جرت مصالحة بين عائلتي حسين وعمر علي من قرية بيت أيوب، إثر حادث ذهب ضحيته شخص من آل علي، في مقر التجمع الشعبي العكاري في وادي الريحان، في حضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي محمد حسين، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، كاهن رعية بلدة القريات المونسنيور إلياس جرجس، لجنة الصلح ومرجعيات دينية وتربوية وإجتماعية وهيئات المجتمع المدني ورؤساء إتحادات البلديات ورؤساء البلديات وروابط المخاتير والمخاتير ووجهاء عائلات الهرمل وعكار والم
سؤولين الأمنيين في عكار. وألقى رئيس التجمع وجيه البعريني كلمة قال فيها: “أهلا بكم في داركم في هذا اللقاء الجامع ومعنا الأهل الكرام من قرية بيت ايوب العزيزة. لقاؤنا اليوم تغطيه رايات الحزن وأجواء المصاب الكبير الذي أصاب الأهل في عكار وسواها بمجزرة العبارة في البحر قبالة أندونيسيا، والمصاب الأكبر قد اصاب الأعزاء في قبعيت وفنيدق ومشمش ومجدلا والخريبة والشيخ زناد، ومن لقائنا هذا نعلن التضامن والإحتضان الأخوي للعائلات المفجوعة وهي عائلاتنا جميعا. ونلفت هنا بأن الحرمان والبطالة والضائقة المعيشية دفعت أهلنا للبحث عن فرصة عيش كريم في كل الإتجاهات، وإذا كانت الحكومات المتعاقبة مع الحكام يتحملون مسؤولية، فإن مسؤولية أخرى تقع على عاتق أصحاب رؤوس المال اللبنانيين والشماليين خاصة الذين يوظفون أموالهم خارج لبنان ولم يستثمروا في البلد في إقامة مؤسسات صناعية وزراعية وسياحية لتأمين فرص عمل مقبولة توفر العيش الكريم لشبابنا وأهلنا، ونطالب بالإهتمام بإعادة الأبناء إلى أهلهم الأحياء والشهداء الأعزاء، ونسأل الله تعالى الأجر على الصبر وتحملهم المصاب الكبير”. أضاف: “إن اللقاء اليوم رغم المصاب هو لقاء للألفة والمحبة والصفاء للقلوب وللنفوس بين العائلة الواحدة والبيت. وبالمناسبة نشكر بإسم الأهل كل من بذل جهدا للتقارب ووأد الفتن أيا كان نوعها، والشكر للأهل والفاعليات بكل مواقعها الدينية والأمنية والإعلامية والإجتماعية والوجهاء في الهرمل وعكار والشمال عموما الذين لم يوفروا ما يستطيعونه للتحضير إلى هذا الإجتماع الذي تظلله الرحمة ومرضاة الله تعالى الذي أمرنا بالصلح والتصالح وبالأخوة والتراحم”. وختم: “مناخ المصاب لا يسمح بأكثر من هذا من الكلام نسأله تعالى الرحمة لشهداء العبارة والشفاء للجرحى والعودة الآمنة للناجين”. وتحدث كل من رئيس دائرة اوقاف عكار الشيخ مالك جديدة ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ثم تحدث جرجس الذي قال: “طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء لله يدعون. نلتقي وإياكم في هذا البيت الكريم الذي ما كان يوما إلا للصلح والمصالحة ولجمع الشمل والعمل على تهدئة النفوس والعبور من المشاكل والمآسي إلى التلاقي والتعالي على الجراح. لهذا نقول إن المسامحة هي قدرة من الله وضعها في قلب الإنسان وهذه القدرة موجودة في قلوبكم يا اشقاء المرحوم وليد، الذين أردتم اليوم أن تستقبلونا لنتلقى منكم هذه المسامحة، وهي أكبر هدية نتلقاها من حضرتكم لأنكم أبناء الإيمان”. اضاف: “الإعتزاز هو فضيلة يتمتع بها صاحب الشأن الذي صادفته غيرة الخطأ والذي لديه القدرة على أن يعتذر وهذا ما يقوم به حسين علي حسين وأولاده الذين ما كانوا يريدون ما وقع على يد أحد ابنائهم. نشكر للساعين والمسامحين والمعتذرين ولكل من له يد بيضاء في إطفاء كل فتيل شر قبل أن يشتعل. فالصلح سيد الأحكام والنعم والبركات لمن جهد وعمل على إصلاح ذات البين”. وختم: “أيها الإخوة، جهودكم خيرة وأثمرت ثمرا صالحا واعطاك الله يا ابو الوليد القوة والقدرة في سبيل جمع الإخوة من كل عكار بغية الصلح والمصالحة”. ثم انتقل المشاركون إلى بلدة قبعيت للمشاركة في اللقاء التضامني مع الأهل في البلدة، وكانت كلمة للبعريني شكر فيها “كل الذين اتصلوا وعزوا بالمفقودين”، وطالب المعنيين “بالعمل على إعادة الشهداء إلى أهلهم”. وكانت كلمتان لزكريا وجديدة أكدا فيها “رص الصفوف في مواجهة كل المخاطر وخاصة الحرمان والفقر”، وطالبا الجهات المعنية “بالإسراع في إعادة الشهداء والأحياء إلى وطنهم وأهلهم”.