أجرى الرئيس سعد الحريري حوارا مباشرا مساء اليوم على شاشة “أخبار المستقبل” و”إذاعة الشرق” و”تلفزيون المستقبل” مع الصحافيين بولا يعقوبيان ونديم قطيش، وتناول فيه الأوضاع في لبنان وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة عموما.
وفي ما يلي النص الحرفي للمقابلة:
سئل: السؤال البديهي لماذا نقوم بهذه المقابلة في بيتك في باريس وليس في قريطم او في بيت الوسط في بيروت؟
أجاب: لسوء الحظ، انا كنت مستعدا للعودة وحدث معي الحادث وفعليا تأذيت كثيرا ولهذا السبب لست قادرا على العودة الى لبنان الآن، انا اعرف ان الغيبة طالت ولكن ان شاء الله في اقرب وقت أشفى سترونني في بيروت.
سئل: أشهر عدة ربما؟
أجاب: كلا، موضوع عودتي إلى لبنان قررته سابقا، ولكن لولا ما جرى لكنت بين إخواني وأحبائي في بيروت.
سئل: البعض تحدث عن تهديدات أمنية وقيل ان هناك رسائل كثيرة وجهت لك، خصوصا ما سمعناه مؤخرا عن مشكلات أمنية كبيرة في بيروت، هل فعلا المسألة لها علاقة بصحتك وقدمك المكسورة، فيما البعض يقول ان رجلا مكسورة لا يعني عدم القدرة على العودة؟
أجاب: يجب ان أخضع إلى علاج، وان شاء الله سأعود بعد العلاج وهذا وعد وعهد اقطعه للجميع، والتهديدات الأمنية الجميع يعلم أنها موجودة وعندما كنت في بيروت كانت موجودة، وفعليا هناك أمور أكثر في المرحلة السابقة لم تسمح لي بالعودة الى بيروت، ولكن في هذه المرحلة وهذه اللحظة لدي مشكلة انني تعرضت لحادث كبير وفي رجلي هناك 14 “برغيا”.
سئل: البعض قال أن أسبابا أمنية والبعض ناشد من يناشد سعد الحريري الى لبنان لأنه مهدد، مرة قيل امن ومرة قيل غير امن، لماذا هذا التناقض حول اسباب غياب الرئيس سعد الحريري؟
أجاب: الموضوع الأمني موجود، وانتم تعلمون ان من يقتل رفيق الحريري يمكن ان يقتل سعد الحريري ومن يقتل بيار امين الجميل يقتل سعد الحريري، وفعليا هناك تهديد اليوم بغض النظر عن ذلك، هناك أسباب عدة، غادرت لبنان في شهر نيسان الماضي وحدثت عوامل وتطورات عدة خلال هذه المرحلة، وان شاء الله عندما يكون الوقت مناسبا سأعود الى لبنان.
سئل: ما هي مصادر الخطر برأيك حولك، بمعنى التهديدات من أين؟
أجاب: يعني ان من قتل رفيق الحريري مستعد ان يقتل سعد الحريري.
سئل: سوريا يعني ؟ لأنكم اتهمتم سوريا في ما بعد والقرار الاتهامي اتهم حزب الله، اين تعتقد هي المشكلة واليوم هل النظام السوري يقدر ان يغتال؟
أجاب: في النهاية هناك محكمة دولية حكمت واصدرت قرارا اتهاميا، ونتمنى من هؤلاء المتهمين ان يسلموا انفسهم إلى المحكمة.
قياديو 14 آذار مهددون فعلا وهذا الأمر تعاملنا معه. ففي 7 ايار لم اكن هاربا ولم اقرر اليوم ان اقوم بهجرة سياسية بالعكس انا عائد ان شاء الله.
سئل: اذا كنت موجودا في بيت الوسط البعض اعتبر ان هناك خطرا امنيا حقيقيا عليك، بمعنى 7 ايار آخر او غيره، والبعض قال انه يجب أن لا تكون رهينة في هذه الفترة لهذه الايدي؟
أجاب: موضوع عودتي الى لبنان، هذا شيء احسبه بإذن الله.الحادث حصل ولولاه لكنت معكم في بيروت اليوم.
سئل: 14 آذار ستكون في بيروت؟
أجاب: لكل حادث حديث.
سئل: قلت من يقتل رفيق الحريري يقتل سعد الحريري، وهناك متهمون باغتيال رفيق الحريري، هل تعتقد ان في حزب الله ثمة من يفكر في شطب سعد الحريري اليوم؟
أجاب: هناك متهمون لهم الحق بالدفاع عن انفسهم وهذا شيء يعود لهم، طالبنا مرات عدة بتسليم المتهمين لتكون هناك محاكمة امام المجتمع الدولي واللبنانيين ونحن نريد شفافية ومن قتل رفيق الحريري استفاد واستفاد اقليميا.
رفيق الحريري مشروع اعتدال وانماء واعمار ومشروع كان يطمح له رفيق الحريري لتكون هناك سيادة واستقلال. من استفاد من هذا هو الذي اغتال رفيق الحريري. قد يكون هناك ادوات لكن هناك بعض الاشخاص الذين يقفون خلف هذه الادوات. ما اقوله لا اريد الدخول في قصة المتهمين ويجب ان تعرف الناس مهما حصل لأن اي متهم من اي طائفة لا يمكن ان توضع الطائفة كلها كمتهمة، اؤكد على هذا واتمنى على الجميع التصرف على أساس ذلك.
سئل:يقال ان احد اسباب وجودك في الخارج هي اسباب مالية وتنظيمية هل فعلاً هذا السبب منعك من العودة؟
أجاب: نحن مررنا بمشاكل مالية وهناك ازمة مالية عالمية في العالم ونحن لسنا بعيدين عن الازمة وتعاملنا معها وعالجنا الامور وباذن الله هذا الموضوع اصبح خلفنا.
