شكلت مهرجانات أميون التراثية تظاهرة ثقافية جمعت مختلف شرائح المجتمع من أندية وجمعيات ومجالس وهيئات أهلية الى تنظيم مسيرة شعبية شارك فيها منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي جورج ديب، ورئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط، ورئيس بلدية أميون عبد الله سعادة، اضافة الى وفود من بلديات قضاء الكورة وآلاف المشاركين.
انطلق المشاركون في المسيرة بداية من تحت الشير الصخري لكنيسة مار يوحنا الأثرية وصولاً الى دير مار جاورجيوس في ساحة المهرجان حيث أيقونة سيدة أميون العجائبية.
عند الوصول فاحت رائحة البخور ليبدأ المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني وتقديم العروض الفنية والغنائية والمفرقعات النارية وعزف الفرق الموسيقية واستعراض فني راقص لشخصيات محببة للأطفال ثم تشابكت أيدي الشباب والشابات ورقصوا الدبكة اللبنانية الفلكلورية.
هكذا انطلقت مهرجانات أميون التي رعاها اتحاد بلديات الكورة وبتنظيم لجنة مكلفة من بلدية اميون في عامها الثاني، بداية استهل المهرجان بكلمة ألقتها رولا غنطوس سمعان باسم اللجنة المنظمة رحبت فيها بالحضور وبالمشاركين، مشيرة الى “اميون ذات الوجه الحضاري والثقافي والانتماء الوطني المنفتح والواعي”، وتوجهت بالشكر لبلدية اميون التي حضنت فكرة المهرجان ودعمته ليصبح محطة مميزة في صيف اميون وحياتها الاجتماعية والثقافية والفنية، ولراعي المهرجان ولكل من ساهم واجتهد من اجل انجاحه.
وألقى رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط كلمة قال فيها: أنتم اليوم على موعد مع مهرجان أميون الثاني، وأي عجب أن يكون للتراث عيد في أميون هذه البلدة التي شاءها الله عيداً للفضيلة، وعرساً للأمل وموسماً للفكر ومهرجاناً دائماً للطموح.
واكد أن مهرجان اليوم هو بطاقة سفر مجانية تنقلنا الى دنيا المجد والى دنيا الأجداد والآباء الى أيام العادات والتقاليد.
وتابع: ما تمنت قرانا وبلداتنا الا أن تستعيد شريط ذكرياتها في زمن تفكك العلاقات الانسانية وانشغال الناس تستمر المهرجانات التراثية في أداء دورها في اقامة الجسور، وتوثيق عرف الصداقات ونسج خيوط السلام واشاعة مناخات الأمل والثقة والحوار ذلك أن المهرجانات تستطيع أن تكسر الجليد وأن تقرع الأبواب المغلقة. وأن تهدم الجدران المسدودة وأن تخاطب الذين لا يتخاطبون وان تصنع حياة ثانية تنتصر على الحروب والشرور. والمتاريس المرفوعة بين البشر.
ثم جال المشاركون في السوق القديم الذي يصل أربع كنائس بعضها بالبعض الآخر، مروراً بالطرقات والمباني القديمة التي عرض في محلاتها الاشغال اليدوية والادوات المنزلية. لتصل الى الاستراحة التي خصصت للزوار تطل على ساحة كبيرة تحتضن مدينة ملاهي للأطفال..
“البناء” جالت بين المشاركين في المهرجان والتقت جورج مقدسي الذي شرح أهمية مشاركة الصليب الاحمر اللبناني في هذا المهرجان والتي تكمن في تعريف المواطنين على كافة خدمات الصليب الاحمر الخدماتية والاجتماعية المتنوعة.
كلوريا خير الله أكدت مشاركتها للعام الثاني في المهرجان نظراً للاقبال الكثيف عليه، وقد تخطى السنة الماضية عدد زائريه 22 ألف زائر. وهي تهتم بعرض الاكسسوارات الفلكلورية.
أما رئيس بلدية أميون عبد الله سعادة فأكد على وفائه للكورانيين باقامة المهرجان سنوياً، وشدد على ضرورة العمل بشكل جماعي لتكون أميون والكورة في المكان الريادي الذي تستحقه ولوضع المنطقة على خارطة لبنان السياحية لما في أميون خاصة والكورة عامة من آثار تاريخية عريقة..
أما منى سعادة فأشادت بأهمية المهرجان من حيث اضفاء المزيد من الحيوية والحياة على البلدة وجمع الناس الذين فرقتهم السياسة واظهار وجه اميون الثقافي والحضاري.
وعن أهم النشاطات التي يتضمنها برنامج المهرجان تحدث نائب رئيس بلدية اميون غسان كرم عن العروض المسرحية المنظمة من وزراة الثقافة الى الكورال الغنائي الشرقي والفلكلوري اللبناني وحفلات الشباب الراقصة والندوات التاريخية والأمسيات الشعرية على نغمات موسيقية. مركزاً على العرف اللبناني والعشاء القروي لما يستقطب من زائرين. ولفت أخيراً الى معرض الكتاب لما يعكس من ثقافة وعلم لابن أميون.
واختتم اليوم الأول من المهرجان باحتفال غنائي أحياه هواة من أبناء البلدة ليعود ويستمر حتى التاسع من الشهر الحالي يومياً، من السادسة مساء وحتى منتصف الليل.