دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الطلاب” إلى أن يكونوا أصحاب المبادرة والريادة ليبنوا لبنان الغد على صورة أحلامهم وتطلعاتهم” وتوجه إليهم بالقول “أنتم وحدكم تبنون مستقبلكم، ولبنان هو لبنانكم وأنتم شركاء أساسيون في الدور والمسؤولية وفي بناء الوطن بالحوار والتوافق”.
وكان الرئيس ميقاتي يتحدث خلال رعايته الحفل السنوي لتوزيع المنح الجامعية لمتفوقي الثانوية العامة 2011-2012 – الدفعة الحادية عشرة، والذي أقيم ظهر اليوم في السرايا.
حضر الحفل: وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى فياض، وعدد من المسؤولين التربويين ورؤساء ومدراء المدارس والجامعات وأهالي الطلاب المتفوقين والطلاب.
الدكتور طعمة
وألقى رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة كلمة قال فيها: لقد أصبح إحتفال توزيع المنح على المتفوقين في شهادة الثانوية العامة تقليداً محبباً للجميع، طلاباً وذويهم ومعلميهم، نحيي فيه بمحبة وإجلال من كانت له اليد البيضاء في إطلاق هذا المنهاج، ويسعدني القول بأن المجلس يواصل الإهتمام بالممنوحين ويتابع تخصصهم في مختلف الجامعات في لبنان بعد أن وقعت مع هذه الجامعات إتفاقيات حسنت أوضاع المستفيدين المادية والأكاديمية بغية تحقيق أهداف سامية تخدم كلها مصلحة بلدنا وأبنائه المتميزين.
أضاف: من واجبي أن أعلن بهذه المناسبة عن وجوب تخصيص المجلس بموازنة كافية تمكنه من متابعة القيام بالمهمات الموكولة إليه ضمن مخططات ثلاث تحمل أعباءها منذ أمد بعيد وإلا توقف حتماً، أولاً: عن متابعة منهاج المنح وخفف ثانياً دعم البحوث العلمية وأغلقت ثالثاً مراكز البحث التابعة للمجلس أبوابها علماً بأنها جهزت بتقنيات حديثة كلفت الجهات الدولية والأجنبية المانحة ملايين الدولارات، ويسعى الباحثون الحاليون للإنتقال نحو أماكن بحث جديدة تؤمن لهم معاشاً لائقاً مضاعفاً عما يتقاضونه اليوم. الحل الوحيد يكون مضاعفة الموازنة الحالية، العودة إلى تطبيق القوانين والأنظمة التي وضعت يوم تأسيس المجلس والتي تحدد نسبة الموازنة المخصصة له، كما تجيز للمجلس التعاقد مع باحثين جدد وفقاً لما تنص على ذلك العقود الموقعة مع المستفيدين من المنح. آسف مجدداً للتكلم هكذا في هذا اليوم السعيد لكن محبتنا لدولة الرئيس تعطينا الأمل.
الطلاب المتفوقون
ثم ألقى الطالب وائل رئيف الحاج علي، وهو المتفوق والأول في شهادة العلوم الثانوية في لبنان، كلمة بإسم الطلاب المتفوقين قال فيها:” إن نجاحنا وتفوقنا، هو نجاح لوطننا العزيز لبنان، الذي نريده ونفتخر به، ونسعى لرفع شأنه والنهوض به، لا سيما في ظل التحديات والإستحقاقات التي تواجهه لكن عزيمتكم وعزيمة كل المخلصين والوطنيين، لا شك تقودنا إلى الطريق الصحيح حيث سيبقى لبنان، شامخاً، قوياً، ناصعاً كثلجه، ملتقى لجميع أبنائه بمختلف طوائفهم ومذاهبهم.
وزير التربية
وألقى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب كلمة قال فيها : هذه مناسبة تتكرر مع نهاية كل عام دراسي، ولكن لكل منها نكهة مميزة، فهي الفرحة المترعة بالأمل، وهي التعب المكلل بالنجاح، نجاح التميز والتفوق. لقد جهدتم أيها الأبناء الأعزاء فوجدتم، وتعبتم فنلتم، وثابرتم ففزتم وتفوقتم، واليوم تحصدون المكافأة، وأنتم أهل لها، ولكن حذار التراخي أو التهاون، فإنما نحن هنا اليوم لنعلن عن إنقضاء مرحلة التعليم العام لنستقبل مرحلة التخصص العام، ومن بعدها مرحلة التخصص الدقيق، وهما جوهر التكوين وأساسه، ومن خلالهما تتوطد المؤهلات وتترسخ معارفاً وممارسات وقيماً، وتتحدد معها وبها المسارات المهنية والقدرة على الإنتاج والخلق والإبداع. ذلك أن التعليم والتعلم في القرن الواحد والعشرين لم يعودا مجرد ذاكرة تظل مرتهنة ببقاء اللوح والورقة والقلم، بل هي تغير مستمر في أنماط كسب المعرفة، وتجدد دائم في أشكالها وفي الأساليب والوسائل الميسرة لها، فما إن أعلن مجتمع المعرفة هدفاً بالأمس حتى غدا حاضرنا مثقلاً بالإختراعات، وبالتكنولوجيات الحديثة التي لا تنفك تتبدل وتتغير، وبتقنيات المعلومات والإتصالات، التي غزت مفاصل الحياة كلها، وتغيرت معها أسواق العمل والإنتاج، وأصبحت الإقتصادات قوية قدر قدرتها على التصنيع والتجديد والإبتكار.