سئل: خسرت مليارين؟
اجاب: هناك تلفيقات كثيرة، فهناك من قال ان سعد الحريري افلس وكان كلام اننا نقفل مؤسساتنا والجريدة نفسها اليوم بعد الذي قاله السيد حسن نصر الله ان أموالا تأتيه من ايران وكل الدعم ايراني. اليوم يحاولون القول ان هناك مالا سياسيا يأتينا. المال السياسي عند حزب الله، المال السياسي من الـ82 الى الـ2011 يأتي من ايران، الرئيس رفيق الحريري كان يدفع من جيبه. علم 40000 طالب من جيبه، واعمالنا واشغالنا في المملكة العربية السعودية. كان رفيق الحريري يقول لحم اكتافنا من السعودية ونحن لا ننكر، بالعكس هذا شرف لنا لكن هذا ليس مالا سياسيا، هذا مال عملنا وتعبنا وفي النهاية القرار في التصرف به هو لنا، اما مثل ما قال السيد حسن من سنة الـ82 الى اليوم يأتيه دعم من دولة على اساس بناء جيش وغيره ومؤسسات فهذا شيء غير مقبول.
سئل: هناك تبرعات سعودية كثيرة مكرمات للبنان؟
اجاب: المملكة العربية السعودية طوال عمرها على مدى 50 سنة لم تتوقف عن التبرع للبنان او اعطاء قروض للبنان وللدولة اللبنانية وليس لأي شخص لبناني. كانت تعطي لمؤسسات اسلامية او غير الاسلامية كمؤسسات وجمعيات اجتماعية ولكن كانت دائما، في حرب الـ2006 قدمت مساعدات كبيرة وفي باريس 1 و 2 و 3 قدمت مساعدات كثيرة أيضا للدولة اللبنانية.
سئل: من يعطي مالاً الا يطلب سلطة ونفوذا؟
اجاب: نحن نقول أن هناك دولة. وهذه الدولة اللبنانية فيها حكومات متعاقبة، ولكن عندما عقدنا باريس 1 و 2 و 3 او حتى القروض والمساعدات التي اتت في الـ2006 كانت كلها لمساعدة اللبنانيين، وهذا لا يعني ان المملكة العربية السعودية او الكويت او الامارات او كل الدول العربية او الخليج ساعدت كي يكون لها كلمة في لبنان. هناك دول اتت وصرفت وبنت هي ذاتها. فلذلك هذا الموضوع لا دخل له بأن المملكة تقول نحن نطلب من لبنان، ولا يوم كانت السعودية او دول الخليج بهذا الشكل مع لبنان.
سئل: كيف تستطيع من الخارج ادارة تيار سياسي فضفاض وكبير موجود في لبنان؟
اجاب: التيار والحمد لله يتمأسس وهذا امر كان صعبا في البداية، وعلينا ان نفهم جميعنا في تيار المستقبل ان تيار المستقبل هو تيار يقبل الجميع ويجب ان نقبل ان يكون هناك رئيس ومرؤوس وعلى الناس ان تتعود على هذا الامر.
هناك اماكن اخطأنا فيها، واماكن اصبنا فيها وهذا الشيء نطوره دائما، فالامين العام للتيار احمد الحريري والمكتب السياسي واللجان الكثيرة الموجودة في كل المناطق اللبنانية تعمل على تطوير التيار، وانا لا اقول اننا وصلنا الى مرحلة نستطيع ان نقول اننا نظمنا التيار 100%، ولكن سنبقى نطور هذا التيار باستمرار.
سئل: قلت اخطأنا، اين؟
اجاب: إن ما يريده سعد الحريري اليوم ان نصل الى تيار سياسي ينتخب فيه كل مسؤول في هذا التيار، وهذا بالنسبة لي اهم شيء، ولكن يجب ان يفهم الناس انه عندما تجري الانتخابات، هناك الخاسر وهناك الرابح، ولا يجب ان يغضب الخاسر ويبقى في بيته، لا يمكن ان نتعامل بهذه الطريقة.اذا نحن سنخدم تيار سياسي ويجب ان نقبل كلنا جميعا ان نحب بعضنا اكثر ونتعود ان هناك اماكن سنخسر فيها واماكن سنربح فيها.
لذلك، عندما اقول اخطأنا، لأن هناك اشخاصا لم يتم اختيارهم على اساس انهم على قدر المسؤولية وغيرنا مرات عدة، نحن لا نقول اننا تيار لا يخطئ بالعكس يخطئ ولكن اهم شيء ان نصلح الخطأ.
سئل: عودتك ستكون قبل سقوط النظام، ام انها ليست مرتبطة بسقوط النظام السوري؟
اجاب:اذا استيقظنا غدا على سقوط النظام ماذا نفعل.
سئل:اذا لم يسقط النظام غدا هل سننتظر؟
اجاب: عودتي إلى لبنان غير مرتبطة بسقوط نظام الأسد، ولولا الحادث لكنت في بيروت.
اريد الكلام عن الحادث، لقد وضعوا لي في قدمي قطعة فولاذ بطول 25 سنتم و14 برغيا و44 قطبة، الحمد لله الحادث حدث ولكن في النهاية انا كنت عائدا الى بيروت، ولكن حصل ما حصل، وفعليا العلاج الطبيعي يستلزم وقتا وانا لغاية الآن لا استطيع ان اضع قدمي على الارض.
سئل :هل يفضل ان لا تستقل الطائرة؟
أجاب: لا دخل للموضوع بالطائرة فالامر مرتبط بالعلاج الطبيعي وان اي خطأ بهذا الحادث الذي حصل يجب ان اعيد العملية من الصفر.
سئل: احرجك انه حصل لك حادث تزلج، والبعض حاول ان يستغل الحادث ضدك، في الوقت الذي تعمل فيه سياسة وتخوض ثورات؟
اجاب: هذه ليست المرة الاولى التي يحاولون فيها احراجي، اخذت عائلتي واولادي خلال عطلتهم إلى باريس وحصل ما حصل وكل الوقت كنت في الرياض.
