تجهد بلدية اميون مركز قضاء الكورة لتلبية حاجات المواطنين في البلدة في المحالات الاجتماعية والاقتصادية والانمائية والتربوية والثقافية والرياضية رغم الظروف المالية والادارة والسياسية الصعبة وتلكؤ الدولة في مسألة دعم العمل البلدي في لبنان، خاصة ان بلدية اميون لم تحصل على مستحقاتها من الصندوق البلدي المستقل حتى اليوم، ما يعرقل اعمالها ومشاريعها الحالية والمستقبلية، ويجعلها في حالة عجز مالي مستمر، يفاقمها النقص في اموال الجباية. وعلى غرار العديد من البلديات في الشمال ولبنان تطالب بلدية اميون الدولة تحسين مستوى التنسيقوالتعاون مع الوزارة والادارة العامة وتوسيع صلاحيات البلدية كونها سلطة محلية منتخبة، وتحرص بلدية على ان تكون بمنأى عن تأثيرات الوضع السياسي السلبية، وعلى العمل الانمائي دون تمييز بين المواطنين.
“صدى عكار” التقت رئيس بلدية اميون الاستاذ جرجي بركات ودار معه الحديث التالي:
ـ ما هي انجازات بلدية اميون منذ انتخابها عام 2010 حتى اليوم؟
بلدية اميون تأسست عام 1880 وهي من اولى البلديات التي تأسست في لبنان، وقامت بدور حضاري وثقافي واجتماعي في العهد العثماني وعهد الانتداب والاستقلال، ولا تزال تقوم بهذا الدور حتى اليوم. والاعمال التي تقوم بها بلديتنا هي اعمال انمائية وخدماتية اجتماعية، ابتداء من اعمل البنى التحتية وصولا الى تكوين رؤية مستقبلية انطلاقا من الواقع والحاجات والمواد المتوافرة بين ايدينا.
على صعيد الدور الاجتماعي: التنسيق والتعاون مع هيئات المجتمع المدني ومشاركتها في اعداد وتنفيذ البرامج المختلفة، منهامثلا، مذكرة تفاهم بين البلدية ومجموعة سوا للسلام، والهدف هو تشجيع الحوار والتلاقي والتشابك بين مختلف فئات المجتمع اللبناني. وفي هذا المجال شاركت بلدية اميون في مخيم في الهرمل لمدة يومين.
التنسيق والعمل مع جميعة “جمعية نحو المواطنية” حيث صدر دليل سياحي ـ اثري في بلدة اميون. كما وضعت البلدية بالتعاون مع الجمعية دراسة عملانية لفرز النفايات المنزلية. واستحدثت وزارة السياحة مركزا للارشاد السياحي في اميون،وقد امنت البلدية موظفا دائما لهذه الغاية، لتلبية الحاجات الساحية والعملانية التي تطلب منه، مثلا ادراج بلدة اميون على الخارطة السياحية.
والتنسيق والعمل والتعاون مع الجمعيات الاهلي في اميون وتأليف لجان مختلفة تشرف عليها البلدية كلجنة مهرجان اميون التراثي الذي يقام خلال الصيف.
تقديم المساعدات للاندية والجمعيات والمدارس والمستوصف في اميون.
كما وضعت البلدية خريطة تفصيلية رقمت فيها الشوارع والبيوت، وسيعمل قريبا على تنفيذها.
والتواصل مع المغرب الاميوني في كافة المغترباتعن طريق تطوير موقع على الانترنت استحدثته بلدية اميون منذ عشر سنوات.
تنشيط مركزاسمه مركز التنشيط الثقافي ويعتبر هذا المركز من انشط واهم المراكز الثقافية في لبنان بشهداة وتقدير وزارة الثقافة.
بالنسبة للبنى التحتية: شق وتعبيد طرقات عدة في اميون بحوالي5 كيلومترات وشق طريق الى السراي وهو طريق خاص بطول 1250 متراوعرض 10 امتار.
ونقوم بايلاء الطفل الاميوني اهتماما خاصا خلال تدربات مثل انشاء جوقات واستقدام مسرحيات وعروض خاصة بالاطفال.
