تدور الاحاديث في طرابلس بمجملها حول شخص الرئيس العتيد المنتظر وتطرح اسماء شخصيات متعددة منها ما هو جدي يقصد منه رصد ردود الفعل الشعبية الطرابلسية ومنها ما يطرح لحرق الاسماء والالتفاف عليها.
وحسب المصادر المتابعة ان الاسم المرشح فعليا للبلدية القادمة لا يزال طي الكتمان بانتظار انجاز التوافق السياسي عليه من كافة القيادات والتيارات السياسية في المدينة على ان يترك له اختيار فريقه البلدي من اصحاب الكفاءات، مع حفظ حق الاعتراض على اي مرشح حسب ما اكده الرئيس نجيب ميقاتي في احد تصريحاته.
ولاحظت المصادر ان المشاورات لا تزال قائمة في الكواليس لتظهير المشهد الانتخابي وبنود التوافق السياسي بانتظار عودة ميقاتي من سفره وبعد ان ارسل الحريري اشارات استعداده للتوافق، لكن بشرط ان لا تتكرر تجارب الوفاق السابق على ان يكون المجلس البلدي المقبل يتألف من اعضاء منسجمين ومن نسيج واحد كي لا تحصل محاولات عرقلة المشاريع الانمائية كما حصل في المجلس الحالي. وحتى لا تحصل اعتراضات وتعطيل جلسات المجلس البلدي التي كان من نتائجها تردي الاوضاع الخدماتية على كافة الصعد في المدينة.
فطرابلس حسب المصادر تعاني من تردي الاوضاع الخدماتية فيها وخاصة في التبانة والاسواق الداخلية ومنطقة القبة، هذه المنطقة التي تعتبر هي والتبانة نموذجا صارخا في للاهمال والحرمان ولغياب العمل البلدي فيها، حيث تكفي جولة صغيرة في منطقة القبة للدلالة على حجم الاهمال الناتج من غياب البلدية.
لذلك ترى المصادر ان اي لائحة انتخابية يتم التوافق عليها من القيادات السياسية يجب ان تضع في حساباتها برنامج عمل انمائي شامل للاحياء الفقيرة والمحرومة في طرابلس. وان هذا البرنامج الانمائي الشامل لا يتحقق الا بتشكيل مجلس منسجم يعمل لمصلحة المدينة واهلها وليس لمصالح التيارات السياسية، فاعضاء المجلس البلدي يجب ان يضعوا في نصب اعينهم مصلحة المدينة بمعزل عن ولائهم لانتماءاتهم السياسية.
كما رأت المصادر ان هناك تيارات سياسية كبيرة في المدينة بدأت تتحرك وتضع ملاحظاتها بانتظار تظهير مشهد التحالفات في الانتخابات البلدية وابرز هذه التيارات تيار العزم وتيار المستقبل والحركات الاسلامية. وفي مقدمتها «الجماعة الاسلامية» التي باتت اقرب الى تيار المستقبل بعد اللقاء بينهما الذي انعقد مؤخرا.
وحسب الاوساط الطرابلسية ان التبانة ستشكل بيضة القبان في الاستحقاق البلدي المقبل نتيجة المتغيرات التي حصلت مؤخرا بعد تطبيق الخطة الامنية، وهذه المنطقة تعتبر حاسمة في نتيجة اللوائح نظرا لتعداد سكانها حيث يتجاوز الـ 100 الف نسمة. وقد اعيد فيها خلط الاوراق السياسية حيث بات تيار العزم الرقم الاول في هذه المنطقة.
في خوض ما يمكن ان يحققه التوافق السياسي من تشكيل لائحة توافقية فان شرائح متعددة في طرابلس ترفض هذا التوافق معتبرة ان طرابلس دائما تدفع ثمن اي وفاق سياسي لان يتسبب بارتفاع نسبة الحرمان والاهمال لذلك ترى المصادر ان يكون هناك اتجاه الى عدم الالتزام بالاقتراع للائحة التوافقية وبات هناك رهان على مدى جدية الناشطين في المجتمع المدني ومدى قدرتهم على خوض هذه المعركة بعد توحيد صفوفهم اقله لمواجهة الوفاق السياسي الذي يرى فيه الكثير في المدينة انه يلغي العملية الديمقراطية، لذلك يرى ناشط مدني في المدينة ان المجتمع المدني حتى الان لم يتمكن من التوحد حول لائحة او مشروع واضح في ظل تحضيرات خجولة نتيجة قناعة الناس بأن هذه الانتخابات قد لا تحصل، يضيف: ولان نتائجها قد تؤثر سلبا على بعض القوى في المدينة ورأى ان السياسيين يسعون للتوافق عبر مقاربة جديدة من خلال وجوه جديدة يعطونه الحق باختيار الاعضاء ويراعي حجم كل سياسي وحصص الطوائف مع اعطاء الحق لهم بالاعتراض على اي اسم يطرحه الاخر، وحتى الان لا يزال الخلاف بين السياسيين على حجم التمثيل في المجلس البلدي ومن شأن هذا الاختلاف ان يكون مبررا لنسف اي توافق سياسي. واكد على ان السياسيين يطرحون بالسر اكثر من شخصية لتشكيل لوائح بهدف اختبار مزاج الشارع الطرابلسي، والبعض من هؤلاء السياسيين اسماء جاهزة كي تخوض المعركة في حال فشل التوافق
الديار _ دموع الاسمر