سئل: قلت ان الشعب السوري انتصر، لماذا تستعجل في إطلاق الاحكام على هذه الثورة، أليست هذه مغامرة سياسية؟
أجاب: كلا ليست مغامرة سياسية، إذ لا يمكن لأي كان الوقوف على الحياد. ما يحدث في سوريا مجازر، والشعب انتصر لأنه نزل الى الارض والى الشارع. وكان سلميا في مطالبته بالحرية والكرامة. والنظام واجه هذه التظاهرات السلمية بالمدافع، ولكن مهما استعمل من المدافع، فإن معظم الثورة سلمية.
من المؤكد أن هناك انشقاقات حصلت في الجيش السوري الذي انضمت اجزاء منه للجيش السوري الحر الذي يدافع عن المدنيين. ومن المفروض أن يكون الجيش السوري هو للدفاع عن الوطن، وهذا الشيء هو المطلوب منه، واليوم لسوء الحظ هناك بعض الاجهزة التابعة للنظام وتحميه تقتل الناس، لذلك هناك انشقاقات.
سئل: للدخول أكثر على كيفية تطور الثورة السورية في ضوء المواقف الاخيرة للدول العربية عامة مع بعض الاستثناءات، وانت كنت اول من دعيت الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، وكنت اول من دعا إلى منطقة آمنة وقوات عربية تركية مشتركة في سوريا، لماذا يضع سعد الحريري نفسه في مقدمة الثورة السورية والحدث السوري، الدوافع شخصية؟ أم مكلف عربيا بهذا الأمر؟ وهل تؤدي مهمة ما عربية ودولية انت ناطق باسمها؟
اجاب: انا اقول بصراحة، في موضوع ليبيا كان هناك قرار في مجلس الامن بخصوص الموضوع الليبي، وهذا الأمر كنا السابقين فيه. انا كنت لا أزال رئيس الحكومة التي استقالوا الاخوان منها وكنت أقلت منها و”صحتين على قلبن”.
كان هناك قرار في مجلس الامن بشأن ليبيا وهو لحماية المدنيين، وانا تعاملت مع الليبيين ومع كل البلدان بالطريقة ذاتها، وفي سوريا يجب ان يكون الحل بالنسبة لي كشخص مسؤول.
القذافي قرر قتل شعبه وقام بذلك واعلن موقفه هذا في خطاب علني ، والاسد يقوم بالأمر ذاته مع شعبه، لذلك ما يحدث ان كان في ليبيا او سوريا هو واحد، هناك نظام يقتل شعبه وهذا الأمر يجب ان يتوقف.
وإن كان هناك موضوع الجوار بيننا وبين سوريا، فبالنسبة لي الموضوع مبدئي، وكنت على المبدأ ذاته في مصر وتونس واليمن وليبيا واليوم في سوريا.
سئل: لكن حماسك بالنسبة للمسألة السورية واضح انه أكبر من الحماس الذي كان لمصر أو لتونس أو لغير أماكن.
أجاب: ما حصل في مصر وفي تونس حصل بشكل مختلف، صحيح ان الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي) ترك البلاد والرئيس (المصري حسني) مبارك سلم السلطة والرئيس اليمني (علي عبد الله صالح) أجرى تسوية ولكن لم يكن هناك حمام دم.
بالنسبة لليبيا، فالقذافي وصل وقواته الى طرابلس وكان ذاهبا لابادة الناس وكان يقول عن المدنيين جرذان، هل هناك من يقول عن شعبه جرذان؟ الآن ماذا يحصل في سوريا؟
سئل : الآن الى اين تريد ان تذهب دولة الرئيس؟
أجاب :ذهبت بليبيا الى اقصى ما يمكن، وكرئيس حكومة غير مقال لكنت ذهبت الى مجلس الامن.
سئل: سوريا جارتنا وكل عمرها الشقيقة الكبرى التي تتدخل في لبنان ولديها حلفاء، لكنك تقول ان التظاهرات سلمية والناس نزلوا في مظاهرات سلمية والبعض يراها انها لم تعد سلمية وصارت سنية علوية، هل ما زال الوضع كما هو؟
اجاب: هذا الكلام غير صحيح، ففي لبنان او في سوريا او في كل العالم العربي ان كنا مسلمين او مسيحيين من اي طائفة او من اي مذهب او من اي دين ، نحن كلنا اقليات في بلادنا ان كنا سنة في لبنان او شيعة او موارنة او دروز كلنا اقليات في بلدنا فنحن لبنانيون كما هم في سوريا سوريون. هناك محاولة من قبل النظام لوضع هذا الامر الذي يجري في سوريا بان هناك اقليات. المشكلة في سوريا هي انعدام الحرية.
غدا في سوريا عندما تصبح هناك حرية، الناس ستذهب الى صناديق الاقتراع وستصوت، كم مرة قالوا في جنوب افريقيا انه ستكون هناك حرب اهلية اليس كذلك، وهناك كانت هناك مشكلة كبيرة جدا في هذا الامر ولكن لم يحصل لأنه صار هناك اتفاق ولكن ما اقوله ان من يخسر يروج مثل هذا الكلام ومن يربح من مصلحته ان يجمع كل الناس لأنه في النهاية ان سقط النظام وباذن الله سيسقط ، ماذا سيجري في سوريا؟الناس ستأتي وتجري مصالحة بين السوريين. صحيح ان هناك دما وهناك اشخاصا قتلت ومن الممكن ان بعض الاجهزة ستنظف ولكن ليس معناه سيحدث كره بين الناس، هناك محاولة من قبل هذا النظام ان يعمم الكراهية بعض الفئات من السوريين.
سئل: سعد الحريري الى اي حد مستعد ان يذهب؟ انت سياسي ولديك كتلة نيابية كبيرة؟
أجاب: انا انسان مثلي مثلك وفي النهاية ان نزعنا هذه الانسانية من داخلنا نصبح سياسيين غير نافعين ونذهب الى منازلنا.
