أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “أن مطالبتنا ببت الملف القضائي لأحداث مخيم نهر البارد ليست جديدة، إنطلاقا من أن إحقاق الحق والعدالة امر واجب، وأن الحس الانساني
ايضا لا يسمح بالتغاضي عن إستمرار توقيف أشخاص لسنوات من دون محاكمة”، وشدد على “اننا نحن من يعطي المثل في كيفية إحترام القوانين ولا نقبل ان يزايد علينا احد في ذلك او يعطينا دروسا ومواعظ”.
وقال: “هناك مغبونون، ونحن نسهم في رفع الغبن عنهم ، لأن الغبن يولد الظلم والظلم يولد التطرف، ونحن في غنى عن اي تطرف جديد”.
أضاف: “انا رئيس حكومة لبنان وطبعا أعمل على هذا الاساس، ولكن هل تسلم رئاسة الحكومة يقتضي مني الانسلاخ عن أهل مدينتي وتهميشهم؟ وهل كتب على طرابلس أن تدفع الثمن بوجود رئيس حكومة منها وبعدمه؟”.
وقال: “ثقافتي ثقافة علم ومعرفة وتسامح وقبول الآخر وليست ثقافة سلاح او حرب، وانا أسلح ابناء طرابلس بالعلم والمعرفة وليس بأي سلاح آخر”.
مواقف ميقاتي جاءت في حوار مع الاعلاميين الذين واكبوا زيارته الى البرازيل للمشاركة في “مؤتمر الامم المتحدة للتنمية المستدامة”.
وقال عن اللقاءات التي عقدها: “لقد كانت مشاركة لبنان في هذا المؤتمر مهمة جدا لعدة اعتبارات أبرزها تأكيد حضوره الفاعل على الساحة الدولية ومساهمته في الملفات التي تهتم بها الامم المتحدة لا سيما منها التنمية المستدامة، موضوع المؤتمر، سواء عبر بعثتنا الدائمة في الامم المتحدة او عبر الوزارات المختصة كوزارات البيئة والاقتصاد والتجارة. اما على الصعيد السياسي فقد عقدنا الكثير من اللقاءات منها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيسة البرازيل ديلما روسوفي، وأجرينا محادثات مع كل من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، نائب رئيسة البرازيل اللبناني الأصل ميشال تامر، رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف، رئيس وزراء المغرب عبد الاله بن كيران ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقد تحدثنا عن الأوضاع في المنطقة وتداعياتها على لبنان، وكنت مرتاحا لجو هذه اللقاءات وللتفهم الدولي لسياسة النأي بالنفس التي نتبعها للحفاظ على الاستقرار وإبعاد كأس الفتنة عن وطننا. وقد جددت وزيرة الخارجية الأميركية تأكيدها أهمية السياسة التي يتبعها لبنان لتحييده عما يجري في المنطقة. كذلك طرحت مع رئيس الوزراء التركي مجددا موضوع اللبنانيين المختطفين في سوريا وإستفسرت منه عن آخر المعلومات المتوافرة لديه وتمنيت عليه إستمرار المسعى التركي للافراج عنهم وإقفال هذا الملف في أسرع وقت. وفي اللقاء مع نائب رئيسة البرازيل بحثنا العلاقات الثنائية وإعطاء أفضلية اعفاءات لبعض السلع المستوردة من لبنان”.
ردا على سؤال عن الانتقادات التي إستهدفته في قضية اخلاء سبيل عدد من الموقوفين في أحداث مخيم نهر البارد ودفعه الكفالات عنهم قال: إنني استهجن هذه الحملة وأستغربها، لأنها ركزت على تفصيل بسيط وتجاهلت الاساس في الموضوع، وهو إستمرار توقيف اشخاص منذ خمس سنوات من دون محاكمة. لقد تم اخلاء سبيل عدد قليل من الموقوفين، بناء على قرار المحقق العدلي وبعد مطالعة المدعي العام التمييزي، بعدما تجاوزت مدة توقيفهم المدة القصوى للجرائم المنسوبة اليهم، فيما يستمر توقيف أكثر من مئة شخص في الملف ذاته بانتظار المحاكمات. نحن لا نتدخل في عمل القضاء ولكننا كنا ولا نزال نطالب باجراء المحاكمات العادلة لاحقاق الحق في هذا الملف،وما يقال خلاف ذلك هو من باب التجني ليس الّا .نحن لا نطالب بالافراج عن القتلة ومن ساهموا في اعمال القتل ، بل ندعو الى الاسراع في المحاكمات لياخذ كل شخص حقه.
