زياد علوش
ادى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى تعديل مسار التيار بشكل او بآخر, وفرض اجاندة مختلفة حولت مساره في تحوله نحو حزب سياسي, وفرضت عليه تحالفات وخصومات وصداقات اثقلت كاهله بأثمانها المرتفعة المطلوبة منه في سعيه نحو الحقيقة خلال الفترة الماضية وأرخت بظلالها على فكرة التحول الأساس التي اخذت حيزآ مهمآ من النقاش في حياة الرئيس وصل حد اللمسات النهائية على اطلاق النموذج رقم واحد للتيار بتحويلة من فكرة عامة وتيار فضفاض الى تواريخ وتفاصيل ومسؤليات اي حزب سياسي, ولولا ان ال الحريري ومشروعهم من المكانة في قلوب الجماهير خاصة السنية منها وبما لهم من مكانة عربية ودولية تجلت عقب الأغتيال لكان الأغتيال نفسه مجرد عمل روتيني يتكرر منذ(1975) ينتهي بأغتيال المشروع ومؤسسه, والحقيقة ان الستاتيكو الحالي لتيار المستقبل غير قابل للأستمرار مستقبلآ على مستوى الكثير من العناوين والتفاصيل وحتى بعض الأشخاص الذين اعيد تعويمهم لفترة ما بعد ان سقطوا شعبيآ عبر استحقاقات متتالية بدليل التآكل المستمرلخيوط حلة (14)آذار دون المقارنة ب(8)منه نسبة لمشروع المؤسس سواء على مستوى التركيبة الداخلية او ما يتعلق بتحالفاته مع الآخرين ليبدو معه النصر النيابي الأخير وقد ترتبت عليه آثار الهزيمه ,ان اعادة هيكلة تيار بحجم ودور المستقبل ليست مهمة سهلة الا انها ايضآ واجبة وليست مستحيلة بشرط ان تبتعد عن كلاسيكيات وانماط المعالجات المعهودة لأستعصاء الواقع اللبناني المتمرد على كل العلوم والقواعد بأصرارة على الشئ ونقيضه في آن معآ والسقوط دائمآ فيما يود النهي عنه, ان المفاضلة بين التيار والحزب تكون بميزان الذهب والترجيح فيها لشعرة معاوية ان لم يكن بأجزائها ذلك ما كان يخرج به الرئيس عما لا يطيقه الآخرين من الساسة ويتفرد به فكان رفيق الحريري, والحال كذلك فأن النائب جنبلاط يحاول التقليد بالشكل دون المضمون بتحوله الآن والمقارنة بما كان عليه الرئيس كمرجعية بين ضفتي الخيارات بين (8و14) وجلسته الأخيرة بين طاولتي المقهى قبيل الأستشهاد وجملته الأخيرة فيما يمثل من حالة تحتذى للآخرين, ربما ان المقارنة تختذل الكثير من القراءات للأضاءة على الواقع الحالي والمستقبلي والتي تحتم على تيار المستقبل استخلاص نتائجها في رسم المرحلة واعادة الهيكلة, فقد صرح عضو لجنة اعادة الهيكلة النائب السابق الدكتور مصطفى علوش بضرورة حل موضوع مراكز القوى داخل التيار, ورأينا انه ليس بالأمكان الغاء تلك المراكز وقد تجزرت بكبسة زر او قرار انما المطلوب اعادة التوازن بين تلك المراكز المنضوية داخل التيار من اليساريين والأسلاميين والمستقلين… وغيرهم وربما هذا ما قصده الدكتور علوش وهو الذي خبر تفاصيل المرحلة عن كسب, بالتوازي مع القضاء نهائيآ على الأستقطاب الشخصاني الأستزلامي الذي ساد بقوة مؤخرآ بحيث بات بعض المنسقين والكثير من الكوادر يدعون لذاتهم واشخاصهم لينتفخوا اكبر من التيار نفسه ويسيؤا لمفهوم العمل العام , المطلوب اعادة الأعتبار للعمل الحزبي الراقي بحيث تتأطر القيادات والأفكار من القاعدة لتعبر عن همومها وأفراحها وليس العكس بفرضها انتقائيآ لضرورة استثناءات تصبح قاعدة لتنسجم كل القوى والأستقطابات على المستوى الجمعي والأفرادي لصالح فكرة عامة مستخلصة من نسيج القاعدة الشعبية الأوسع بحيث يكون العمل لخطة اقتصادية وسياسية واجتماعية … قابلة للتطور والأرتقاء عبر التجربة والخطأ تحتمل تعديل البرامج وتبديل الأشخاص لصالح العمل العام وتحويل الأطر الجامدة لمسارات خلاقة بما يلائم الدخول الى العالم المعاصر وكي لايسود الفراغ كذلك التوفيق بنجاح بين القاعدة السنية العريضة واللبنانية عامة على اساس المواطنة حيث مرونة الفروع تؤدي غرضها الأنمائي العام تلك هي بعض البنود الملحة الواجب البت بها والا فأن التموضع الحالي سيؤدي الى تجزر المشكلة وارتفاع ثمن التكلفة وعلى التيار عدم التأثر بالتعطيل المستمر في المسرح العام الذي ربما تكون احد اهدافه الأستنزافية وصولآ للحظة الأنقضاض النهائية بل ان الواقع الداخلي لتيار المستقبل ربما كان احد اهم اسباب التأثر السلبي بموائمة ظروفه المناسبة والسؤال الداهم يبقى بالنسبة للتيار عن افضلية الأختيار في الظرف الراهن بين ان يكون في السلطة او المعارضة , بالتأكيد لا يصب هذا النقد الواجب في خانة الآخرين ,لأن اعادة الهيكلة الشاملة باتت ضرورة ملحة لسائر الأحزاب اللبنانية والتجمعات السياسية بل حتى الجمعيات الأهلية والمدنية التي باتت تجتمع وتقرر كحركات سرية بل ان بعضها يصح فيه القول اكرام الميت دفنه, فأذا استقام امرها استقام امر الوطن والأ من العبث نحاول الأصلاح .
إن الأراء الواردة في قسم المقالات تمثل أراء أصحابها ولا تمثل بالضرورة رأي الموقع أو الجريدة