سئل: كيف يترجم هذا العقل السياسي في الوقت ان لبنان لم ينجح في رعاية مخيم للاجئين السوريين؟
اجاب: انا لست في الحكومة اليوم، نحن نقوم بما نقدر عليه كتيار المستقبل في الشمال وفي البقاع ثم يقولون لنا ان هناك قاعدة في عرسال التي هي مدينة الابطال او هناك قاعدة في الشمال، ليذهبوا وليكذبوا في مكان آخر، نحن نرعى السوريين اللاجئين في لبنان وهذا احب ما علينا ان نرعاهم ونقوم به.
سئل: ما الذي يؤكد انه لن تحدث مجازر في سوريا، وان السوريين سيتجهون الى صناديق الاقتراع، اليوم الكلام ليس هكذا، هناك كلام ان العلوي على التابوت والمسيحي على بيروت؟
أجاب:اؤكد ان النظام هو من اطلق هذا الكلام لأن ذلك من مصلحته، الطائفة العلوية الكريمة هي طائفة موجودة في سوريا كما هي في لبنان وكل العالم العربي، ما نقوله انهم سوريون وان هناك نظاما لديه مصلحة وان هناك مجموعة تستفيد ماليا باغتصاب حقوق الناس وتأخذ الملايين والبلايين من هذه الناس وتضعها في جيوبها، هذه انتفاضة حرية وكرامة وهذا الشيء ليس فقط هناك طائفة كانت مستهدفة في سوريا، كما في لبنان، في لبنان من استهدف؟ في كل مرحلة من المراحل هناك بعض الطوائف استُهْدِفت.
سئل:اليوم وزراء الخارجية العرب بدأوا يستخدمون عبارة الدعم الكامل للثورة السورية، الدعم المادي بكل أشكاله، هل تملك أي معطيات حول بدء خيار تسليح الثورة السورية؟
أجاب: ليست لدي اي معلومة بهذا الشأن، لكن أتمنى على أطراف المعارضة السورية ان يتحدوا ويكون هناك كلام مع فريق واحد وهذا الذي يحدث، وهذا ما حدث. يجب ان نعرف ان هناك اشخاصا أصبحوا يتامى ويحتاجون لدعم، هناك اشخاص انشقوا عن النظام، يجب ان يكون هناك دعم انساني ولوجستي، والعرب وصلوا إلى مرحلة قدموا فيها مبادرة بعد مبادرة، واذا نظرنا لكل هذه الانظمة التي سقطت نرى أي نظام أعطي فرصا أكثر من غيره.
سئل: هل بسبب انعدام الخيارات الاخرى؟
أجاب: ليس فقط بسبب انعدام الخيارات الاخرى، في ليبيا أعطي فرصا أخرى لكنه اخذ قرار الحسم العسكري فجأة في ليلة ليس فيها ضوء قمر.
سئل: إذا نظرنا اليوم إلى الوضع الدولي، روسيا ادخلت العالم الى حرب باردة جديدة، الورقة السورية مهمة جدا في يد روسيا، في هذه الحالة ليس سهل الكلام عن دعم مالي ودعم لوجستي؟
أجاب: ما قامت به روسيا، هناك اجماع عربي كبير وهذا الشيء يجب ان تنظر روسيا اليه نظرة خاصة، اليوم روسيا اخذت منحى النظام ربما هذا ليس قصدها، الشعوب العربية كلها مع وقف العنف في سوريا، ولكن اليوم روسيا وهذا خطأ وانا صديق مع روسيا ولدي زيارات عدة لها ولكن هذا الموقف سيضع روسيا في مكان لن تحبه في المستقبل، وبرأيي لن تكون نتائج هذه الموقف لمصلحة سوريا، اخيرا في سوريا النظام سيتغير وستكون هناك ديمقراطية بإذن الله وهذا الشيء الشعب السوري ناضل من اجله وقُتل من اجله، هذه الدماء التي سقطت من 7 الى 9 آلاف شهيد في سوريا هل ستذهب دماء الناس هكذا او تترك الثورة تذهب هكذا؟
سئل: على التويتر قلت او نصحت المعارضة السورية ان تنسق مع روسيا لأنه ربما كانت لديك معطيات بأن الموقف الروسي تغير، وأنت ذكرت علاقتك بالقيادة الروسية، هل هناك امكانية بتغيير هذا الموقف ام هو موقف ثابت ايديولوجي؟
أجاب: اليوم وزير الخارجية الاماراتية كان في روسيا وتكلم مع نظيره الروسي على القرارات الجديدة للجامعة العربية وسيدرسان هذه القرارات الجديدة ولنر ما تتخذه روسيا، ولكن بغض النظر، روسيا يمكن أن تقف هذا الموقف وتكمل وحدث ايام صدام حسين في حرب الخليج الاولى ولكن تغير بعد فترة، يمكن ان يتغير.
سئل: في المحكمة الدولية روسيا دعمت للآخر، وفي قرارات دولية حول لبنان كان الموقف الروسي داعما، لماذا هذا التغيير؟
اجاب: ليس لدي شك، وروسيا لديها حساباتها ونشكر روسيا على المواقف التي وقفتها مع لبنان، خصوصاً في ما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والـ1701 والاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت على لبنان. وفي كل مرحلة حصل فيها اعتداء على الفلسطينيين كانت روسيا تقف مع القضية الفلسطينية، ولكن ربما هناك قراءة.
سئل:هل تلعب دورا مع الموقف الروسي؟
أجاب: نحن نقوم بعملنا وهذا شيء سنكمله.