وبلدية اميون عضو مشارك في منظمة المدن والحكومات المحلية المنتخبة وشاركت البلدية في عدة مؤتمرات دولية اخرها: اجتماع شبك المدن (الاورو متوسطية) الذي عقد في نيس في فرنسا في 9 و 10 شباط 2012 في اطار تدوير النفايات وتكرير المياه المبتذلة والنقل والتخطيط المدين.
ـ ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
اعدت البلدية مشروعا ودراسة لاقامة معمل او مصنع للنفايات قدم الى شبة المدن الاورو متوسطية لاعتمادها.
انشاء مجمع رياضي ثقافي بالتعاوم مع اتحاد بلديات الكورة، وقدمت البلدية كهبة مساحة 15000متر مربع لاقامة هذا المجمع.
وضع حجر اسا لبناء القصر البلدي.
استكمال تنفيذ شبكة الصرف الصحي في البلدة واقامة حديثة عامة.
لا شك ان هذه المشاريع كلها والمهام التي تقع على عاتق البلدية تحتاج الى المال، خاصة مع اتساع وظائف البلدية.
ـ ما هي العراقيل التي تواجه عملكم وكيف هو الوضع المالي في البلدية؟
الصعوبات التي تواجه البلدية هي عدم تناسب الهيكلية الادارية للبلديات مع الدور المطلوب منهاعلى المستوى الانمائي، لذلك ثمة حاجة الى تحديث الملاك وايجاد انواع وظائف جديدة نرتبطة بالدور الانمائي. والبلدية دائما في عجر مالي، وما يسبب هذا العجز هي المتوجبات التي تقوم بها البلدية لموظفيها، بحيث ان موظف البلدية يعامل كموظف تعاونية موظفي الدولة، فهو يستفيد من كل التقديمات الصحية والتعليمية بالاضافة الى التعويض، وكلها على الصندوق البلدي، وهذا ما يسبب ارهاقا ماليا على البلدية. والسبب الاخر هو امتناع وزارة المالية عن الافراج عن اموال الصندوق البلدي المستقل بحجة انها اذا اعطتها للبلديات، كما تدعي، لا يستطيع الموظفون في الدولة ان يقبضوا رواتبهم. والمواطن المكلف لا يتقبل التعاون ودفع المتوجبات عليه كالقيمة التأجيرية والاستثمار والضرائب والرسوم الاخرى. ولا يوجد قانون يفرض على المواطن دفع ا يتوجب عليه قبل اخذ اي افادة من البلدية ما هم معمول به في وزارة المالية. وهذا ما يؤخر الى حد ما القيام بالمشاريع والاعمال.
ـ ما هو المطلوب من الدولة لتفعيل العمل البلدي؟
المطلوب من الدولة عودة صلاحيات المجلس البلدي وعدم تدخل القوى الامنية فنيا في رخص البلدية، اذ ان عنصر قوى الامن، اليوم، يستطيع ان يوقف رخص البلدية، ويجب تسريع اعتماد اللامركزية الادارية والافراج عن الاموال المستحقة للبلدية من الصندوق البلدي المستقل. ومن خلال اللامركزية الادارية تكون صلاحيات البلدية واسعة وشاملة. والمطلوب ايجاد قانون يلزم المواطن بدفع متوجباته غير عرض املاكه لاشارة في الدائرة العقارية، اسوة بوزارة المالية، وان لا يكون رأي البلديات في الامور التي تخص البلدية وخاصة المنازعات بين الاهالي حول اوضاع العقارات رأيا استشاريا بل رأيا الزاميا، ويجب ان يكون التنسيق مع الوزارات والادارات العامةعلى قدر المسؤولية.
ـ هل الوضع السياسي العام يؤثر في العمل البلدي؟
اذا كانت البلديات من نتاج هذا الوضع السياسي، فلا شك انها ستأثر به، أما اذا كانت المجالس البلدية لا تعطي الامور السياسية الاولوية فهي بذلك تحافظ على نشاطها ووحدتها. ويجب ان لا يرتهن المجلس او العمل البلدي لوضع سياسي معين.
اجرى الحوار: اسامة اسماعيل