تتواصل التعديات على اشجار الغابات الحرجية في غابة القلة ومنطقة شير الصنم حيث عملت مناشير الحطب على قطع عدد كبير من اشجار الشوح الحرجية النادرة.
وفي بيان اصدره مجلس البيئة في القبيات اشارة واضحة الى حجم هذه الكارثة البيئية التي اصابت منطقة هي الاهم من الوجهتين التاريخية الاثرية والطبيعية سيما وان ثمة لوحة صخرية لنبوخذ نصر في هذه المنطقة.
هذا وقد احيطت كافة الاجهزة الامنية المعنية علما بالامر وكذلك رئيسي بلديتي عكار العتيقة والقبيات
وجاء في بيان مجلس البيئة:
هل انه حكم علينا نحن البيئيين بالبكاء والوقوف على الاطلال كل سنة مع حلول شهر ايلول؟ حرائق غابات مستفحلة، نفايات تتكاثر تحت الشجر بسبب جردة التنظيفات التي يقوم بها الناس في بيوتهم وبساتينهم قبل قدوم الشتاء، وقطع و تشويه للاشجار على هوى و كيف المناشير التي لا تكل ولا ترحم كبار الشجر و لا صغاره.
نبكي، نعم، ونذرف اكثر من الدمع على كنوز من شجر وتاريخ وتراث تعبث بها يد الغدر ومناشير الربح السريع لتحوّلها الى حفنة من دولارات.
نصرخ من اعماق ما تبقّى في لبناننا من كرامة خضراء. نستنكر. لكن هل من آذان تسمع في هذه الرؤوس التي لا ترى عيونها سوى ما هو قابل للتحول الى دولار !
واضاف البيان: ها هي اليوم مجزرة جديدة تضاف الى ما سبقها من مجازر ومآس بحق ما تبقّى من اخضر لبنان. فلقد وصلت “مواصيل” المناشير لأن تستبيح ” شير الصنم “، اجمل واهم موقع في غابات عكار، حيث التاريخ ترك بصماته على لوحة صخرية بابلية عمرها من عمر نبوخذنصر، تحيط بها اشجار شوح كيليكي من عمر فخر الدين الاول، وعلى عينك يا تاجر..قطع لبعض اشجار الشوح من الجذع، تشويه صارخ للبعض الآخر بجزّ الاغصان الاساسية،. ما لا يقل عن حمولة ١٠ شاحنات سرقت من اشجار هذا الموقع الفريد والنادر بتاريخه وجماله الطبيعي… الذي كان.
اننا نشكر الجهات الامنية على تحركها وتعاونها ونامل بان يصبح موضوع حماية بيئة وغابات هذه المنطقة في عهدة الجيش،كما اننا ابلغنا رؤساء البلديات المحيطة بهذا الموقع وقد تحركوا مشكورين ولكننا نامل منهم المتابعة.
وخلص البيان الى القول : لكن من يعيد لنا شجرة شوح دهرية عمرها مئات السنين؟ وليعلم الجميع بان الشوح الكيليكي لا يتواجد الا في عكار والضنية و اهدن، وينعدم تواجده من حرش اهدن حتى القطب الجنوبي. ولنعلم ايضاً ان هذا الشجر هو الوحيد المتبقي من العصر الجليدي الاول ! الا يكفي كل هذا لنعلن كل شجرة شوح محميّة؟