شهداء الجيش
وعن عدم مراعاة مشاعر ذوي شهداء الجيش الذين سقطوا في احداث مخيم نهر البارد أجاب: لا يزايدن احد علينا في موضوع دعم الجيش ودوره وفي حرصنا على القضاء. نحن من أكثر الحريصين على المؤسسة العسكرية، ونرفض اي تعرض لها او اي مس بكرامتها، إنطلاقا من قناعة ثابتة لدينا بأن الجيش هو سياج الوطن وهو جيش وطني بكل ما للكلمة من معنى، كما ان تضحيات الجيش هي موضع تقديرنا وامتناننا ، ولا يمكن ان نسمح بأي تفريط بدماء شهداء الجيش لا سيما الذين إستشهدوا في مخيم نهر البارد. لكن في الوقت ذاته أنا اسأل من ينتقدون هل من اخلي سبيلهم قاموا بالاعتداء على الجيش اللبناني مباشرة؟ وهل يقبلون ان يتم توقيف اناس من دون محاكمة ؟
وعن توقيت هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات أجاب : إن مطالبتنا ببت الملف القضائي لأحداث مخيم نهر البارد ليست جديدة، إنطلاقا من أن إحقاق الحق والعدالة امر واجب وأن الحس الانسان لا يسمح بالتغاضي عن إستمرار توقيف أشخاص لسنوات من دون محاكمة. هذا الموضوع موضوع حق وليس موضوعا سياسيا، ونحن نتعاطى فيه من منطلق قانوني ولاعتبارات إنسانية وإجتماعية، ولا يخطر ببال أحد لحظة اننا نقوم بأي عمل يمس سلطة الدولة وهيبة القانون. نحن من يعطي المثل في كيفية إحترام القوانين ولا نقبل ان يزايد علينا احد في ذلك او يعطينا دروسا ومواعظ. هناك أناس مغبونون ونحن نساهم في رفع الغبن عنهم ، لأن الغبن يوّلد الظلم والظلم يوّلد التطرف، ونحن في غنى عن اي تطرف جديد ونسعى الى إلغاء ذرائع يتم إستغلالها من قبل جهات لا تريد الخير للبنان.
وردا على سؤال عن تركيزه على الملفات الطرابلسية لاعتبارات إنتخابية قال: إنني في موقعي كرئيس للحكومة اللبنانية أعمل لخدمة جميع ابناء وطني، على إختلاف إنتماءاتهم ومناطقهم ، ومن الطبيعي ان اهتم ايضا بأهلي في طرابلس واقف الى جانبهم لرفع الظلم عنهم والحرمان اللاحق بمنطقتهم منذ سنوات طويلة. انا رئيس حكومة لبنان وطبعا أعمل على هذا الاساس،ولكن هل تسلم رئاسة الحكومة يقتضي مني الانسلاخ عن أهل مدينتي وتهميشهم ؟ وهل كتب على طرابلس أن تدفع الثمن بوجود رئيس حكومة منها وبعدمه؟ انا ابن طرابلس وافخر بذلك، فهي موطني واهلي .
وعن إتهامه بدعم التيارات السلفية وتزويدها بالسلاح قال : هذا الكلام لا يستأهل التوقف عنده وهو من ضمن الحملات التي تستهدفني لاسباب لم تعد خافية على أحد. ثقافتي ثقافة علم ومعرفة وتسامح وقبول الآخر وليست ثقافة سلاح او حرب، وانا أسلّح ابناء طرابلس بالعلم والمعرفة طبعا وليس بأي سلاح آخر، وأنا ،منذ باشرت التعاطي بالشان العام، قبل السياسة طبعا ، وإنعام الله علينا بخيره، آليت على نفسي أن أمد يد العون لكل محتاج ، من دون النظر الى إنتمائه ، فكيف لا أقف والحال كذلك مع اهلي في طرابلس.
الامن والكهرباء
وعن التوترات الأمنية المتنقلة وأعمال قطع الطرق وموقف الحكومة منها قال : هناك ممارسات تحصل ستعمل الحكومة على معالجتها بشكل حاسم وحازم، من قطع الطرق الى كل ما هو خارج عن القانون، وستكون هناك الاسبوع المقبل سلسلة من الاجتماعات بين جميع المعنيين لبحث هذا الموضوع وتقرير المناسب بشأنه.
وعن ازمة الكهرباء قال: هذا الملف يعود لسنوات طويلة ويتفاقم مع كل صيف، وتسعى حكومتنا لمعالجته بالطرق المناسبة، والاسبوع المقبل سيكون ملف بواخر إستجرار الكهرباء على جدول اعمال مجلس الوزراء سعيا للتخفيف من حدة الازمة بالتزامن مع إستكمال المناقصات لشراء محطات جديدة لزيادة إنتاج الطاقة