التبانة وجبل محسن، قصة إبريق الزيت أم قصة قلوب مليانة؟ من يحرك المتاريس بين المنطقتين وبالأحرى من نصب هذه المتاريس ولأية غاية؟
فما حصل في الآونة الأخيرة من أحداث ليس بجديد بل هي أحداث تتكرر يوميا حتى باتت معزوفة الليل اليومي، قنبلة هنا وقنبلة هناك ، وإطلاق رصاص لا يلبث أن يضع الجيش اللبناني حدا لها بمعالجة سريعة..
فالوضع القائم حاليا بين التبانة وجبل محسن لا يبشر بالخير، فكأنه النار تحت الرماد وكأن هناك من يزكي هذه النار ساعيا إلى فتنة لخربطة الوضع الأمني واستعماله وسيلة ضغط لتحسين شروط بعض التيارات في المدينة وعلى مستوى الساحة اللبنانية، رغم أن البؤس والفقر والحرمان يوحد ما بين المنطقتين فإن هناك من يشحن النفوس حسب ما قاله أحد فاعليات المدينة، موضحا أن الاشتباكات الأخيرة بدأت بين أطفال كانوا يلهون ببنادق بلاستيكية ومن حصل تضارب بين الأطفال إذ استعمل احدهم سكينا بشطب زميله الأمر الذي أدى إلى تطور المشكلة بعد تدخل الأهل لتمتد إلى انتشار مسلح بين الطرفين والى اشتباكات كادت أن تتخذ منحى تصعيديا لولا التدخل السريع للجيش اللبناني الذي ضرب بيد من حديد وفصل بين المقتتلين ولاحق المتسببين.
مصدر طرابلسي مطلع أفاد أن بعض التيارات تعمل على شحن النفوس ورفع منسوب الكراهية والحقد وإظهار جبل محسن كأنها بقعة غير لبنانية وأن سكانها غير لبنانيين ، في حين أن سكان جبل محسن هم لبنانيون أبا عن جد ومن نسيج طرابلس الشعبي والاجتماعي تاريخيا، وما يحصل هو طارئ على مدينة طرابلس، غير أن تيارات معروفة الاتجاه تحاول توظيف هذا الشحن النفسي ضد المنطقة بغية توسيع الهوة بين المنطقتين كي يسهل تفجير الساحة اللبنانية حين تدعو الحاجة الى ذلك.
ويضيف المصدر موضحا أن المقصود إحداث شرخ كبير وجراح بليغة كي يحصل الرد من الجبل على التبانة فتبقى الجراح مفتوحة نازفة، وإلا بماذا يفسر سر عدم الوصول الى مصالحة حقيقية بين المنطقتين؟
واذا كان هناك من أقاويل وشائعات عن تسليح هنا وتسليح هناك فإن الجيش اللبناني بالمرصاد وبات قادرا على وضع حد لأي تدهور أمني محتمل.