أضاف: دولة الرئيس، لقد وجد الغرب عامة الجواب عن السؤال السابق في التركيز على التربية والتعليم، وكذلك فعل بعض الدول المتقدمة الأخرى، غير أن النشرات والبيانات الإحصائية عن حال التربية والتعليم في الوطن العربي كما يظهر ذلك التقرير الأخير لليونسكو الذي يشير إلى واقع مقلق، إذ لا يزال معدل الإلتحاق بمنظومة التعليم متدنياً وحجم الأمية كبيراً. ولئن كان الواقع اللبناني أفضل نسبياً من محيطه العربي، إلا أن الحاجة تبقى ماسة لوضع نظام متطور وفاعل لضبط الجودة، ولتحسين مخرجات العملية التعليمية وربطها بسوق العمل، ولتعزيز المواطنة والتواصل وملكات التفكير ومهاراته، ولإرساء ثقافة الجودة والمراجعة البناءة. وجدير بالذكر أن هذه العناوين وغيرها كانت على الدوام محط إهتمام دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، بحيث استحوذت على جهد وزارة التربية والتعليم العالي وعملها، وخصصت لها أبواباً منظمة في خطة إنقاذية شاملة طاولت جميع أنواع التعليم وعناصره، بدءاً من المناهج التعليمية، مروراً بموارد التعليم، وإنتهاء بالحوكمة والتنظيم الإداري والمؤسساتي.
تابع: وقد أثمر ذلك مشاريع وأنشطة أنجز بعضها، والبعض الآخر قيد التنفيذ، كان آخرها إحالة مجلس الوزراء مشروع قانون لإنشاء هيئة وطنية لضمان الجودة في التعليم العالي، وإقرار المراسيم الخاصة بالمناهج المطورة لمرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي، وإحالة مشروع قانون لتنظيم الوظائف التعليمية لمراحل التعليم العام،لا شك أن التفوق الدراسي لا يأتي من فراغ بل هو محصلة جد وإجتهاد ومثابرة وتنظيم. ونحن اليوم نقف دقائق، مقارنة بأيام وشهور طوال قضيتموها بين مقاعد الصف ودفاتر الكتب ورفوف المكتبات وشاشات الكمبيوتر، لكي تعطوا للتفوق معنى. وها أنتم اليوم يشار إليكم بالبنان.
وختم بالقول: هنيئاً لكم هذا التميز وهنيئاً لأسركم ومدارسكم والتربية ولبنان بكم. مبارك لكم نجاحكم الباهر أيها المتفوقون والمتفوقات، وثقوا أن الوزارة سترافق خطواتكم وتبقى دوماً إلى جانبكم، ولكم مني خالص الدعاء بالتوفيق ودوام النجاح، وفقكم الله وسدد خطاكم على طريق الخير، وإلى مستقبل زاهر في خدمة لبنان. عشتم، عاشت التربية والتعليم، وعاش لبنان.
الدكتور حمزة
وألقى أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة كلمة جاء فيها: لقد سعى المجلس منذ حوالي عقد من الزمن لزيادة الشراكة مع الجامعات في لبنان ومع مؤسسات بحثية عالمية بهدف تخفيض أعباء هذه التقديمات على المال العام، وذلك بإشراك الجامعات المستقبلية لهذه المشاريع أو لطلاب الدكتوراه إشراكهم بتقديم دعم مالي مكمل لتنفيذ المشاريع ومنح الدكتوراه على السواء. في هذا المجال أشير دولة الرئيس إلى أن من أصل 50 منحة دكتوراه أعطيت هذا العام، إختار المجلس إعطاء 40 منحة بالشراكة العلمية والمادية مع مؤسسات أخرى، كما أن برنامج الوحدات البحثية المشاركة يشترط من المؤسسات الأخرى إلتزاماً مادياً وموازياً على الأقل لتقديمات المجلس.
