التقى السيد ديريك بلمبلي ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان بالفصائل واللجنة الشعبية الفلسطينية في الشمال ، بحضور المدير العام للاونروا في لبنان السيد سلفاتوري لومبارد ، ومدير وحدة اعمار المخيم السيد محمد عبد العال ، وذلك في مكتب مدير خدمات الاونروا في المخيم المهندس خالد الحاج ، وقد ضم وفد الفصائل ابو لؤي اركان عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ، امين السر الدوري للجنة الشعبية في المخيم ابو نزار خليل خضر ، ممثل حركة حماس ابو ربيع شهابي ، ممثل حركة فتح ابو سليم غنيم ، ممثل الجبهة الشعبية عماد عودة ، وممثل الصاعقة محمود الجندي.
وقد عرض الوفد لملف الحقوق الانسانية للفلسطنيين في لبنان ، لأن إقرار هذه الحقوق يشكل دعماً حقيقياً لنضال اللاجئين من اجل العودة الى ديارهم تطبيقا للقرار الدولي رقم 194 نقيضاً لكل مخططات التوطين والتهجير.
وقد ركز الوفد على معاناة ابناء مخيم نهر البارد التي شارفت على انهاء عامها الخامس ، مشدداً على ضرورة تحمل الامم المتحدة مسؤولياتها في أنهاء هذه المعاناة من خلال التحضير لعقد مؤتمر دولي ثان على غرار مؤتمر فيينا لتوفير الاموال المطلوبة لأعمار المخيم بجزئيه القديم والجديد واستمرار خطة الطوارئ الاغاثية الشاملة الى حين أعمار اخر منزل من المخيم نقيضا لسياسة الاونروا في التقليص التدريجي لخدمات الطوارئ وهو ما يرفضه أبناء المخيم رفضاً قاطعاً طالب الوفد السيد ديريك بلمبلي بالتدخل مع الحكومة اللبنانية من اجل العمل السريع على تسليم المنطقة المسماة برايم A وهي ( حي جنين ) لأصحابها ليصار الى أعادة ترميم المنازل لأكثر من 45 عائلة تعيش حالة نزوح مأساوية ، خاصة وانها المنطقة الوحيدة التي لم تسلم لأصحابها في المخيم الجديد ، أضافة لمعالجة مشكلة مناطق التداخل بين المخيم القديم و الجديد وتسليم اراضي منظمة التحرير التي تقع على العقار رقم 36 ليصار الى تحويل جزء منها لدفن الموتى بعد ان أمتلأت المقبرة الموجودة وهي قضية هامة وخطيرة وتشكيل عامل احتقان واسع لدى أبناء المخيم ، وعلى المعنيين العمل على معالجتها في الايام القليلة القادمة استباقا لاي حالة وفاة . الى جانب ضرورة تحمل الحكومة مسؤولياتها في اعادة أعمار الجزء الجديد من المخيم باعتباره ألتزام لبناني ، و الأسراع في تنفيذ مشروع البنى التحتية من الهبة اليونانية التي تقدر قيمتها مليون يورو ، حيث يصر مجلس الأنماء والأعمار على أقامة مشروع حفر بئر بتكلفة اكثر من 300 الف يورو رغم عدم حاجة المخيم له
كما طالب الوفد السيد بلمبلي بالعمل مع الحكومة من اجل انهاء الحالة العسكرية والامنية والغاء نظام التصاريح ، لأن ذلك من شأنه فتح المخيم على محيطه اللبناني والفلسطيني وتحريك الدورة التجارية و الأقتصادية التي تميز بها المخيم .
تعليقاً على ماقله الوفد أكد السيد بلمبلي بأنه سينقل هذه المطالب للجهات الرسمية اللبنانية وعلى رأسها موضوع التمويل ، مؤكداً أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة ، مشيراًَ الى المشاهدات المأساوية التي يرزح تحتها أبناء المخيم .
بدوره شدد ابولؤي أركان على دعوة المعنيين بالعمل على تلبية هذه المطالب ، داعياً المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته باعادة اعمار المخيم ، وأنهاء معاناة أبنائه الذين سيرفعون من وتيرة تحركاتهم من اجل تخفيف المطالب التي تأخر تنفيذها دونما مبرر ، الأمر الذي فاقم من حالة الاحتقان الشعبي التي يجب استدراكها منعاً لأية تداعيات سلبية لا مصلحة فيها لأحد، خاصةً وأن الأحياء من أبناء المخيم يحرمون من حقهم في المأوى والمسكن اللائق، وأن الأموات لا يجدون مكاناً يسترون فيه جثامينهم . أضافة لضرورة الاسراع في تسليم حي جنين لأصحابه ، لأن بقايا المنازل المدمرة عرضة لعبث الأطفال .
هذا وقد إسقبلت عائلات حي جنين السيد بلمبلي بأعتصام رفع المشاركين فيه شعارات باللغتين الانكليزية والعربية تطالب بالعمل من أجل تسليم الحي. وقد عقدت لجنة المتابعة لأهالي الحي أجتماعاً مع السيد لومباردو عرضت فيه للمطالب، وأستمعت لتأكيداته بالعمل مع الجهات المعنية من أجل الأسراع في تسليم المنازل لأصحابها.