بدأت مدينة الميناء تعد العدة لخوض الانتخابات البلدية مع تباشير الاعلان عن مرشحين في ظل استعادة لمشاهد التنافس على رئاسة البلدية بين القوى والتيارات السياسية. بالرغم من اعلان التوافق السياسي المبكر على اسم الرئيس الاسبق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين بين القيادات السياسـية الطرابلسية وفي طليعتها الرئيـس نجيب ميقاتي والوزيران محمد الصفدي وفيصل كرامي.
ولكن تيارات سياسية وشعبية في الميناء، تسعى الى ان تخوض معركة انتخابية بترشيح بعض الطامحين لهذا المركز. علما ان الرئيس ميقاتي اعلن عن موقف واضح لا لبس فيه من الانتخابات البلدية في طرابلس والميناء، حين دعا الى انتخاب مجالس بلدية متجانسة من كفاءات تمثل كل العائلات الروحية في طرابلس والميناء، لافتا الى انه لا يزال في مرحلة الاتصالات والمشاورات قبل اتخاذ الموقف النهائي.
حسب مصادر في مدينة الميناء ان توافق القوى السياسية على اسم علم الدين لا يعني ان المعركة قد حسمت بل رأت ان من الصعوبة بمكان التوافق على لائحة موحدة في ظل ارتفاع نسبة المرشحين الجدد المضافين الى المرشحين من اعضاء المجلس البلدي السابق.
كما لاحظت المصادر ان تجربة التوافق في المجلس البلدي السابق انتهت الى فشل المجلس وحله منذ اكثر من سنتين، حيث عانت مدينة الميناء من غياب الادارة البلدية ومن عراقيل في وجه اجراء انتخابات بلدية نتيجة الصعوبات التي واجهت القيادات السياسية في انجاز توافق على رئيس وعلى اعضاء المجلس البلدي.
وفي غياب المجلس البلدي، كانت مديـنة الميـناء تعـاني من سوء الخدمات في البنى التحتية لا سيـما على كورنيشها البحري، مرفقها السياحي الاول حيث لا تزال المجاري الصحية تصب في البحر وتنبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم انوف رواد الكورنيش والمـقاهي والمطاعم المنتشرة على طول الشاطىء نتيجة غياب الادارة البلدية طوال السنوات التي مضت والى اليوم.
تعتقد الاوساط نفسها ان المنافسة في الميـناء ستحصـل بين تيار الرئيس ميقاتي وحلفائه من جهة وتيار المستقبل من جهة ثانية غير ان التيـار الازرق لا يزال في مرحلة ترتيب بيته الداخـلي اذ يعـاني من انقسامات داخلية تنسحب على مساحة الشمال كله فكيف الحال بمدينتي الميناء وطرابلس في مواجهة تحالف ميقاتي ـ الصفدي ـ فيصل كـرامي، اذ يشكل هذا التحالف قوة شعبية تنتشر فـي مجـمل المدينة، خاصة انه سيترك للرئيس الذي سيتم التوافق عليه اختيار اعضاء مجلسه من بين اصحاب الكفاءة من مرشحي الميناء، اضافة الى اختيار مرشحين لهم حيثيتهم الشعبية ضمن عائلاتهم واحيائهم لضمان اكثر نسبة مـن الاصـوات.
وتحاول القوى السياسية ان يأتي خيارها مبنيا على اسس تحظى بالنسبة الكبرى من اصوات الناخبين اضافة الى الانسجام بين الاعضاء، حتى لا تتكرر تجربة الاخفاق الذي اصاب المجلس السابق، واختيار ذوي الخبرة في العمل البلدي ممن لهم رؤية وبرامج انمائية لمدينة ساحلية تعتبر المنفذ البحري والتجاري والاقتصادي والسياحي الهام للشمال كله.
وجرت دعوات ان يتم اختيار اعضاء المجلس البلدي ممـن يعمـلون فـي سبـيل النـهوض بالميـناء دون التأثر بـولاءاتـهم السياسـية والـعمل لمصلحة مرجعياتهم وان المطلوب من القيادات السياسية الـدفع بهـذا الاتجـاه لان الميـناء اصبحت نموذجا للاهمال والحـرمان فـي ظل الخلافات السياسية والانقسامات الحادة التي انعكست على المجلس البلدي السابق وعلى واقـع المـدينة.
مع الاشارة الى ان مجلس بلدية الميناء يضم 21 عضوا وحسب الاعراف المتبعة يتم انتخاب خمسة اعضاء مسيحيين و16 عضوا مسلما
الديار _ دموع الاسمر