ست وأربعون سنة ولا يزال مختارا لبلدة عيات في منطقة الجومة أعالي عكار.
بكل حيوية وهمة منذ انتخابه مختارا في العام 1963، يستقل سيارته صباح كل يوم متنكبا ملفاته ومعاملات أهل بلدته ومتمنطقا خاتمه الرسمي الذي صار نسيج روحه ويتجه نحو حلبا حيث دائرة النفوس في السراي الحكومي وليرابط هناك أمام السراي فيغزل ما بين الدوائر الحكومية ودائرة النفوس لا يكل ولا يمل متابعا شؤون بلدته ومرات عديدة شؤون بلدات وقرى مجاورة لأن قاموس حياته لم يعرف الرفض في سبيل الخير وخدمة الناس.
ليست هذه دعاية أعلانية لمختار من عكار بل هو عميد المخاتير الذي كان منذ 1963 يحوز على ثقة أهل بلدته بالإجماع فينتخب تزكية، وقد تسلم الراية من المرحوم والده الذي بدوره تسلم راية ” المخترة” من والده أي جد المختار الحالي الشهير في عكار محمد شهير علي النجيب .
المختار محمد شهير النجيب مختار عيات ..
مَن مِن العكاريين لا يعرف مختار عيات؟
ربما أكثر من نصف العكاريين الذين ولدوا ما بين 1975 و1992 ، لو أمعنوا النظر في هوياتهم الشخصية لوجدوا أن مكان الولادة ( عيات ) فتكاد هذه البلدة أن تختزل عكار بقراها وبلداتها الثلاثمئة فيها.
مرت سنوات عديدة قبل إجراء الانتخابات البلدية، وتوفي معظم المخاتير وخلت البلدات والقرى من المخاتير وبقي المختار النجيب وحيدا يقوم بالمهام نيابة عن مخاتير القرى والبلدات بموافقة القائممقام تسهيلا لشؤون المواطنين ولأنه كان الحاضر الناضر دائما في السراي الى أن جرت الانتخابات البلدية وبات للبلدات والقرى مخاتيرها.
متى تسلم المخترة ؟
“كان عمري 17 سنة يوم استلمت المخترة وأضطررت الى تكبير عمري لأستلم مكان والدي الذي توفي وحين انتقل معظم المخاتير الى رحمة الله لم يبق في ” الميدان إلا حديدان” فصرت مختارا لعكار من نهر البارد الى القيطع والجرد والشفت والجومة وصولا الى القبيات وجوارها.” هذا ما قاله النجيب .
ويروي المختار النجيب حكاية تسلمه راية المخترة فيقول : كنت طالبا في ثانوية ليليلة في طرابلس لأنني كنت أعمل في النهار مفتشا وجابيا في مساحة واسعة تبدأ من منطقة نهر الكلب وصولا الى عكار وكان العمل يأخذ مني حيزا من نهاري اليومي ، الى أن أصيب والدي المختار علي مصطفى النجيب بمرض أقعده وكان عمري 17 عاما فصرت اساعده في أعمال المخترة ولازمته الى أن توفي ولأنني تحت السن كان رأي القائم مقام أن أكبّر عمري وحينها كان الحاكم أكرم سلطان فربحت دعوى تكبير السن في خمسة أيام وصرت مختارا كما تزوجت في نفس السنة اي بعمر ال17 .”
“أنا في خدمة الشعب منذ ما يقارب الخمسين سنة ” أعمل دون تفرقة لأنني أبغض الطائفية والمذهبية ، حتى أنني لا أفرق بين هذا الحزب او ذاك ولا يهمني الى أي طائفة او حزب اوتيار ينتمي هذا اوذاك . همي الوحيد خدمة المواطن أي مواطن لأنه إنسان وأنظر اليه على أنه إنسان يحتاج للخدمة … هكذا كنت وهكذا انا دائما .. الخلق كلهم عيال الله …”.
وبرأي المختار النجيب “أن السياسة أبوها الكذب وأمها النفاق لأنو السياسة مش لله”.
هوايته ومعاناته
هواية المختار الصيد ويعشق البندقية الأثرية ويقول أن لديه بنادق عمرها أكثر من 600 سنة كما له هواية بالبنادق الحربية ولديه 32 رخصة حمل سلاح”
المختار عانى الأمرين خلال مراحل المحنة اللبنانية “اللي صار معي ما صار مع أيوب”
يقول: “في الحرب – المحنة فجروا سيارتي، واضطررت الى توقيف محمصتي التي كانت أهم محمصة توزع البزورات والقهوة ، وحين داهموا بيتي بحجة أن لدي أسلحة رفضت المرحومة والدتي أن يخرج أحد من الذين كانوا يفتشون في بيتي عن السلاح قبل أن يتناولوا الطعام .. قالت لهم ما حدا دخل هالبيت وخرج دون أن يأكل لقمة .. نعم لأنو عندنا منزول من قديم الزمان الى اليوم..”.
افتكروا أنو عندي مصانع أسلحة للأسف طلع ما عندي شي إلا البواريد الاثرية لأنها هوايتي”
ويتابع : ذقت الاهوال في حياتي.. أمي ماتت “فقع” عليّ وتعذبت لأجلي كثيرا.. وانا عندي حب كبير لوطني لبنان وللأرزة اللبنانية “
ويضيف المختار قائلا “أنا ضد الباطل اينما كان ومع الحق اينما كان واللي بيسكت على الصغيرة، الكبيرة بتجيب راسو”.
للمزيد من الصور – عكار في صور
يسعدني ربك يا جدي