احتفلت أبرشية طرابلس المارونية، بعيد القديس جرجس شفيع راعيها المطران جورج بو جوده الذي ترأس قداسا احتفاليا للمناسبة في كنيسة مار جرجس في
المقر الصيفي للمطرانية المارونية في اجبع، عاونه النائب العام المونسنيور بطرس جبور، الخوري جورج خطار بمشاركة لفيف من كهنة الابرشية وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس قال المطران بو جوده:”المسيح يسوع قبل أن يغادر رسله والتلاميذ ويصعد إلى السماء، أعطاهم هذه الوصية وقال “تكونون لي شهودا في اليهودية والسامرة وحتى أقاصي الأرض فاذهبوا وتلمذوا كل الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس”. وانطلق الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم، وأخذوا يبشرون بإسم المسيح ويدعون الناس للايمان به، وعندما كانوا يتعرضون للمضايقات ويمنعون من القيام بذلك كانوا يقولون متكلمين عن قيامة المسيح من بين الأموات “نحن شهود على ذلك، ولا يمكننا إلا أن نقول ما رأينا وما سمعنا”. إبتدأت الإضطهادات ضدهم مع الإمبراطور نيرون وإستمرت في فترتها الأولى حتى الإمبراطور ديوكليسيانوس في بداية القرن الرابع، فلاقى الكثيرون أبشع أنواع التعذيب والموت ولم يقبلوا بالتخلي عن المسيح بأي شكل من الأشكال. ومن الذين إستشهدوا في تلك الفترة، القديس جرجس الذي نحتفل بعيده اليوم”.
اضاف:”كان هدفه الأول الدفاع عن الكنيسة وعن المؤمنين بإسم المسيح، ولذلك طارت شهرته وشهرة إستشهاده في الآفاق شرقا وغربا ولقب بالشهيد اللآبس الظفر، ورسم له المصورون صورة رمزية تمثله طاعنا برمحه شيطان الوثنية الممثل بالتنين، الحيوان الأسطوري، رمز العنف والقوة والوحشية، مدافعا عن معتقد الكنيسة الممثلة بإبنة الملك السماوي. ومن هنا جاءت الأسطورة الأمثولة التي تقول بأن هذا التنين كان يطلب كل يوم ضحية من بنات المدينة، وبصورة خاصة بنت الملك. وكلمة أسطورة لا تعني شيئا خرافيا وخياليا، بل على العكس فإنها تحمل في طياتها أمثولة تستخلص منها. ولذلك فعندما نتكلم عن أسطورة القديس جرجس، فنحن لا نعني أنه هو أسطورة ولا وجود له، بل أن علينا أن نستخلص من حياته وتصرفاته وموته وإستشهاده أمثولة لنا في حياتنا الإيمانية. فكما كان القديس جرجس بطلا في الدفاع عن الإيمان وشاهدا له، فتحول إلى شهيد في سبيل هذا الإيمان، هكذا نحن أيضا مدعوون لنكون شهودا للمسيح وإذا إقتضى الأمر فشهداء من أجل إسمه”.
وختم:” لنصلي اليوم ولنطلب من الرب، بشفاعة القديس جرجس أن يعطينا روح الشهادة والمحبة والتضحية كي نجعل من حياتنا شهادة حية للمسيح فنحمل إسمه إلى أقاصي الأرض ونجسد وجوده ومحبته ونكرر كالرسل عندما تعرضوا للملآحقة والإضطهاد، ومنعوا من التكلم بإسم المسيح، ما كانوا يقولونه “نحن نؤمن بأن المسيح هو حقا إبن الله، وبأنه مات على الصليب لفدائنا، وقام من بين الأموات، إننا شهود على ذلك ولا يمكننا إلا أن نقول ما رأينا وما سمعنا وما نؤمن به”.
بعد القداس تقبل بو جوده التهاني بالعيد.