أعلن وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن أن “المشاريع التي أقرها مجلس الوزراء لخمس سنوات والمرتبطة بمشروع تطوير زراعة الأعلاف وتحسين
انتاج الحليب وتربية الأبقار الحلوب في كل لبنان، ومشروع تطوير تربية الغنم والماعز لمنطقة بعلبك الهرمل، ومشروع دعم الري لمنطقة بعلبك الهرمل، سيتم الانطلاق بها هذا العام بعد التأخير الذي حصل”.
وتوجه بالشكر الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي “من المتوقع أن يوقع اليوم على مرسوم نقل اعتماد بقيمة 13 مليار ليرة من احتياط الموازنة، تشكل الدفعة الأولى من الموازنة المخصصة خلال العام 2013 لهذه المشاريع، خصوصا أن هذه المشاريع أقرت في مجلس الوزراء لمدة خمس سنوات”، كما توجه بالشكر إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي “على الجهود التي بذلوها لوضع مسار هذه المشاريع الحيوية على سكة التنفيذ هذا العام”.
كلام الحاج حسن جاء خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مكتبه في الوزارة وتحدث خلاله عن دعم قطاع الأعلاف ودعم منتجي الحليب للعام 2013، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤول البلديات في حركة “أمل” بسام طليس، مدير عام الزراعة المهندس لويس لحود، وحشد كبير من منتجي الحليب ومزارعي الأعلاف.
ولفت الوزير إلى أن “برنامج تطوير زراعة الأعلاف هو برنامج وطني يغطي الأراضي اللبنانية كافة بموازنة سنوية تبلغ 32 مليار ليرة، أما المشروعين الآخرين فهما يأتيان ضمن المشاريع المخصصة لدعم منطقة بعلبك الهرمل في إطار الزراعات البديلة”.
وتحدث الحاج حسن عن مسار طويل وجهود بذلت لاستمرار هذه المشاريع التي أقرتها الحكومة الحالية “حيث تم انجاز المراسيم اللازمة منذ تشرين الاول 2012، وتم تحويلها الى وزارة المالية التي طلبت تجزئة المراسيم إلى اربع مراسيم على اساس 13 مليار ليرة لكل مرسوم، وكان من المفترض أن يصدر المرسوم الأول في شهر نيسان على أن يصدر المرسوم الأخير في شهر آب، لأن الاعتمادات حسب وزارة المالية مرصودة في احتياط الموازنة”.
وأضاف: “لذلك فقد تم استرداد المرسوم الذي أعد في شهر تشرين الاول 2012، وتم تجهيز المراسيم الاربعة المطلوبة، وتم عرض المرسوم الأول في مجلس الوزراء حيث تم تأجيل البحث فيه ومن ثم أتت استقالة الحكومة ودخلنا في مرحلة تصريف الأعمال”.
وأشار الحاج حسن الى ان وجهة نظره “من الناحية القانونية، ولأن المشاريع أقرت في مجلس الوزراء على مدى خمس سنوات، فإنه يمكن أن تصدر مراسيم نقل الاعتماد رغم أن المرحلة هي لتصريف الأعمال، ولذلك قمنا بمراجعة الموضوع مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. مع الإشارة إلى أننا ملزمون وملتزمون بهذه المشاريع”.
وأعلن عن اتصالات تمت مع بري بالتنسيق مع “مسؤول البلديات في “أمل” بسام طليس، وهاشم سلهب من حزب الله وبقية القوى السياسية، والسبت الماضي تبلغت من الرئيس ميقاتي أن المرسوم الأول بقيمة 13 مليار ليرة لبنانية سيتم السير به، واليوم من المتوقع أن يوقع الرئيس سليمان المرسوم لتنطلق عجلة التنفيذ في هذه المشاريع للعام 2013″.
ولفت الحاج حسن أن “خطوة توفير الاعتمادات اليوم تسمح بتفادي الضرر الذي يمكن أن يلحق بالمزارعين ومربي الماشية وبمصداقية الدولة، لاسيما أن هذه المشاريع سمحت بانطلاق نهضة كبيرة في زراعة الأعلاف وتخفيف الضغط عن الزراعات الأخرى بعد أن ازدادت المساحات المزروعة بنسبة كبيرة”. وقدم عرضا لتطور تربية الأبقار في لبنان حيث حصل كل مربي أبقار على دعم من المشروع، ولفت إلى أن المربين الأفقر هم في عكار حيث العدد الأكبر من المربين والعدد الأقل من الأبقار.
واشار وزير الزراعة إلى أن” لجنة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الشريكة في تنفيذ المشروع مع وزارة الزراعة، اجرت تقييما للمشروع حيث تبين أن أهم الانجازات المحققة كانت في رفع نوعية الحليب وانخفاض الحموضة وعدد البكتيريا وارتفاع نسبة الدسم فيه، كما هناك أرقام مشجعة أخرى على مستوى الانجازات الفنية والعلمية والتقنية”.
وأعلن أن مربي الماشية “عانوا من خوف توقف المشروع خصوصا ان هناك استثمارات قاموا بها في تنمية مزارعهم حيث ارتفع العدد ما بين 7 آلاف إلى عشرة آلاف بقرة، في وقت يستورد لبنان الحليب من الخارج كما يستورد 50% من حاجاته من مشتقات الألبان والأجبان”. ولفت إلى أن “مشروع تطوير زراعة الأعلاف وتنمية قطاع انتاج الحليب أصبح اليوم مشروعا نموذجيا، لاسيما أن مدير عام الفاو طلب إعداد مشروع مشابه في اليمن، ولذلك سافر مدير المشروع الدكتور الشاذلي كيولي إلى اليمن لمدة 21 يوم وعبر وزير الزراعة اليمني عن سعادته بإطلاق هذا المشروع في اليمن”.
ولفت الى ان “الجزء الثاني من المشروع هو في زراعة الأعلاف، فالناس زرعت واستثمرت في المعدات والأرض وتطوير معامل التخمير، وهو ما خفف الاعباء عن بقية المحاصيل الزراعية، حيث وصلت المساحة المزروعة مختلف الأنواع إلى 48 ألف دونم”.
وأكد ان “الفترة الواقعة ما بين اعداد المراسيم اواخر العام الماضي وحتى اليوم كانت “فترة عمل، حيث تمت دراسة كل ما تم انجازه ان على مستوى السلبيات أم الايجابيات، وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف والبحث عن الثغرات والمشاكل ودراسة الحلول المطروحة، الخلاصة ستصل اليوم لتنطلق بعد توقيع المرسوم اليوم مرحلة التلزيم والتنفيذ المباشر يعد أن تتم جميع الاجراءات لنكون في شهر تموز قد أصبحنا في الميدان”.
وختم: “كنا قد خططنا لننطلق في شهر كانون الثاني او شباط، ونحن لا يمكن أن نستسلم أمام الصعاب، ولذلك فإننا نجدد شكرنا لكل من ساهم في مساعدتنا وخصوصا كل من تجاوب معنا واليوم ننطلق في العمل لتحضير الإجراءات ووضع التوصيات موضع التنفيذ”.