سئل: هناك محور متكامل عن انعكاسات ما يحصل في سوريا على لبنان ولكن الواضح أن الالتهاب السوري بدأ يدخل الى جسم لبنان من وادي خالد من خلال ما حصل في طرابلس الاجدى النأي بالنفس كما فعل الرئيس ميقاتي ألم يكن الاجدى ان نبقى خارج هذه المعركة؟
أجاب: اولا انا لست انسانا انأى عن نفسي وهذا موقف الرئيس ميقاتي “صحتين على قلبه”. موقفي واضح في ما يخص الثورة السورية وكل ما يحصل، ما يحصل في طرابلس مفتعل، وحدثت مصالحة منذ ثلاث سنوات وحدث جهد كبير وكان هناك اتفاق وما حصل انا اقول لإخواننا في طرابلس اذا فعلا ان هناك حسرة في قلبك على الثورة السورية لا تضيعوا الانظار ولا تعطوا الفرص لأي انسان ان يأخذ ويزج لبنان في مكان ما من اجل ان يبعد الانظار عن الثورة السورية انسوا هذا الموضوع وما حصل حصل وفي النهاية سوف نعيش مع بعضنا في لبنان، لا تضيعوا البوصلة، هناك محاولة لتضييع البوصلة، دعوهم يجلسون جانبا.
سئل: ماذا يفعل سعد الحريري اذا سقط النظام في سوريا؟ ما هي انعكاسات الثورة السورية على لبنان او على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وماذا يتوقع من الافرقاء السياسيين الآخرين؟ لا احد يبدد هواجس المسيحيين في سوريا او في العالم العربي، والمثال الذي تقدمت به لا يبددها لسبب واحد، اذا راقبنا المشهد العام من بوكو حرام في افريقيا وصولاً الى اندونيسيا، المسيييون يقعون في مشاكل كثيرة والبعض يقول هذا ربيع المارد السني ويخيف باقي الاقليات، بصفتك احد الشخصيات المهمة في المنطقة، كيف تطمئن، ولماذا انت مطمئن انه فعلاً هذه ثورة سلمية ستؤدي الى ربيع وديمقراطية؟
أجاب: لا اريد ان اضع نفسي في موقع المطمئن، اريد ان اضع نفسي في موقع الجميع، ما يحدث نحن ارتأينا ان هذه ديمقراطية وستذهب بالناس الى صناديق الاقتراع، الناس قامت بالثورات لأنه كانت هناك 40 سنة من التركيز على بعض الفئات في هذا المجتمع وهذا التركيز كان على اساس ان هناك قمعا، واذا راقبنا القمع على مدى اربعين سنة فهو مورس على الاسلاميين، لذلك نجحوا اليوم.
سئل: كان الملتقى لديهم هو الجامع؟
أجاب: لو كان القمع مورس على اليساريين او على بعض الفئات الاخرى، فغدا ستذهب الناس إلى صناديق الإقتراع وستقرر من تنتخب، نحن في تيار المستقبل كلامنا واضح وصريح في ما يخص الاعتدال، ونحن ايضا في مكان ما نرى هذا المشهد، وهذا المشهد الشيء الوحيد الذي يريحني فيه ان الناس لجأت الى صناديق الاقتراع، وبعد 4 سنوات الناس نفسها اذا رأت ان حريتها وكرامتها والوعود التي اعطيت لم تنفذ في النهاية هؤلاء الناس سيصوتون لجهات وأشخاص آخرين.
سئل:أليست المذهبية لديهم هي الاقوى من الوعود ومن مصلحتهم والاقتصاد الا يقوم الناس بالتصويت على اساس غرائزيتهم؟
أجاب: هناك الكثير من الناس صوتت لأنهم مقتنعون بأن هذا هو الموقع السياسي الذي يريدون ان يكونوا فيه، ولكن ما اقوله ان هذه الديمقراطية لا يمكن ان نقول ان الديمقراطية في فرنسا او في اميركا او في اي دول اخرى تفرز بعض القيادات.
سئل: قد تكون الديمقراطية فتاكة؟
أجاب: ولكن في النهاية ماذا فعل هتلر؟ لجأ الى الديكتاتورية.
ما اقوله ان هذه الديمقراطيات، والناس نزلت وقامت بالثورات من اجل الكرامة والحرية، ما اقوله نحن في لبنان كتيار مستقبل وكقوى 14 آذار وكلنا واحد وكلنا في سفينة واحدة، وفي النهاية نحن نؤمن بالطائف والمناصفة وبكل المبادىء التي كان عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن سبب نجاحنا اننا نتكلم ونفعل.
رفيق الحريري قال وفعل وبنى وعمّر،ونحن في السنوات الخمس الاخيرة على صعيد الاقتصاد اللبناني ومع كل الذي حصل في لبنان كان هناك نمو بنسبة 8و9و10 %.
سئل: هذه السنة 1 او 1.5 %؟
أجاب: يمكن، ولكن كل ما نقوله نحن لدينا برنامج وعندما يكون هناك برنامج يجب ان ينفذ. والديموقراطيات سترينا في المستقبل انها ستتطور، وانا لا اقول ان الامور كلها ستحدث وتصلح مرة واحدة.
سئل: هناك نقطة اثارتها بولا في سؤالها ليس فقط هاجس الناس بل كلام المسؤولين، عندما يقول وزير خارجية تركيا (أحمد داوود أوغلو) إننا الان نعيش لحظة الصعود السني الذي بدأ مقابل انحسار المد الشيعي، المسيحيون حدث ولا حرج في موضوع الانحسار في كل موضوع المشرق العربي، عندما يكون هناك كلام بهذا الحجم لشخصية بهذا الحجم وفي هذا الموقع الا يكون من الصحيح القول إننا نعيش ربيعا سنيا وليس ربيعا عربيا؟
اجاب: عندما تذهب لتركيا هل هناك فرق بين تركي مسلم وتركي مسيحي؟
سئل: هناك فرق كبير بين التركي والكردي الذي لا يستطيع ان يفتح مدرسة.
أجاب: كل الاتراك لديهم حقوق بالتصويت والكهرباء.أنا أراه ربيعا عربيا، يمكن في بعض المراحل أن نراه يذهب بالإتجاه الإسلامي قليلا، ولكن نحن كان لدينا ربيع واتجهنا الى “لبنان اولا”، ونحن اتجهنا الى الاعتدال ولدينا رسالة يجب ان نوصلها الى جميع العرب والمسلمين.
