نظم أهالي بلدة القبيات اعتصاما حاشدا في ساحة البلدة الرئيسية، عبروا خلاله عن استنكارهم “للموقف المجحف والمفاجئ لوزير الداخلية الفرنسي الذي رفض
توقيع قرار القضاء الفرنسي الافراج عن المعتقل جورج ابراهيم عبدالله الموقوف في فرنسا منذ 1984″. وحمل المشاركون في الاعتصام صورا لعبدالله ولافتات كتبت عليها عبارات التنديد بالموقف الفرنسي.
وتلا رئيس اللجنة المولجة عملية التحضير لاستقبال عبدالله في القبيات الاب نسيم قسطون، بيانا عن أهالي البلدة جاء فيه:
“بينما تتابع القبيات استعداداتها لاستقبال إبنها المحرر من السجون الفرنسية، تصاب بالغضب الآن جراء التلاعب بقرار الإفراج الذي اتخذه وزير الداخلية الفرنسي بتأجيل إطلاق سراحه إلى الثامن والعشرين من كانون الثاني 2013، وهذا يعني عرقلة الإفراج وإدخاله في متاهات لا نهاية لها.
القبيات الآن تصاب بالذهول نتيجة هذا الموقف المجحف والظالم من السلطات الفرنسية بحق إبنها جورج إبراهيم عبدالله. فرنسا التي تعلمنا لغتها وتعلمنا من ثورتها قيم العدالة والحرية والمساواة! إن القرار المشؤوم الذي اتخذه وزير الداخلية الفرنسي أخرج قضية جورج من إطار العدالة والقانون إلى مستوى سياسي بحت”.
وأضاف: “إننا هنا في القبيات نستنكر وندين هذا القرار غير المبرر بعدم إطلاق جورج عبدالله، ونعلن أن هذا التحرك الذي نقوم به الآن هو البداية لسلسلة من الخطوات التصعيدية التي لن تتوقف حتى إطلاق جورج إبراهيم عبدالله وعودته سالما إلى وطنه.
كذلك نعتبر أن جورج عبدالله أصبح رهينة لبنانية محتجزة لدى السلطات الفرنسية، وهذا مخالف لكل القوانين ومبادئ حقوق الإنسان. إننا نرفع الصوت عاليا باسم جميع أهالي القبيات وفاعلياتها الدينية والسياسية والتربوية والاجتماعية، ونتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس الحكومة لإيلاء هذه القضية أعلى مستويات الاهتمام، والاتصال بالسلطات الفرنسية مباشرة عبر لجنة وزارية مكلفة متابعة هذه القضية حتى نهاياتها السعيدة، وليس الاكتفاء بالتواصل معها عبر سفيرها في لبنان. كذلك نتوجه إلى السلطات الفرنسية لتطبيق قرار القضاء الفرنسي والإسراع في الإفراج عن إبننا جورج عبدالله”.
وألقى كلمة عائلة جورج عبدالله شقيقه موريس عبدالله، وقال: “نجتمع اليوم هنا في هذه الساحة، في قلب القبيات الأبية، هذه البلدة، كبقية بلدات عكار ما تعودت الذل يوما ولا الخنوع. هذه البلدة أنجبت الكثير من الرجال العظام، روحيين وزمنيين، سياسيين وعسكريين، أدباء ومفكرين وباحثين في ميادين العلم. ولجورج عبدالله شرف الانتماء إليها، هو الذي تعلم في مدارسها حب الوطن وواجب الدفاع عنه. هذه البلدة التي أجمعت بكل أطيافها السياسية على استقبال المناضل جورج عبدالله، وبدأت التحضيرات لذلك فعلا، نراها اليوم تنتفض غاضبة، معبرة عن استيائها من القرار الفرنسي الظالم، بالرغم من نهائية قرار القضاء الفرنسي القاضي بالافراج عنه”.
وأضاف: “نحن عائلة جورج الصغرى، نرى أن الدولة الفرنسية تمادت كثيرا، وتخطت كل المعايير الإنسانية والقانونية التي تنادي بها وما التزمتها أبدا، واليوم انكشفت عورتها، وهي تتصرف معنا كدولة منتدبة وسفيرها المندوب السامي، وهي حامية المصالح الأميركية والإسرائيلية. هل تريد فرنسا أن نراها هكذا؟ وماذا ينتج من ذلك؟ فلتتصرف بحكمة كي لا تفلت الأمور من عقالها”.
وختم: “اليوم وقد أغلقت الدائرة، إذ إن الإجماع الذي نراه في بلدتنا حول موضوع هذا المناضل قد عم كل أرجاء الوطن، فلبنان مجمع بكل تلاوينه على حقه في الحرية. لذا نتوجه إلى الدولة اللبنانية بكل أركانها مذكرين إياها بأننا دولة مستقلة ومن واجبها الحفاظ على كرامتنا والدفاع عنها، لذا عليها الإسراع في حل هذه القضية على أعلى المستويات، لأن الوضع لم يعد يحتمل. ونقول لدولتنا العلية: “لا تحرجينا كي لا تخرجينا”، و”فهمكن كفاية”. ونعدك أيها المناضل بأن نستمر في العمل والنضال، وإلى اللقاء القريب بك في هذه الساحة بالذات”.