعوة كلينتون لإلقاء محاضرة في جامعة البلمند وقد وعد كلينتون بتلبيتها على أن تحدد تفاصيلها بعد موافقة الخارجية الاميركية وبالتنسيق بين مكتبيهما والجامعة.
ومما قاله كلينتون: “منذ خمس سنوات أدى الانفجار الى اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري والكثيرون من في هذا الحفل يعرفونه وحصل الانفجار قرب مكان وجود هلا زوجة صديقي عصام ولم يصابوا بأذى بوجود مبنى بين مكان الانفجار ومكان اقامتهم”.
وتحدث كلينتون عن أهمية دور اميركا في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، على الرغم من العقبات والنكسات وقال انه حتى ولو اخفقت جهود الرئيس اوباما في تحقيق السلام الرئيس يجب ان لا ينعت بانه فاشل لانه في كل مرة يحاول فيها رئيس اميركي تحقيق السلام “عدد اقل من الناس يموت”.
وأثنى بوش، الذي خاطب الحفل عبر شريط فيديو، على نشاط المجموعة الدولية ودورها الميداني في مناطق النزاعات من الشرق الاوسط الى افغانستان وباكستان، وقيامها بما اسماه “الديبلوماسية الشخصية” التي تعطي قادة العالم “الحقيقة كما هي” لمساعدتهم على حل النزاعات. وقال ان المجموعة الدولية لا تتردد في قول الحقيقة لصانعي القرار وذلك في الوقت الذي تتخذ فيه مواقف متوازنة لتوفير الامن للجميع. وقد تسلمت الجائزة حفيدته لورن التي ألقت كلمة لطيفة بالمناسبة مهنئة كلينتون وفارس.
وقال انني اتشرف أن امنح هذه الجائزة مع صديقي الرئيس كلينتون والصديق العزيز عصام فارس هو “انسان فريد من نوعه” “SPECIAL INDIVIDUAL”
والتقى بوش وكلينتون على تقدير صداقتهما لعصام فارس الذي وصفه بوش بانه “انسان فريد من نوعه”، كما نوّه كلينتون بدور اللبنانيين في المستقبل الاقتصادي للمنطقة.
وقدم الديبلوماسي الاميركي المخضرم توماس بيكرينغ الوكيل السابق لوزارة الخارجية الاميركية عصام فارس، حيث استعرض سجله الحافل في مجال التنمية الاقتصادية والتعليم والاعمال الخيرية ودعم الجامعات ” ولدعمه الثابت للسلام والديموقراطية والتقدم الاقتصادي في لبنان وفي المجتمع الدولي”.
وأعرب فارس عن اعتزازه لتلقي هذا التكريم مع الصديقين الرئيسين جورج هربرت بوش ووليم ج. كلينتون متحدثاً عن بداية علاقته مع المجموعة الدولية وكان ذلك عندما زاره الصديق جورج ميتشل وبعض الاشخاص الناجحين في مجال الفكر والاقتصاد والسياسة ودعوني الى الانضمام الى مؤسسة دولية جديدة تعنى بالسلام وتركّز على تفادي انفجار الازمات والحروب قبل حصولها ورحبت بالفكرة وانضممت الى المجموعة وعقدنا اول اجتماع لنا في لبنان. وكان الفضل لهذه المجموعة من انتشالي من محدودية المنطقة الى لا محدودية العالم واشكالاته وفتحت امامي آفاق الكرة الارضية بكاملها من دون اهمال المهم والملّح مما يتعلق بوطني وبمنطقتي.
وأضاف فارس ان من مآثر مجموعة السلام الدولية هو انها “رفعتنا فوق مشاكلنا المحلية والاهتمام ايضاً في واقع الانسان كانسان أينما وجد”. علمتنا التشديد على مبادئ العدل والحرية والمساواة وحقوق الانسان. واستطرد: انني كلبناني عشت الحرب بكل مآسيها وان في الحروب ما يكفي من الهمجية والعدوانية والتخلف لذلك أرى انه من واجبنا جميعاً العمل لدعم هذه المؤسسة في تحقيق حلمها من اجل السلام العالمي. لقد دعتنا الى هذا الاحتفال لتكرمنا والأولى بنا ان نكرم نساءها ورجالها المرابطين في مواقع النزاع في اوروبا الشرقية والشرق الاوسط وافريقيا وجنوب آسيا واميركا اللاتينية والذين يخاطرون بحياتهم من اجل السلام العادل والدائم والكامل لكل واحد منا على الارض.
ولاحظ فارس ان المحتفى بهم هناك شيئا ما يجمعهم وهو حبنا للعدل والسلام واندفاعنا لدعم المؤسسات الوطنية والاقليمية والدولية التي تهدف لإشاعة العدالة والاستقرار والسلام، وهل أنبل وأسمى من هذا الهدف”.
وكانت الصحافية المعروفة كريستيان آمانبور مراسلة شبكة CNN عريفة الحفل قد تحدثت عن اهمية دور المجموعة الدولية لمعالجة الازمات خلال النزاعات التي غطتها كمراسلة لشبكتها.
وحضر الحفل السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد والمندوب اللبناني الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام، حاكم ولاية نيو هامشاير جون سنونو، وممثلون عن “فريق العمل الاميركي من اجل لبنان” وديبلوماسيون اميركيون الذين خدموا في ادارتي الرئيسين بوش وكلينتون وشخصيات عالمية فكرية وسياسية ودبلوماسية بما فيهم وفد من مجلس ادارة الجامعة الاميركية في بيروت وجامعة البلمند وافراد الهيئة الادارية لجامعة تافتس في بوسطن وجامعة نيويورك بالاضافة الى ممثلين عن الامم المتحدة ووسائل الاعلام في اميركا والشرق الاوسط ورجال اعمال وضاق المكان في الحاضرين.