سئل: لو كنت لا تزال رئيس حكومة أما كنت لتنأى بنفسك؟ أنت تكلمت كإنسان أنك ضد النأي بالنفس؟
أجاب: كلا، هذا الموضوع ثابت بالنسبة لي، وإن كنت رئيس حكومة فأنا أؤكد أنني كنت إما سأقدم استقالتي أو مشيت الى جانب الشعب السوري.
لبنان اليوم يعيش في مرحلة يضع ذاته في عين العاصفة، فإذا سقط النظام السوري غدا أين سنكون بالنسبة للنأي بالنفس، هناك نظام جديد سيبدأ في سوريا. وعندما يسقط النظام وتأتي دولة جديدة ستقول لهم انتم نأيتم بأنفسكم لأن حليفكم بشار الاسد.
عندما كان لبنان في الامم المتحدة مع الـ15 دولة وكان هناك قرار في الموضوع الإيراني والنووي، تركيا صوتت ضد، أما نحن فامتنعنا، نحن في مكان ما اخذنا قرارا، وكانت هناك مشكلة في لبنان وكانت هناك محاولات للتصويت مع تركيا والبرازيل، وقلت اننا لا يمكن ان نضع لبنان في موقع تركيا او البرازيل، نحن لسنا البرازيل ولسنا تركيا.
اليوم هناك اجماع عربي، ونحن دائما نفتخر بأن لبنان يسير مع الإجماع العربي، فماذا يفعل لبنان أينأى بنفسه؟! ويا ليته نأى بنفسه هذه المرة بل رفض!
سئل: اليوم يقال ان لبنان مغلوب على أمره وسياسة الناي بالنفس نوعا ما تؤدي الى استقرار موجود؟
أجاب: ما معنى الاستقرار؟ ان نقول ان هناك احدا يفجر في البلد؟ هذا الاستقرار؟ يأتي شخص ويقول إن لديه سلاحا، ويقول انه سيقوم بـ7 أيار في وجه اي قرار لا يعجبه؟ من يهدد الاستقرار ولصالح من؟ ولمن يهدد الاستقرار؟ هناك موضوع أساسي: موضوع تهديد الاستقرار هذا يأتي من فريق لبناني وهو “حزب الله” الذي يريد ان يقرر.
سئل: نرى ما يحصل في طرابلس، وطرابلس مصغر عن لبنان؟
أجاب: في طرابلس هناك مشكلة حصلت منذ ثلاثة أو أربعة أعوام، وتأتي أيضا من وراء الحدود اللبنانية. ما أقوله ان لبنان في هذه المرحلة إذا نأى بنفسه وجلس على الحياد، وقرر عدم التدخل في الموضوع السوري لأن هناك نأيا بالنفس، فسيأتي من يقول له لا أريد التدخل بموضوع اسرائيل وفلسطين وأريد ان أنأى بنفسي.
سئل: ماذا تفعل بحلفاء سوريا في لبنان لو كنت رئيس حكومة ولا تنأى بنفسك؟
أجاب: يجب ان يعرف حلفاء سوريا في لبنان ان الشعب أهم من النظام أو ممن يحكم سوريا، يجب ان يعرفوا ان هذا الشعب في الـ2006 وبالـ98 والـ96 والـ82 وفي كل مرحلة من المراحل وقف مع لبنان، هذا الشعب كان يستقبل العائلات اللبنانية عندما هجرت. الشعب السوري كان يستقبلهم وليس النظام السوري.
سئل: لبنان ما كان ليتحرر في الـ2000 لو لم يعط النظام السوري الدعم.
أجاب: لبنان ما كان ليتحرر في الـ2000 لولا اتفاق الـ96 الذي قام به رفيق الحريري، ولولا كانت هناك وحدة وطنية لبنانية، واللبنانيون كانوا يقفون مع المقاومة اللبنانية وكان هناك اتفاق.
سئل:انت قلت كلام ينقذ نصف اللبنانيين على الاقل، قلت لو لبنان نأى بنفسه عما يحصل في سوريا سيأتي نظام في سوريا ويحاسب هؤلاء اللبنانين أو يأخذ موقفا منهم.
أجاب: كلا، ما اقوله، ان اي نظام سيأتي في المستقبل في سوريا وسيكون قريبا من لبنان ومن اللبنانيين، ونحن سنقف مع اخواننا لما فيه مصلحة البلدين.
وردا على سؤال قال: اذا سقط النظام هناك فرصة حقيقية للبنانيين بأن تكون هناك علاقة جدية وحقيقية واخوية مع الديموقراطية الجديدة في سوريا، ونحن نقول ان هذه الفرصة نصنعها مع بعضنا.
سئل: لماذا لا نقول مجددا ان بعض السنة في لبنان لا يريدون لبنان اولا ثم يطالبون بالوحدة العربية مع سوريا؟
أجاب: هذا الشيء لن يحدث لأن سعد الحريري هو تكملة لرفيق الحريري ونحن مشروعنا هو لبنان ولبنان اولا وما كانوا ينتقدونني عليه قبلا بعد ان يسقط النظام سيطالبونني به مجددا وعندها الجميع سيكون يريد لبنان اولا وهذا الشيء لا يعني انه خطأ.
فنحن نمد يدنا للجميع لأنه ستكون هناك فرصة للبنان بأن تكون له علاقات اخوية وشقيقة حسب ما رأينا في البيان الذي اعلنه المجلس الوطني، وستكون لدينا فرصة حقيقية بأن نتصالح مع الشعب السوري لانه فعليا في مكان ما كان الشعب اللبناني ينظر بشكل ما لسوريا بسبب النظام وهذه ربما كانت ميزة النظام ان يحول بين الشعبين السوري واللبناني لكي تكون هناك هاوية.
