دعا عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني، رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب الى تشكيل هيئة دستورية تأسيسية تضع المبادىء الاساسية لدولة ديمقراطية على انقاض دولة المزرعة، و الى بناء حركة نقابية جديدة ومستقلة.
كلام غريب جاء في احتفال تأبيني للمربي الراحل الياس برهون لمناسبة مرور اربعين يوما على وفاته، والذ اقامه الحزب وبلدية ورعية رحبة ومدرسة رحبة للصبيان وعائلة المربي ، في قاعة عصام فارس في القصر البلدي.
حضر الاحتفال مدير اعمال
في لبنان، رئيس اتحاد بلديات الجومة سجيع عطية ، مدير التعليم الابتدائي جورج داود، ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، عضو المكتب السياسي النقيب حنا غريب، تقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، كاهن الرعية الاب يوحنا رزق، رئيس بلدية رحبة بالتفويض جان فياض، وحشد من رؤساء بلديات وفعاليات تربوية وثقافية واجتماعية و عائلة الفقيد.
بداية النشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت حدادا، ثم كلمة ترحيب من عريف الاحتفال سالم اسحق.
بعد ذلك كانت كلمات للطلاب والهيئة التعليمية في المدرسة الرسمية، وكاهن الرعية يوحنا رزق اشادت بمزايا الراحل ودوره الكبير في تعزيز المدرسة والتعليم في البلدة.
ثم القى مدير التعليم الابتدائي جورج داود كلمة ومما قاله:” عندم احتشد المؤمنون المسيحيون للسيد المسيح، انما احتشدوا للنهج والقدوة، وللمثال في التسامح والترفع والتضحية… ان يكون الانسان اخا لجميع الناس…خادما لضعفائهم، نصيرا لمظلوميهم، وفقرائهم، شاهرا قلبه راية صلح، وقبول للاخر، ومحبة وتعاون من اجل الخير…”.
تابع:” الفقيد الراحل المربي والاستاذ الياس الياس برهون، وبحسب شهادات عارفيه، كان واحدا من هؤلاء ، الذين تعددت وجوههم ومواقعهم وانتماءاتهم، واحدا من الذين تجندوا، طيلة فسحة العمر المتاحة لهذه الاهداف والقيم، وجهد ليبقى متراصفا مع الناشطين لتحقيقها، ومتمترسا للدفاع عن، عدالة قضاياها… “.
واكد داود:” ان وزارة التربية تدرك معنى خسارة مرب كفاحي، صقلته التجربة والخبرة المهنية، واعتصم حتى النهاية، بضمير صاف يحكم اداءه… وبزخم كفاحي، بوأه العديد من مواقع المسؤوليات النضالية، والاجتماعية….وتدرك بثقة ان المنبت الطيب الذي نشأ وتكون فيه الفقيد الراحل، قادر على ان يرفد مجتمعنا المأزوم طويلا، بمئات الوجوه الواعدة الواثقة التي تقتحم ساحتنا…وتتحدى همومنا وتصنع اقدارنا، وتضع مستقبلنا بين ايد واعية ، صلبة وامينة”.
ثم القى رئيس اتحاد بلديات الجومة ورئيس بلدية رحبة سجيع عطية كلمة البلدية قال فيها:” استاذ الياس انت ابن هذه الارض الطيبة ابن رحبة التي احببتها وتعايشت معها وتبادلت واياها المحبة والنضال، فكنت كريما ملتزما قواعدها في الوفاء لمن يهتم بها ويرعاها”.
اضاف :” ولاقتناعك بمنطق هذه الارض الطيبة، زرعت بمحبة في عقول اجيالنا، ونبت العقول هو شعلة تهدي الى الافق الاسمى، والاشرق لأبنائنا، فكنت المعلم بالتزامك، وكنت المدير الصارم بحنكة العالم والمدرك بلوازم الادارة وحسن التدبير… لم يأسرك حدود المدرسة، فكنت المبادر الدائم في محيطك، مسكونا بمحبة الغد الافضل، لمجتمعك، لذلك كنت السباق دائما الى شحن الهمم وجمع الكلمة، والحض على سلوك درب المؤسسات، يقينا منك بانها الحضن الاسلم لصون المجتمع وبناء الاجيال”.
