ينظم الاتحاد الدولي للصحافيين بالتعاون مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية دورته الرابعة المتخصصة عن السلامة الاعلامية في 21 و 22 و 23 الحالي في مركز رشيد كرامي الثقافي في طرابلس.
وأشارا في بيان إلى أن “لبنان عاش عقودا طويلة في ظل الحروب والصراعات الداخلية والخارجية ولا زال شبحها قائما لغاية الان، وكان الصحافيون اللبنانيون دائما في قلب الحدث ويواجهون مخاطر القتل والإصابة فقتل العشرات من الصحافيين اللبنانين منذ بدء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينات القرن الماضي ولغاية الآن. ورغم ان معظم الصحافيين تمرسوا في العمل في بيئة خطرة، إلا ان قلة قليلة منهم تمتلك وعيا كافيا على السلامة المهنية أو يمتلكون ادوات حماية تقيهم من خطر الاصابات”.
وأوضحا أن “الصحافيين اللبنانيين واجهوا مخاطر تغطية اخبار الحرب والاجتياحات الإسرائيلية للبنان وكان آخرها سنة 2006، ومن المقلق جدا أن الصحافيين غير مزودين بالمعرفة وأدوات الحماية الضرورية لغاية الآن رغم استمرار التوتر في المنطقة وشبح الحرب لا زال يخيم عليها. وبالإضافة إلى الخطر الذي يواجهه الصحافيون من المواجهات العسكرية الإقليمية أو المحلية فإن هناك الخطر الناتج من الاستقطاب السياسي الداخلي في لبنان والذي يتم بسببه التضييق على الصحافيين واستهدافهم وصولا لدرجة الاغتيال لمجرد آرائهم أو بسبب الخط التحريري الذي تتبعه المؤسسة التي يعملون بها. وكالعادة، تعتبر فئة المصورين والمراسلين الميدانيين اكثر الفئات الصحافية تعرضا للخطر وتحتاج اهتماما ودعما خاصين”.
ولفتا إلى أن “البرنامج الإقليمي للسلامة المهنية “بناء ثقافة السلامة في الشرق الأوسط” يوفر برنامجا طويل المدى لدعم الاعلام اللبناني بالإضافة إلى بذل جهودها لزيادة الوعي حول السلامة وتطوير التدريب العملي للعاملين في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء من خلال مكتب السلامة الذي ينفذ نشاطات منها الدورات التدريبية التي ستشمل كل المحافظات اللبنانية وتوزيع نشرة شهرية بالبريد الالكتروني على اكبر عدد من الزملاء تتضمن ارشادات واحصاءات عن الانتهاكات والاعتداءات بغية نشر ثقافة السلامة بين زملاء المهنة لتمرس في اخذ الحيطة والحذر من جهة وردع كل من يفكر ان يتعرض للاعلاميين بأذى من جهة أخرى”.
وتشتمل الدورات على السلامة المهنية ومواضيع التخطيط والسلامة الشخصية والسلامة خلال السفر والاختطاف والاحتجاز كرهينة والعمل في وسط الفوضى والشغب وأمن المباني، والشق الطبي أي السلامة الطبية والاسعافات الأولية ويشمل مساعدة المصاب بشكل سليم والانعاش القلبي الرئوي وحوادث الطرق والنزيف والكسور والحروق. وسينفذ مكتب السلامة 6 دورات على الأقل في لبنان، ومن المتوقع أيضا أن يمتد التدريب ليكون داخل المؤسسات الاعلامية نفسها. كما يسعى المكتب لتأمين مصادر تمويل من اجل توسيع البرنامج وتطويره ليشمل كل العاملين في قطاع الاعلام.
ويحتوي البرنامج على زيارات لوسائل الاعلام وتقديم نصائح مستمرة لهم، ومتابعة أخبار الإعتداءات وجمع البيانات وتقارير دورية حول الاعتداءات على وسائل الاعلام، إلى جانب تأمين مواد حول السلامة وحقائب الإسعاف الأولي التي يسعى المكتب لتأمينها.