سئل: لبنان اولا ايضا يحتاج للبنانيين يتكلمون مع بعضهم، هل لديك مشروع لمد اليد ولفتح حوار مرة اخرى مع باقي الافرقاء اللبنانيين؟
أجاب: غدا لدي خطاب في البيال، وانا لم اوقف الحوار بتاتا ولم اخرج من الحوار الوطني، وعندما ذهبنا الى الحوار الوطني في المرة الاخيرة في بعبدا كان هناك رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكنا موجودين وكان فقط الرئيس نبيه بري، وليس كما يريدون يأتون بالحوار الى الطاولة ويخرجونه من الطاولة، عندما تكون هناك فرصة سياسية ويريد معمعة الامور نقول اننا نطالب بالحوار؟ الحوار يجب ان يكون فيه امر واحد اساسي فيه هو السلاح، هذا السلاح هناك انقسام في لبنان عليه وهذا ليس مربوطا بالطائفة الشيعية.
انا كلبناني اؤمن اذا حدث اي اجتياح على لبنان اما ان نحارب كلنا كلبنانيين وندفع الثمن واما نحن فعليا نخسر، اما ننتصر سويا واما نخسر سويا، الدم دم واحد هكذا يجب ان نفكر، المشكلة في السابق انه لم يكن التفكير كذلك او ان هناك محاولة وضع الجنوب واهله وكان الجنوب ليس لديهم دخل في اهل الشمال، عندما تخرج نقطة دم من ابن الجنوب وكأنها تنزل نقطة دم من ابن بيروت او ابن الشمال او ابن البقاع او ابن جبل لبنان.
سئل: الشرخ والانقسام اليوم اكبر من ذلك دولة الرئيس ما بين اللبنانيين وكأنك تتكلم قليلا طوباويا؟
أجاب: ليس طوباويا ولكن اقول دائما اذا تذكرنا في 14 شباط 2005 يمكن في 13 شباط لم يكن احدا يفكر انه يمكن ان يغتالوا رفيق الحريري ولكن تم اغتيال رفيق الحريري وسال دم رفيق الحريري في ارض بيروت وبعدها نزل اللبنانيون واستبسلوا وطالبوا بالحقيقة والخروج السوري وحدث ما ارادوا.
ليس هناك شيء مستحيل. الشعب اللبناني عنيد ويفهم ولا يُضحك عليه. والشعب اللبناني يعرف ما يريد هو وفي النهاية ولأن الشعب اللبناني عنيد ولأنه يفكر بطريقة مختلفة سنجد ان الشعب سيتوحد وسنصل الى ما نريد. من الممكن ان يأخذ وقتا وهذا لا يعني ان هذا الامر مستحيلا.
سئل: ما الضمانة ان لا يستخدم النظام السوري الجديد من قبل التيار السني الاساسي في البلد بوجه الشيعة لخلق توازن جديد؟
أجاب: نحن عندما نخطئ نعترف اننا اخطأنا، ومشكلتنا مع الآخرين انهم يخطئون ولا يعترفون ونحن رأينا ما جرى في البلد ولن نعيد الاخطاء ذاتها التي قام بها الاخرون.
سئل:هل تفصّل بدلة جديدة للمرحلة الجديدة؟
أجاب: موضوع البدلة أتركها لغيري وأنا أفهم ما تقوله ولكن لن أرد.
سئل: قد لا تكون بحاجة الى سترة منذ أن خلعتها في “14 آذار” الماضي؟ سوف أتحدث عن ثلاث نقاط في خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله: أولا أو أخيرا على من يخيطون السترات ان ينتظروا لأن الحكومة باقية.. والدعم المالي منذ العام 1982 من إيران بكامله المادي والمعنوي والى ما هنالك.. وإذا ما ضربت إيران نفكر ونقرر ماذا نفعل.. ولم يوح بمن يعني بنون الجماعة، كيف ترد على هذه النقاط؟
أجاب:استغرب في موضوع الحكومة، فنحن لدينا دستور يحدد كيف تشكل الحكومات وكيف تسقط: إذا توفي رئيس الحكومة، أو إذا حصل معه كما حصل مع، حكومتي أو إذا استقال. السيد حسن وضع بندا جديدا بأنه هو يقرر من يضع الحكومة ويشكلها.
سئل: هو يقول إن هناك قرارا سياسيا مشتركا؟
أجاب: كلا، هو يؤكد أن هذه الحكومة باقية، أنا لا أسعى إلى السلطة، والرئيس السنيورة حكم لمدة طويلة وكان باستطاعتي أن أكون رئيس حكومة ولم أرد ذلك، جئت رئيس حكومة عندما اتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن البلد ذاهب الى مرحلة أخرى.
أما في ما يخص الوضع الذي تكلم عنه السيد حسن، فهو شيء مؤسف، يتكلمون اولاً عن المال السياسي الخاص بسعد الحريري وكانوا يتكلمون عن المال السياسي على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما معنى هذا؟ هذا مال يستعمل بماذا؟ أليس في السياسة؟ اليس هناك عملية سياسية يقوم بها “حزب الله”، ألم تكن هذه العملية في انتخابات الـ92 وفي الـ96 وفي الـ2000 والـ2004 والـ2009 وفي المستقبل في الـ2013؟ أين يذهب هذا المال؟ أليس هذا مالا سياسيا؟ يتهموننا نحن بالمال السياسي وهم اعترفوا بأنهم يتلقون المال السياسي منذ الـ1982 .
هناك جزء من المال لدعم المقاومة، ولكن ماذا عن الجزء السياسي؟ دستورنا وقانوننا ألا يمنعان هذا الأمر؟ رفيق الحريري كان يصرف من ماله الخاص، وغيره مَن مِن السياسيين يصرف من ماله!
سئل: ولكن هذا المال كان يترجم في الانتخابات؟
اجاب: لا نحن ولا “حزب الله” ولا أي إنسان آخر، يستطيع شراء ذمة إنسان. هناك أناس شرفاء يقترعون، ولكن هناك مشروعا سياسيا مبنيا في مكان ما على دعم من ايران الى لبنان ومن يقوم به هو “حزب الله”، لذلك لا يتكلم أحد في ما يخص المال السياسي.
