لمناسبة استضافة مدينة طرابلس أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي للسنة الثانية على التوالي من 8 إلى 15 آذار الحالي، افتتحت الشبكة الثقافية الدولية من أجل فلسطين بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، معرض “القدس في البال” في قاعة الشمال بـ “مركز الصفدي الثقافي”، والذي يتضمن 40 لوحة تصور المعالم الأثرية لمدينة القدس القديمة التي تشكل إرثاً ثقافياً وتراثياً عريقاً للحاضرة العربية، حيث تظهر هذه اللوحات التعديات الإسرائيلية على معالم القدس الأثرية، إلى جانب الإضاءة على ثقافة الشعب الفلسطيني من خلال عرض نماذج عن الحرفيات والتراثيات الفلسطينية، في محاولة لتخطي كل الحواجز والحدود التي تفصل بين الناس. وقد مثل الشبكة مديرها العام عماد عيسى، كما حضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثلاً “مؤسسة الصفدي”، مع حشد من المهتمين والإعلاميين.
بداية، افتتح الحلوة النشاط بكلمة استهلها بالقول: “إن هذا المعرض الذي نفتتحه اليوم، يصور جريمة من جرائم العدو الصهيوني، الذي انطلاقاً من مزاعمه بالبحث عن هيكل سليمان أو عن مملكة داوود أو عن شعارات أخرى، إنما يحاول ان يدمر معالم هذه المدينة المقدسة التي تشكل في رأي العرب والمسلمين ثالث الحرمين، بما تضم من آثار تاريخية إسلامية ومسيحية على مر العقود”. أضاف: “إن هذه الجريمة المتمادية للعدو الصهيوني لم تكن بنت ساعتها، ولم تكن منذ سنوات، بل تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر أي في العام 1867، عندما حاول أحد العلماء بحجة البحث عن آثار، أن يكتشف بعض السراديب وبعض القنوات تحت الأرض مدعياً أن هذه القنوات توصل إلى هيكل سليمان وإلى مملكة داوود، أو إلى بعض التسميات الأخرى”. وختم بالقول: “إننا في “مؤسسة الصفدي” إذ نستضيف هذا المعرض النضالي الذي دعت إليه الشبكة الثقافي الدولية من اجل فلسطين”، نشرع أبوابنا لكل نشاط ثقافي نوعي، وهذا المركز الذي يجسد الفعاليات التي تقوم بها “مؤسسة الصفدي”، هو نصير كل عمل فني راقٍ وهو ينحاز إلى كل المواقف التي تعبر عن ضمير هذه الأمة”.
بدوره، شكر عيسى مؤسسة الصفدي والحضور، واعتبر “بأنه ليس من الغريب على مثل هذا المركز إستقبال نشاطات نوعية كهذه. ثم قدم لمحة سريعة عن الأسبوع حيث قال: “منذ انطلاقته للمرة الأولى عام 2005، تنامى الأسبوع العالمي لـ”أبارتهايدApartheid” إسرائيل ليصبح أهم حدث عالمي في أجندة حركة التضامن العالمية مع فلسطين. ففي العام الماضي، شاركت أكثر من 88 مدينة في جميع أنحاء العالم في تنظيم فعاليات مختلفة خلال الأسبوع العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي، حيث جرى تنظيمها في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتستمر فعاليات هذا الأسبوع بالتوسع والنمو مع انضمام مدن جديدة لنشاطات الأسبوع لهذا العام. وتجري فعاليات الأسبوع العالمي ضد “أبارتهايد” إسرائيل لعام 2012 بعد عام زاخر بالنجاحات الكبيرة على مستوى العالم لحملات داعمة للقضية الفلسطينية”. أضاف: “إلى جانب النشاطات التثقيفية التي تشرح المظالم الكثيرة المستمرة، والتي تجعل من حملة المقاطعة وحركتها العالمية والمحلية عنصراً حاسماً في معركة الإطاحة بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والعنصرية بشكل عام…”. ثم تحدث عن مشروع التهويد الذي يسعى الإسرائيليون القيام به … وقسمه إلى قسمين قسم تهويد الحجري، والتهويد البشري وتحدث عن العنصرية السائدة في كلا الطرحين … كما أضاء على موضوع التعتيم الإعلامي على ما يجري في غزة، وقال “ان هناك عدم موضوعية في نقل الصورة، وسماها عنصرية إعلامية ممنهجة”.
وكانت جولة للحضور في أرجاء المعرض الذي يستمر حتى اليوم الأربعاء الواقع فيه 14/03/2012 في مركز الصفدي الثقافي من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً.