جهاد نافع
شهدت عكار منذ عزوف الرئيس عصام فارس خلطا للاوراق الانتخابية وراجع كل فريق حساباته ومسألة تحالفاته خاصة على صعيد المرشحين الارثوذكس الذين بدأوا حراكا انتخابيا متصاعدا بوضع مسودات لوائح والانضمام الى تحالفات انتخابية مرحلية.
والانظار تتجه نحو المقعدين الارثوذكسيين اللذين يتنافس عليهما ما لا يقل عن عشرة مرشحين ارثوذكس حتى الان. والرقم آيل للارتفاع في ظل ما يتردد عن تحالف قائم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وفي ظل ما يقال عن ان هذا التحالف ستكون نتائجه سلبية على التيار الوطني الحر نتيجة خياراته لمرشحين لا حيثية شعبية لهم وتخلي التيار عن مرشحين يشكلون قيمة مضافة لاي لائحة ينضمون اليها حسب رأي احد المقربين من التيار العوني.
ثلاثة تيارات سياسية لها مرشحين ارثوذكس بالاضافة الى مرشح ارثوذكسي للحزب السوري القومي الاجتماعي.
تيار المردة له مرشحه الثابت عضو مكتبه السياسي النائب السابق كريم الراسي وللتيار الوطني الحر مرشح ارثوذكسي اختاره بعد اجراء انتخابات داخلية دون ان يتبنى ترشيح وزير الدفاع يعقوب الصراف الملتزم بالتيار والمرتكز الى قاعدة سياسية شعبية موروثة منذ عهد عمه الوزير الراحل يعقوب الصراف الى عهد والده النائب الراحل رياض الصراف. وللقوات اللبنانية مرشحها ايضا.
عدد الناخبين الارثوذكس في عكار يبلغ 40646 ناخباً، لكن من المتوقع أن لا تصل نسبة المقترعين الارثوذكس الى 45 بالمئة في احسن الاحوال، وفي تظرة سريعة الى انتشار الارثوذكس يلاحظ ان انتشارهم الاكبر في منطقة الجومة اولا والشفت ثانيا، وفي الاجمال يعتبر تيار الرئيس عصام فارس هو الاول انتشارا بين ابناء الطائفة الارثوذكسية ـ علما ان تيار فارس ليس محصورا بطائفة محددة ـ والتيار الثاني المنتشر هو التيار الوطني الحر، كما يمكن الاخذ بعين الاعتبار انتشار الحزب السوري القومي الاجتماعي التاريخي في عكار كلها وخاصة في القرى والبلدات الارثوذكسية.
برأي احد الفاعليات العكارية ان القانون النسبي الجديد يمنح فرصا لمرشحين يمتلكون قاعدة شعبية وانضمامهم الى اي لائحة يمنحها قيمة مضافة تمكنها من تحقيق الحاصل الانتخابي، فيما ان اختيار اي تيار لمرشح من الوجوه الجديدة غير المعروفة قد يشكل عبئا على اللائحة.
ويستغرب مرجع عكاري استبعاد وزير الدفاع يعقوب الصراف من الترشيح وهو الملتزم بالتيار الوطني الحر متسائلا عن الشروط التي اعتمدها التيار لاختيار مرشحيه في عكار… ويرى المرجع ان للصراف قاعدة شعبية موروثة ومن شأن ترشيحه ان يشكل قيمة مضافة للائحة وضمانة فوز بالمقعد الارثوذكسي، خاصة اذا كان المنافس في اللائحة الثانية النائب السابق كريم الراسي الذي يعتمد ايضا على قاعدة شعبية اسسها والده الراحل عبد الله الراسي وحافظ عليها كريم الراسي كتلة شعبية لم تتغير ولم تتبعثر، ولذلك فان التنافس على المقعدين الارثوذكسيين لن يكون نزهة لمرشحي التيار العوني او القوات اللبنانية .
وحسب مصدر عكاري ان لائحة تحالف تيار المستقبل ـ التيار الوطني الحر لن تكون اللائحة الذهبية نظرا لنقاط ضعف فيها حسب الاسماء المتداولة وخاصة في المقعدين الارثوذكسيين ـ إلا اذا رغب الرئيس الحريري مد اليد الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه بضم عضو المكتب السياسي للمردة النائب السابق كريم الراسي الى اللائحة، وهذا ما اوحت به زيارة نجل زعيم المردة طوني سليمان فرنجيه الاحد الماضي الى عكار ورافقه في الجولة كريم الراسي وكان لافتا الحضور السياسي لرموز من تيار المستقبل ومن فريقي 8 و14 آذار الذين التفوا حول فرنجيه والراسي.
ويتابع المصدر انه في حال عدم انضمام الراسي الى هذه اللائحة التي لا تشبهه في الخط السياسي فمن المحتمل ان يعمد الحريري الى ضم مرشح ارثوذكسي من الوجوه الجديدة هو المحامي هشام شبيب نجل كاهن رعية بلدة العوينات وشقيق محافظ بيروت القاضي زياد شبيب.
ويرى المصدر انه بالنظر الى الصوت التفضيلي في هذا القانون النسبي فان النائب السابق كريم الراسي يكاد يكون الوحيد الذي يستطيع حصد نسبة من الاصوات نتيجة ارتكازه على قاعدة شعبية والثاني الوزير يعقوب الصراف في حال صمم الترشح، اما بقية المرشحين الارثوذكس فهم مجرد مرشحين اعتمادهم على دعم تيارهم السياسي دون استطاعتهم اضافة كتلة ناخبة الى اللائحة.
وهناك من يرى ان المرشح الارثوذكسي كريم الراسي سيشكل قيمة مضافة الى اللائحة التي سينضم اليها فكيف سيكون الوضع في حال قرر الوزير الصراف الترشح وضن لائحة واحدة تجمعه الى الراسي ضمن لائحة الخط السياسي الواحد الذي يجمعهما في اطار محور المقاومة؟ عندئذ ستكون فرص الفوز بالمقعدين الارثوذكسيين عالية قياسا الى لائحة المستقبل ـ الوطني الحر.