عكار من بابها الى محرابها بدت في حلة العيد، رغم الواقع المعيشي والاقتصادي الضاغط بثقله هذه الايام… شوارع عكار في نبض فائق الحركة على غير لإعتياد…
فالضائقة الاقتصادية لم تحل دون الاحتفال بالفطر، ولم من الاستعدادات الجارية لإستقبال العيد…
بدءا من محلة العبدة بوابة عكار الجنوبية و حيث السوق التجاري المتنوع مرورا بالمحلات المنتشرة على مدى الطريق من العبدة وصولا الى حلبا لافتات ارتفعت لمؤسسات ولجمعيات وشخصيات تهنيء بحلول العيد ومعالم زينة تلونت بها المحال التجارية ، وصبية انتشروا على الأرصفة لبيع الريحان ” زينة الأضرحة ” في العيد ، ومحلات الحلوى مكتظة بالعائلات التي تبتاع حلوى العيد من الشوكولا الى المعمول ، ومحلات الألبسة ملأى بالزبائن، حتى الأفران مكتظة بالذين يؤمنون ربطات الخبز لأيام العيد، والقصابون مشغولون بنحر الخراف والعجول نظرا لإزدياد الطلب على اللحوم…
هكذا هي عكار في استعدادها ليوم العيد… لدرجة أن الأزدحام اليومي الخانق بات أحد معالم العيد..
وما بين العبدة وحلبا تسابق على افتتاح محلات الألعاب والملاهي للأطفال والفتية ، وكأن في العقل الباطني للناس ما يدفعهم الى تعويض سنوات من القهر ومن الاحداث المؤلمة التي أطاحت بفرح العيد.
لعيد هذا العام في عكار نكهة خاصة بدت واضحة في حركة البيع والشراء وفي البدء بالأحتفالات باكرا حيث المواكب السيارة للكشافة وللجمعيات الاهلية تجوب القرى والمناطق مهللة بالعيد، وكان لافتا حركة بعض الجمعيات التي تظهر للعلن للمرة الاولى في استقبالها للعيد.
عائلة تخرج حاملة ما تبضعته من أحد محلات الألبسة، رب العائلة يقول : انفقت راتبي المتواضع في ما تيسر من ألبسة لأولادي، أردت أن أفرحهم بالعيد لكن الغلاء الفاحش إبتلع القيمة الشرائية للراتب الذي لا يكفي ثمنا لقوت يومي، ماذا يؤمن مبلغ 700 ألف هو مقدار الراتب أمام الغلاء الفاحش؟
يتابع: لا قيمة شرائية لراتبي فاذا اشتريت البسة كيف أكمل بقية إيام الشهر؟ هل تدري كيف؟ يسأل الرجل المنهك من أعباء الحياة ويجيب نفسه على سؤاله قائلا : استدين واستدين وهكذا تمضي الأيام ديون تتراكم فوق ديون… فهل من مسؤول يعي آلآم الناس؟