أضاف: والهم الآخر يتعلق بمراكز البحوث الأربع التابعة للمجلس، وهي مراكز تميز لا تشكل إزداوجية مع أي مركز بحثي في القطاعين العام أو الخاص، وتساهم بشكل أساسي في تقديم الدعم العلمي لوزارات الدولة ومؤسساتها، ويإيجاز، فإن أوضاع هذه المراكز تعاني من أزمتين ملحتين، الأولى هي حرمان هذه المراكز من الإستفادة من الموفدين الذين يحضرون الدكتوراه بمنح المجلس، فالمجلس غير قادر على التعاقد مع أي باحث جديد للعمل في مراكزه وذلك منذ أكثر من عشرة أعوام، نظراً لعدم السماح له بالتعاقد مع الباحثين وفقاً لنظامه الخاص ولقانون إنشائه. أما الأزمة الثانية فهي المشكلة المرتبطة بسلسلة رواتب الباحثين المتفرغين والتي لم يتم بعد الموافقة عليها أسوة بسلسلة رواتب أساتذة الجامعة اللبنانية، مما يهدد بنزوح من بقي لدينا من باحثين إلى مؤسسات جامعية أخرى في لبنان والخارج، وإفراغ المجلس من عناصره العلمية المؤتمنة على مشاريع تنموية وإستراتيجية في لبنان والمنطقة.
وختم بالقول: إننا نتطلع دولة الرئيس لتجاوبكم مع مشاكل المجلس ومعاناته، ومساعدتنا للخروج من هذه الأزمة، ونحن على يقين بإهتمامكم ودعمكم وإلتزامكم بالمجلس وقضاياه التي هي بحق قضايا التعليم العالي والتنمية والإبتكار، قضايا المتميزين الذين يعتز بهم لبنان، وأنتم من رواد هذا البلد في تقدير وتكريم المؤسسات التي تشكل إضاءة وبركة للبلد وأهله ومستقبله.
الرئيس ميقاتي
ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: أهلاً وسهلاً بكم، في كلمتي، بداية أريد أن أهنىء ذوي الطلاب الذين يستأهلون التهنئة القلبية، وأشعر معهم بالفرح وهم يرون الإنجاز الذي حققوه من خلال أولادهم الذين حصدوا ثمرة جهودهم وتعبهم، وهذا فوز وتهنئة لهم. كما أتوجه بالتهنئة الثانية إلى المدارس التي وجد فيها الطلاب البيئة الصالحة والحاضنة والتي وفرت لهم الأجواء المريحة ليتميزوا عن سائر الطلاب. كذلك أهنىء الأساتذة الذين يؤدون رسالة تعد من أصعب وأجمل الرسائل، ألا وهي صناعة الإنسان. من كل قلبي، أهنىء الأهل والمدارس والأساتذة.
أما الشكر فهو للطلاب، لأنهم في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، منحونا الأمل، ورأينا النور في عيونهم. إنني أشاركهم سعادتهم وأحب أن تشاركونني أيضاً بها، وأنا أشكر هؤلاء الطلاب الذين أثبتوا بتفوقهم التلازم بين لبنان والعلم، وهو تلازم تاريخي، منذ الأحرف الأولى. كما أشكرهم على منحي الأمل، لأنه عندما رأيت هذه الباقة من الطلاب من مختلف الطوائف والشرائح، قلت إن طائفتهم واحدة وهي التمايز والعلم، وشعرت بالسعادة للقاء كل الأطياف اللبنانية معاً.
تابع: أريد أن أشكر المجلس الوطني للبحوث العلمية الذي أتاح لي فرصة رعاية هذه المناسبة للمرة الثانية على التوالي، وكما هو معلوم فإن المجلس يؤدي رسالة كبيرة، ويحقق الإنجاز تلو الإنجاز بصمت ومثابرة. كما أنوه بجهد معالي وزير التربية والوزارة لتوفير كل الظروف المناسبة للطلاب من أجل رفعة مستوى العلم في لبنان، وفي الوقت ذاته نحن ندرك طبيعة الوضع في لبنان والمنطقة ونسعى جاهدين لتحريك الإقتصاد وإيجاد فرص عمل للطلاب وجيل الشباب.
وختم بالقول: أيها الطلاب أنتم وحدكم تبنون مستقبلكم، ولبنان هو لبنانكم وأنتم شركاء أساسيون في الدور والمسؤولية وفي بناء الوطن بالحوار والتوافق. أنتم الأساس فلا تقبلوا بدور هامشي، بل كونوا أصحاب المبادرة والريادة لتبنوا لبنان الغد على صورة أحلامكم وتطلعاتكم. عشتم وعاش لبنان.
وقد وزع الرئيس ميقاتي المنح الجامعية على الطلاب المتفوقين.