ما بين مداخل حلبا وساحتها مسافة لا تتعدى الكيلومتر تجتازها بدقائق في الايام العادية، لكن هذه المسافة في الآونة الأخيرة لا سيما قبيل حلول عيد الفطر باتت كمن يجتاز عنق الزجاجة..
إزدحام خانق وحركة بيع في المحلات التجارية لم تشهد عكار مثيلا لها منذ سنوات عديدة .
هذه الحركة النهارية تزداد بعيد الإفطار بقليل فيتحول ليل عكار الى نهار مليء بالنشاط والحيوية حيث المحلات التي كانت في الايام العادية تقفل بعيد ساعات الظهر بقليل تفتح ابوابها منذ بداية شهر رمضان الى حوالي منتصف الليل والشوارع التي كانت تخلو باكرا باتت هذه الايام ملأى بالعائلات من كافة انحاء عكار.
صاحب إحدى المتاجر الكبرى في حلبا السيد رياض قال” أن هذا الشهر شهد ولأول مرة أفضل حركة بيع منذ سنوات عديدة ن ويعتقد معلنا بصراحة أن إحدى أهم الاسباب لهذه الحركة ربما تعود الى تحول عدد كبير من العائلات التي إعتادت على شراء حاجياتها من مخيم نهر البارد حيث كان فيه أهم سوق تجاري في الشمال الى اسواق حلبا بعد الدمار الذي اصاب ذاك السوق وإزالته من الوجود منذ حرب البارد .
ويتابع : ثانيا اسعارنا حددناها لتكون بمتناول الجميع فباتت العائلات تفتش عن التوفير بينما الذهاب الى طرابلس مكلف للعائلة .”
الى جانب حركة البيع والشراء فإن العيد تزامن مع اقتراب موسم المدارس حيث بدأت المكتبات تعد عدتها لهذا الموسم اضافة الى بدء استعداد الاهالي لأستقبال موسم المدارس الامر الذي يشكل أعباء اضافية على كثير من العائلات العكارية .
السيدة أم وسيم العلي قالت للبناء : ” أيلول شهر الأعباء نتبضع لأولادنا الخمسة كما ترى وهذا مكلف رغم أنني أعمل انا وزوجي لكن من يستطيع تحمل نفقات العيد ومعها نفقات المدارس وما أدراك ما هي نفقات المدارس الباهظة من أقساط وكتب قيل لنا أنها هذه السنة ستكون غالية ؟”
خالد السعيد من جهته تحدث عن حلبا سابقا وحلبا راهنا فقال : قبل سنوات كانت حلبا مدينة صغيرة محلاتها معدودة وسوقها يقتصر على السوق الشعبي القديم المعروف الذي يرتاده سكان القرى والبلدات المحيطة بحلبا كما كانت تشهد شيئا من الحركة صباحا ولغاية الظهر بأعتبار أنةحلبا هي مركز القضاء وفيها السراي والدوائر الرسمية ، ومن بعد الظهر تصبح حلبا خالية من الحركة مثلها مثل أي بلدة او قرية في عكار .
اما اليوم – يتابع – خالد – وفي ظل النمو السكاني المضطرد وافتتاح المتاجر والمحلات والمصارف تحولت حلبا الى مدينة كبيرة لا بل أكبر من حجمها الامر الذي يفوق قدرتها على استيعاب هذه الحركة وهذا الكم الهائل من السيارات والشاحنات سواء التي تقصد حلبا او تعبرها بأتجاهات الهرمل وسوريا او منطقة الجومة ولأجل ذلك نشأت في هذه المدينة أزمة جديدة حلها صعب للغاية ، ويحتاج الى تخطيط وشق طرقات خارج حلبا لتخفيف هذه الازمة التي تجعل من البلدة قمقما يصعب الخروج منه خاصة في المناسبات مثل هذا العيد وغيره من المناسبات .
ويدعو خالد بلدية حلبا الى إتخاذ خطوات سريعة لحل أزمة السير وتنظيم هذه الحركة والى ضرورة زيادة عدد شرطة السير في البلدية حيث أن أربعة عناصر من الشرطة لا يستطيعون ضبط هذه الازمة التي تفوق كل الامكانيات ، علما أن شرطة سير حلبا من أنشط عناصر الشرطة في عكار لا يهدأون ويبذلون كل جهد لتنظيم السير في المدينة .
وينظر أحمد الى الازدحام قائلا : هكذا هو العيد” عجقة ” كما ترى لكن حلبا فيها يوميا هذه ” العجقة ” ولم نجد من يبادر الى حلها .