– القى الكاتب والإعلامي زياد علوش محاضرة تنموية تحت عنوان “الإنماء خيار استراتيجي وحق دستوري وإنساني” في قاعة بلدية حلبا، بحضور سياسي وحزبي وديني واكاديمي وبلدي ورؤساء جمعيات اهلية ومدنية ونخب إجتماعية وكشفية، وبدعوة من بلدية حلبا وجمعية “إبداع” للآداب والفنون والعلوم”.
وإعتبر علوش اننا “نجتمع لنحاول إطلاق صرخة تنموية علمية معرفية بالتوازي مع حراك مدني في عكار بات واضحا على هذا الصعيد، فعكار لديها كل مقومات الانماء: من الجغرافيا بسعتها وثراءها وجمالها وخصوبتها ومنافذها البرية والبحرية والجوية، ولديها الاهم الطاقات البشرية، والواقع مرآة للاسقاطات الثلاث: الحضارة على الثقافة والثقافة على السياسة والسياسة على الواقع، بحيث يصبح الواقع انعكاسا لها”.
أضاف :”الانماء قرار سياسي وإن تضمن قرارات فرعية في الاقتصاد والاجتماع، قرار تأخذة الدولة العادلة والمنتجة، لأن وفرة الإنتاج مع سوء التوزيع هو إحتكار، كما أن عدالة التوزيع دونما إنتاج كاف هو توزيع للفقر والبؤس، وإن معالجة لبنان للخلل البنيوي في نظامه السياسي الطائفي ستمكنه لاحقا من الحد من تداعيات البيئة الجيوستراتيجية المحيطة به، الرابط بينهما أن القوى الخارجية تستثمر الضعف الداخلي وتفاقمه لصالحها. وأشار علوش الى ان لبنان بموقعه يحتاج الى ظروف موآتية تمكنه من انشاء دولة فيها حدود معينة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي يرتكز فيه استقرار هذا المثلث، السياسي منه، على النظام الديموقراطي وتطبيق الدستور. والاقتصادي الى مفهوم دور لبنان المميز اقتصاديا في المنطقة، واجتماعيا على اعادة انتاج الطبقة الوسطى”.
وفي الاصلاح السياسي أكد أنه “لا بد من ولوج عتبة مدنية الدولة نحو الخلاص الوطني، بمعالجة مكامن الخلل المنهجي الذي تعانيه الدولة اللبنانية، اي ضرورة الغاء النظام السياسي الطائفي، بعيدا عن اللعبة الحالية في تناتش اعادة تمركز السلطة التنفيذية والتي تبدو كتدوير دائم للمشكلة، كما ينبغي أن تترافق أي إصلاحات سياسية مع إقامة سلطة قضائية تكون فعلا السلطة القوية الثالثة والمستقلة في البلاد”.
وقال علوش :”ثمة علاقة عميقة تربط بين مفهوم المواطنة ومفهوم العدالة السياسية في السلطة والمجتمع، فالطريق إلى المواطنة بكل مقتضياتها ومتطلباتها، هو العدالة بكل مستلزماتها وآفاقها، ومن البديهي القول: إن العدالة هي روح المواطنة وجوهرها”.