قام مدير برنامج انعاش وتأهيل قطاع الحليب في البقاع وجرود الهرمل وعكار والضنية والممول من “صندوق النهوض اللبناني” والذي تنفذه منظمة الاغذية
والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة، الدكتور شاذلي كيولي والمستشار المهندس زياد جابر الخبير في تصنيع انتاج الحليب والالبان والاجبان، بجولة في عكار، بدأت في حلبا ثم القبيات والمحطة الاخيرة كانت في مركز الجمعية التعاونية لانتاج الحليب في الجومة وجوارها في بلدة بينو.
تهدف الجولة الى الاطلاع على المشاريع التي تم تنفيذها في اطار البرنامج حيث جرت لقاءات مع مسؤولي الجمعيات التعاونية المستفيدة من البرنامج اضافة الى عمل هذه الجمعيات ونشاطاتها والعوائق التي تواجه عملها وتطورها.
وأشار جابر الى “انشاء معمل لانتاج الحليب في حلبا، اضافة الى ثلاث برادات لتجميع وتبريد الحليب، كما انشىء في منطقة الجومة مصنعا لتصنيع الالبان والاجبان ومشتقات الحليب و برادين للتجميع في بلدة بينو، وبراد مماثل في بلدة ايلات ، وفي بلدة القبيات تم انشاء مركز كبير لتجميع الحليب بسعة 12 طنا للقبيات وجوارها، وزود المركز بصهريج مجهز لنقل الحليب حسب الشروط الفنية والصحية المطلوبة”.
وأكد أن “كل هذه المراكز مزودة بمختبرات لفحص جودة ونوعية الحليب وسلامته البيولوجية والكيميائية للحفاظ على صحة المستهلك وسلامته، وفي هذا الاطار تم توزيع حلابات كهربائية على المربين، اضافة الى براميل تخزين من الستنلس ستيل، كما تم تدريب المربين على ادارة المزارع والحفاظ على سلامة الحليب و كيفية تصنيع الاجبان والالبان بالطرق التقليدية و استخدام معدات التصنيع التي تم توزيعها”، مشيرا الى “استكمال الجولة العكارية في وقت لاحق على المشاريع في منطقتي تلعباس وسفينة الدريب”.
كيولي
وأشار مدير المشروع الدكتور شاذلي كيولي إلى أن “قطاع الحليب كان في وضع سيء جدا في لبنان، وما تحقق اليوم من خلال البرنامج يعتبر ثورة حقيقية، ومما ساعد في ذلك هو برنامج دعم الاعلاف في وزارة الزراعة، الممول من الحكومة اللبنانية، كل ذلك ادى الى تقوية هذا القطاع وشجع المربين على البقاء في بلداتهم وقراهم ومزارعهم، بعدما توفرت لهم المعطيات حول أهمية المشروع ومردوده الاقتصادي الهام، لافتا الى ان “البرنامج استهدف تأمين فرص عمل للسيدات وربات المنازل في بيئتهم ايضا”.
وأكد الدكتور كيولي ان “مشروع الفاو اعطى ثقة كبيرة للمستهلك بالنسبة لجودة الحليب وسلامته بالمقارنة مع الحال التي كانت سائدة قبل ذلك”، معتبرا أن “دعم وزارة الزراعة لكل المربين دون تمييز، شجعنا كفريق على العمل ليلا نهارا لانجاح البرنامج، كما تولت الوزارة ضبط الاسعار وتوحيدها، وكذلك تفعيل الرقابة وقمع المخالفات، وقد وضع معالي وزيرالزراعة حسين الحاج حسن خطا احمر لتلقي الشكاوى لحدوث مخالفات”.
واشار الى ان “ما تحقق من خلال هذا البرنامج، على مستوى محافظتي عكار والشمال لن يتعدى مليوني دولار اميركي منذ بدايته في العام 2010 وصولا الى العام الحالي وهذا امر مهم جدا بالمقارنة مع مشاريع مولتها ونفذتها جهات اخرى هدرت فيها مبالغ خيالية ولم تعط اي نتيجة”.
واعتبر كيولي انه “لاول مرة في تاريخ لبنان ، نشهد اهتماما كبيرا وجديا وفاعلا بصغار مربي الابقار والذين يشكلون شريحة من افقر الشرائح في المجتمع اللبناني”.