تداعى العلماء في لبنان الى اجتماع طارئ في دار الفتوى، بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي قال:
“إن العلماء في لبنان يستنكرون ويشجبون ويدينون بشدة الاساءة الى الاسلام بإنتاج الفيلم المشين الذي سمعنا عنه أو غيره من الأعمال التي تسيء إلى الإسلام وإلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، وهذا العمل المسيء وأمثاله يمس بمشاعر كل مسلم ووجدانه، بل كل إنسان عاقل حر ومنصف، ولو كان من غير المسلمين، بحيث يشكل تطاولا على الإسلام وتحديا للمسلمين في العالم”.
واضاف: “اليوم يواجه العالم حملة شرسة ضد الاسلام والمسلمين من فريقٍ من الكتاب والمنتجين السينمائيين الذين يعملون على تشويه الاسلام بشتى الطرق لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلدانهم وبين الشرق والغرب، ولن يفلحوا في ذلك أبدا، لان عقلاء المسلمين والمسيحيين هم على وعي كامل بما يحاك ضدهم من الدوائر الصهيونية التي تريد زعزعة صفوفهم في العيش المشترك بينهم في العالم”.
وتابع: “أكد العلماء ان من أغراض الهجمة على الاسلام الذي يمثله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن زج بالمسلمين في اتون معركة مفتوحة في كل انحاء العالم.
وقد قرر العلماء دعوة القمة الروحية الاسلامية – المسيحية الى تشكيل لجنة قانونية اسلامية – مسيحية لوضع الضوابط القانونية الدولية لمنع تكرار الاساءة إلى الدين والمعتقدات في العالم، وتجريم من يقدم على ذلك.
ودعا العلماء الى استصدار تشريع دولي من الأمم المتحدة يحظر أي نوع من أنواع انتهاك الدين وأنبياء الله ورسله ورسالاتهم الدينية، وأن يعتبر ذلك جرما يعاقب عليه كل من يمس برسالات الله وبالأنبياء والمرسلين، لوضع حد لهذه الانتهاكات حرصا على نشر الوئام بين الشعوب”.
وقال: “تم تواصي العلماء في هذا الاجتماع بإقامة المحاضرات والندوات والخطب للتعريف بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ونشر الكتب وتفعيل المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية وخصوصا منها الناطقة بغير اللغة العربية للتعريف بالاسلام، وصورته المشرقة وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتكليف ممثلي دار الفتوى في بلاد الاغتراب لأخذ دورهم في هذا التعريف في محيطهم الاجتماعي حتى لا يخدع من لا يعرفون شيئا عن الإسلام بتحقيق أغراض المسيئين.
وطالب العلماء أبناءهم وإخوانهم المسلمين بأن يكونوا على مستوى الحدث بإعلان وإظهار رفضهم واعتراضهم بصورة حضارية دون أذى للغير، مشكلين بذلك حالة ضاغطة على أصحاب القرار في العالم لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المشينة في العالم ويدعو ابناءهم المسلمين للتعبير عن موقِفِهم بطريقة نابعة من قيم ومبادِئ الإسلام السامية، مع التأكيد على حرمة الاعمال التخريبية التي تمس الاشخاص والممتلكات العامة والخاصة”.
واضاف: “يطالب العلماء المجتمعون في دار الفتوى الحكومة اللبنانية بأخذ الاجراءات التقنية اللازمة لحجب هذا الفيلم المسيء عن المشاهدة.
وأخيرا فإننا نعلن للملأ أننا بكل حكمة وبكل حضارة، لن نسمح أبدا بأن يمس أحد لا بديننا ولا يدين غيرنا، فالصهيونية عدوة الدين حاربت الدين في الغرب حتى استهان الكثيرون في البلدان الغربية بالدين وتجرؤوا عليه، واليوم يحاربون الإسلام في العالم، وإننا نعلن من جهتنا أن المسلمين والمسيحيين في لبنان يد واحدة سوف يقودون العمل القانوني في المحافل الدولية، لعدم تمكين المسيئين في العالم من الاساءة الى الدين.
ولن يفيد الولايات المتحدة الأميركية التنصل من مسؤوليتها في منع هذا الفيلم بحجة حرية التعبير، ومساءلة منتجه والمشاركين فيه، وتوقيع العقاب على المسؤول فيهم حيث أساءوا إلى الولايات المتحدة الأميثركية بالذات بهذا العمل المشين سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة. ونتساءل اخيرا لماذا الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية تحرِم العداء للسامية، ولا يسنون قانونا يجرم العداء للدين”.