شوارع طرابلس في اول أيام عيد الفطر ، بدت شبه خالية ، فالامطار الغزيرة أصابت الاولاد بالاحباط ، وحالت دون نزولهم الى الشوارع والتجوال كالعادة في كل عيد وبدت المراجيح كئيبة بانتظار الصحو لتدب فيها الحياة ، امطار ايلول التي جادت بها السماء وحولت شوارع المدينة الى بحيرات ومستنقعات كاشفة زيف الاعمال البلدية وسوء التنظيم تحولت الى انهار .
لعل المزارعون يرون في هذه الامطار بركة وخير لمزروعاتهم ، لكن في اكثر من حي في طرابلس تحولت الى سيول حملت معها الاتربة والاوساخ التي امتلأت بها الشوارع .
العائلات الطرابلسية اعتادت على إحياء ليلة العيد حتى شروق الشمس فيمضي معظم الطرابلسيين الى زيارة المقابر والى صلاة العيد في المساجد ، لكن صبيحة العيد شهدت غزارة الامطار التي منعت الكثير من العائلات من زيارة المقابر نظرا لسوء الاحوال الجوية التي لم تشهد المدينة مثيلا لها منذ سنوات عديدة .
الاولاد اغتنموا فرصة هدوء العاصفة لبعض الوقت فخرجوا الى الشوارع يسعون الى الملاهي والمراجيح فيما انتشرت محلات بيع الذرة والمخلل والفلافل التي يزداد الطلب عليها في العيد .
ورغم الجو الماطر والعاصف الذي يهدأ قليلا ليعاود نشاطه كان الاولاد يعمدون الى اطلاق المرفقعات من احجام متنوعة تصل الى تلك الاحجام التي تظنها قنابل يدوية فيما آخرون لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر راحوا يستأجرون الدراجات النارية فحولوا شوارع المدينة وابي سمراء والقبة الى مسارح لتسابق الدراجات رغم الاخطار التي تحدق بهم والتي تتسبب بأزعاج واضح .
اولاد آخرون من هواة شراء الاسلحة النارية فتراهم في الشوارع ورغم الامطار يعكسون تأثرهم بمشاهد الحروب فيتراكضون وراء بعضهم وهم يتراشقون بأسلحة مؤذية خاصة تلك البنادق الالعاب التي تطلق دوائر قاسية تؤذي العيون .
الجمعيات التي سبق أن أعلنت عن تنظيمها كرمسا للأولاد لم نشاطاتها رغم الجو العاصف خاصة في اليوم الثاني للعيد فكان الكرمس الذي نظم في ابي سمرا أحد أهم الكرمس الذي جذب اليه حشد من الاطفال والاولاد من كل الأعمار مع عائلاتهم وتضمن أنشطة ترفيهية وألعابا وأنشطة ثقافية وغير ذلك ، واذا كان اليوم الاول للعيد لم يشهد الكرمس حركة فإنه في اليوم الثاني قد شهد اقبالا فائقا فتدفق الاولاد للتعويض عن اليوم الاول للعيد .