ايتها الرابضة في رياض الله سلام عليك حيث أنت في عليائك ، وحيث روحك الطاهرة تجوب السماء ناثرة عطرها الفواح حيثما حللت
جمانة ايتها الشابة غزاك الموت وأنت في ريعان الشباب ، ولم تر من متع الدنيا إلا مرها وعلقمها فحاولت جاهدة أن تحولي مرارة الأيام وقساوتها حلاوة وفرحا علك تستطعين بهما الاستمرار والكفاح في الحياة ولكن القدر أبى إلا أن يكون بالمرصاد للشباب والصبا وجعل لفراقك المبكر مرارة ما بعدها مرارة
جمانة انا واثقة أنك الآن في مكان أطهر وأقدس من هذه الدنيا الغرورة الفانية حيث تحتضنك أيادي الله وتظللك برضاها وعفوها ، كما أنني متأكدة بأن روحك تحتضن روح والدتك التي فارقتك باكرا وتركت في نفسك ألما مستداما رافقك الى اللحد
جمانة لقد ترك فراقك في نفسي وفي نفس عائلتي الصغيرة كما العائلة الكبيرة ، أثرا بالغا وعظيما نظرا للمزايا التي تتمتعين بها ، فمن طهر النفس وطيبة القلب الى الشخصية المتميزة والاخلاق الحميدة والرفيعة التي رافقتك حيث لم تزح أنملة واحدة عن الخط المستقيم
ولكن رغم الفراق ولوعته لا بد لنا من التسليم بأن الموت حق ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، وهو كأس سيدور على كل نفس بشرية ، فقد صدق الله تعالى عندما قال : ( وكل نفس ذائقة الموت ) ونحن راضون بمشيئة الله تعالى لأنه هو من يحي ويميت وإليه ترجع الأمور
رحمك الله ورحم روحك الطاهرة وأسكنك فسيح جناته وسوف تبقى ذكراك خالدة فينا ما حيينا
أبنة خالتك
فاتن محمد اسماعيل الأيوبي