تابع:” رحبة اليوم تحتضنك بحنو الام على ابنها البار ان حجبت الجسد الذي احبت، لن تحجب مزاياك التي نقف اليوم على بيادر عطاءاتها، مع ابناء اوفياء، بالتزامهم الفكرة المجسدة طاقة انسانية واجتماعية وعلمية ووطنية، ومع رفاق واصدقاء افتقدوك، مناضلا في سبيل خير مجتمعك وفي سبيل الانفتاح وحب الوطن”.
وختم عطية:” ان ايمانك بهذه الارض المشبع بالعقيدة والالتزام والمحبة اكسبك رحمة الله وابقى ذكراك تدوم الى الابد في رحبة التي احببت وفي وطنك الذي حلمت به وعائلتك التي بها كونت”.
كلمة الحزب الشيوعي القاها ممثله النقيب حنا غريب ومما قاله:” نهض الياس برهون بأجيال واجيال على مدى اربعين عاما حارب على كل الجبهات : بالتربية والتعليم ضد الجهل والتخلف، بالوطنية ضد المشاريع الطائفية والمذهبية بكل اشكالها، والوانها ونسختها الارهابية الاخيرة داعش واخواتها، وفي المقاومة الوطنية ضد العدوان والاحتلال الاسرائيلي، وبالعمل النقابي ضد حيتان المال وحلفائها، فكان النقابي المصروف من الخدمة المقطوع راتبه في اضراب عام 1973 مع 309 من رفاقه وزملائه المعلمين المضربين”.
واعتبر غريب انه وفي هذا الوقت الذي يصل فيه التآمر الى مرحلة متقدمة يعاني لبنان ما يعاني ….دولة فاشلة في كل المعايير، عاجزة عن دعم جيشها، معرضة عناصره وضباطه المنتشرين، لخطر التصفية والقتل والخطف، ومختلفة على بازار دعمه وتسليحه، دولة تعطي 40% من موازنتها لحيتان المال ولا تسلح جيشهاوقواها الامنية”.
واكد غريب على اهمية الالتفاف حول الجيش اللبناني الذي يتحمل دون غطاء جدي من الدولة عبئا كبيرا، ويدفع الشهداء والجرحى والاسرى دفاعا عن الوطن، موجها تحية الى اهل الشمال وعكار وفي كل لبنان الذين احتضنوا الجيش اللبناني، ويدفعون الخسائر، وهم مؤمنون انهم بذلك يمنعون احتمالات حرب مذهبية.
غريب رأى ان الدولة الفاشلة التي تقف ضد اساتذتها ومعلميها وموظفيها وعسكرييها ومتقاعديها في لقمة عيشهم، همها الاساسي ضرب هيئة التنسيق النقابية، كاطار وطني ونقابي موحد للبنانيين ،تطيع رغبات واوامر الهيئات الاقتصادية وتمنع اقرار السلسلة…، دولة تفاوض داعش ولا تفاوض هيئة التنسيق النقابية…، دولة تعيد التعليم الرسمي عشارت السنين الى الوراء عبر مجزرة الافادات، تعجز عن تأمين الكهرباء والماء، وتشرد فقراء المدن، بقانون الايجارات، تنفذ تعليمات البنك الدولي بتمرير بنود باريس 3في مشروع السلسلة لضرب نظام الوظيفة العامة بالتعاقد الوظيفي وقانون التقاعد وتعاونية موظفي الدولة، وتضع شبابها اما خيار الالتحاق بالتطرف المذهبي اوالهجرة الى الخارج”.
وانتقد غريب عدم انتخاب رئيس للجمهورية والتمديد للمجلس النيابي الذي هو تمديد للفراغ، بدلا من اقرار قانون عصري للانتخابات يؤسس لدولة ديمقراطية على قاعد النسبية والدائرة الوطنية خارج القيد الطائفي، داعيا الى تشكيل هيئة دستورية تأسيسية تضع المبادىء الاساسية لدولة ديمقراطية على انقاض دولة المزرعة، كما دعا غريب الى بناء حركة نقابية جديدة ومستقلة تطرح القضية الاقتصادية _ الاجتماعية من بابها الواسع في القطاعين العام والخاص، مطالبا، سواء اقرت السلسلة ام لم تقر، روابط الاساتذة والمعلمين، وهي على ابواب انتخاباتها بعد اسبوعين، بثبيت خيارها النقابي المستقل المستهدف من قبل السلطة.