متى عندما عرض الجزء الاول من مسلسل باب الحارة على شاشات التلفزة في شهر رمضان عام 2006 لم يتوقع مخرجه ومؤلفه بسام المنلا أن يحظى بهذه الشهرة الواسعة عربياً وعالمياً.. والغريب في الأمر أن أحداث الجزء الأول لم تتضمن مشاهد توحي بأنه سيتحول إلى سلعة تجارية بل على العكس كان يعتبر من أفضل المسلسلات الرمضانية على مدى سنوات من الزمن (الجزء الأول والجزء الثاني). أربع سنوات مضت وشهرة مسلسل باب الحارة تزداد سنوياً، وحتى المشاهدين أنفسهم لم يكتشفوا سر شهرته فمنهم من اعتبر أنها إبداعات المخرج ومنهم من نوه بالمؤلف علماً أن المسلسل لم تكتب أحداثه لتمحص وتدقق وفقاً للأحداث التاريخية، بل إن المخرج بسام المنلا اعتمد أسلوباً جديداً في تقديم أعماله وهو كتابة المشاهد قبل تصويرها بلحظات.. وهل ما يمارسه المنلا من أسلوب في تسويق أعماله يدخل في خانة “التأريخ” وصناعة الشخصيات المفاجئة والتي ليس لها علاقة بالأحداث كشخصية “النمس” التي تحاول منذ أولى الحلقات استمالة المشاهدين ولفت انظارهم لكنها لم تنجح باستثناء الأطفال “من المناطق الشعبية والفقيرة” هم الأكثر اعجابا وتعلقا بها حتى وصل الأمر معهم الى تقليدها مع رفقائهم وأولاد جيرانهم. ربما شهرة “باب الحارة” تتعلق بهذه الشخصيات التي يخترعها المخرج للإيحاء للمشاهدين وخاصة “الطبقة الشعبية” أن من حرر الأوطان هم من الفئات الشعبية وأبناء الحارات وكأنه يوهمهم أنهم من هذه السلالة.. وبعد تقديم جزئين من “باب الحارة” اكتشف المنلا أن شعبية المسلسل زادت بحس هؤلاء “الشعبيين”، حتى اختفاء الشخصيات من المسلسل كشخصتي “أبو عصام” و “العقيد ابو شهاب” لم يكن لها ذلك التأثير السلبي لأن المخرج اكتشف نقطة ضعف المشاهد العربي وهي “المشاهدة فقط” لأنه فيضعر حينذاك أنه بات القائد صلاح الدين الأيوبي وأنه شاركه في محاربة الصليبيين!!.. والسؤال هل يحق للمخرج أن يكتب تاريخاً من وراء الكواليس لا يستند فيه الى المراجع المختصة في التأريخ والتوثيق أم أن المطلوب إيهام المشاهد العربي في الوقوف على الأطلال وأمته تتقطع أوصالها يوما بعد يوم؟.. لماذا لم يتأثر المشاهد العربي بالمجازر التي ترتكب في فلسطين المحتلة والعراق ليستيقظ من غيبوبة يعجز قادته على إنقاذه منها.. مسلسل “باب الحارة” يروي حقيقة ما يتمناه المشاهد العربي في وجدانه لكن ضعفه واستسلامه للأمر الواقع دفعه الى التسمر أمام شاشات التلفزة وتخيل الأحداث وكأنها حقيقية فبحصار باب الحارة يشعر وكأنه هو المحاصر وقتل الشباب والأطفال والتعرض لحرمة النساء يظنهم اخوانه وعائلته وفعلاً يتفاعل مع المشاهد وتتحرك مشاعره الوطنية فيصرخ من شدة الحصار “الله أكبر” حررنا القدس!!.. وكثيرون من هؤلاء المشاهدين حين تنتهي فصول “باب الحارة” وهل نهايتها لها علاقة بالقضية العربية أم أن حتى المسلسلات أصبحت نهايتها تتعلق بنهاية مأساة العالم العربي… وبعد الجزء الثاني لم يقدم المخرج تصورا جديداً للاحداث بل على العكس كل مشاهد الجزء الثالث باتت محصورة بإرضاء أبو جودت ودفع “الخوة” له لاطلاق سراح من قبض عليهم من “قبضايات الحارة”، ولم يتوقع أبدا المشاهد العربي أن احداث الجزء الرابع كلها تدور في حلقة واحدة وهي الحصار والمطاردة وقتل الجنود الفرنسيين 20 حلقة مضت والمشاهد يتأمل صور الحصار وانقطاع الكهرباء ومنع المواد الغذائية من الوصول الى العائلات واعتقال الشباب وتعذيبهم في سجن القلعة.. صور تتكرر كل يوم يشاهدها المواطن العربي وهو مشدود اليها والسبب ليس سر نجاح وتألق الاخراج بل هي المرة الأولى التي يرى فيها المواطن العربي مشاهد يعاصرها لكن السر في “باب الحارة” هو فك الحصار في نهاية الأمر بينما المشاهد يدور في فلك حصاره بانتظار جزء آخر يزيده من عظمة “الآنا”.. يبقى القول أن هذا المسلسل يأخذ حيزاً مهماً في حياة الدينة الشمالية التي تحي الأمجاد بكل تفاصيلها. وترى العائلات متسمرون أمام شاشات التلفزة يتابعون الحلقات يومياً. حتى ان بعض المقاهي ثبت شاشات تلفزيونية عملاقة كي يتابع روادها المسلسل فبات “باب الحارة” شعار الحارات الطرابلسية القديمة وكان حارات دمشق تحيا في حارات طرابلس الداخلية.
دموع الاسمر
مسلسل باب الحارة من أفضل المسلسلات العربية فأنا أتابعه حلقة بحلقة وأشكر المخرج و المنتج و رجال الخفاء من المصورين وغيرهم وبالأخص الممثلين و أبطال المسلسل كالعقيد أبو شهاب و معتز والعقيد أبو النار الى آخره و أريد مشاهدة الجزء الخامس مع تحياتي الخالصة باسم عائلتي و شعبي والجزائر