سئل: لننتقل الى الفكرة الثانية، وهي إذا ضربت إيران سنفكر ونقرر ماذا نفعل؟
أجاب:من الذي سيقرر ويفكر؟ حزب الله، وهذا يعني أنه لا يوجد رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة ولا حكومة ولا رئيس مجلس نواب، اي أن كل الطاقم السياسي في لبنان لا دخل له في ما إذا قررت اميركا او اسرائيل او اي دولة أخرى شن حرب على ايران. ما دخلنا نحن؟ ولماذا يضع لبنان بهذا الموقع.
الخطورة في هذا الموضوع ان السيد حسن نصر الله او حزب الله أخذ قرارا بأخذ البلد الى مكان لا يريده، ثم هل بإمكاننا تحمل حروب؟ ماذا حدث في الـ2006 “لو كنت اعلم؟” حذرت السيد حسن وهو يعرف ذلك وكانت هناك رسالة يومها من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. وتكلمت بها في السابق ان اي محاولة لاختطاف اي اسرائيلي هذا الكلام الذي قاله لي شيراك “ان هذا المجنون اولمرت سيقوم بحرب وهذا سيدمر لبنان” وهذه الرسالة كما هي، وعندما سمعت بهذا الكلام ذهبت الى لبنان واخبرت السيد حسن.
سئل: ربما اعتقد انك تهوّل؟
أجاب: رأينا التهويل، ثم ان الرئيس شيراك ليس عدوا، الآن اصبح لدى البعض عدوا ولكن ايامها كان صديقا، ومن منع ان يصبح حزب الله حزبا ارهابيا في اوروبا أليس الرئيس شيراك؟ ولكن كلا نحن نسمعكم وتعطونا المعلومات ونحن في النهاية نجتمع في مجلس الشورى الذي اعتبروه مجلس النواب ومجلس الوزراء ورئيس الجمهورية.
سئل: هم لم يصدقوك او لم يأخذوا كلامك بعين الاعتبار وانت قلت سابقا انك لا تثق بالسيد نصر الله هل ستجري حوارا مع هؤلاء؟
أجاب: لست انا من قطعت الحوار وظهرت على التلفاز وقلت ان سعد الحريري يريد السلطة وتنازل عن هذا وقام بهذا و”تمسخر”، ليس انا من تكلمت عن كل هذه القصص وليس انا من انسحبت من الحوار لدى رئيس الجمهورية، فليتكلموا كما يريدون، اكثر من الكلام عني لن يستطيعوا محو سعد الحريري او رفيق الحريري، لا احد يمحو احدا في لبنان وليفهموا هذا.
ما حصل في الحكومة وسقوطها، وقول البعض أن سعد كان عابسا او ربما غاضبا من رئيس الحكومة، انا استأت من شيء واحد وهو الطريقة التي حدثت بها الأمور، نحن أناس لدينا عقل وهناك امور تكلمت بها في السابق في ما يخص المبادرة العربية السعودية السورية وغيرها، وقلت ما هي المصالحة الوطنية لكن هناك احترام للبنان، ذهبت للبيت الابيض وظهر شخص وتكلم وقال: اننا اقلنا الحكومة.
سئل: يقال انك وقعت على هذه الورقة؟
اجاب: انا لم اوقع على اي ورقة واتحدى اي انسان ان يريني اياها، بكل صراحة هناك دول ارادت الخير للبنان وحاولت بكل جهودها مساعدة لبنان، كانت هناك غصة بقلبي؟ نعم كانت هناك غصة بقلبي وكنت منزعجا ولم اكن سعيدا، وانا اكثر انسان كنت ادفع الثمن السياسي وكنت اعرف هذا الشيء، ولكن لماذا؟ لأنني اريد ان اتمسك بالسلطة؟ ليأخذوا السلطة ويضعوها في ماء ويشربوها، انا كنت اقوم بهذا الشيء للبنان ولكن في النهاية كنت اعرف وقسما بالله كنت اعرف ان كل هذا كذبة من قبلهم. هم كانوا يقولون انهم سيوافقون وكنت اعرف انه في مكان ما كان هناك كذب من قبل النظام السوري.
انا كنت صادقا، وكنت اريد ان يصدق الآخرون ان سعد الحريري صادق واكتشفوا هم من كان صادقا ومن كان يكذب. كان هناك شخص صادق اسمه سعد الحريري وكان هناك شخص ليس صادقا هو بشار الاسد.
سئل: أليس بقاء الحكومة أهم من المحكمة؟
أجاب: كنا ننظر الى مصلحة لبنان، كانت هناك مصالحة طويلة عريضة تحصل لمصلحة لبنان. ما معنى مصالحة للبنانيين؟
انتهت الحرب في التسعينات وذهبنا الى الطائف، هل حصلت المصالحة؟ والبعض يتحدث اليوم أننا نريد إلغاء الطائفة السياسية وهذه مناورات سياسية. يا ليتهم يتكلمون عنها بصدق ويا ليتهم يريدون هذا الامر فعلا.
عندما يرى أحدهم نفسه “محشور” يتداول في موضوع الطائفية السياسية، هل حدثت مصالحة؟ في العام 2000 قرر وليد جنبلاط ان يقوم بمصالحة الجبل مع غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، متى انتهت الحرب؟ في الـ90 بعد عشر سنوات وليد جنبلاط أخد القرار الشجاع، لماذا؟
كان المفروض ان تحصل المصالحة الوطنية بعد الطائف، وما كنا نقوله اننا كلنا كلبنانيين وكل الافرقاء التي تحاربت مع بعضها وكل الافرقاء التي كانت تتقاتل عليها ان تجلس الى الطاولة.
سئل: خضتم الانتخابات سويا، ألم تكون على صلح أثناء التحالف الرباعي وغيره؟
اجاب: هذا الأمر حصل في 2005، نحن نتحدث عن المرحلة اللاحقة.
سئل: بعد الاتهامات؟
اجاب: بعد الاتهامات وغيره، كل ما أقوله أنه كان هناك محاولة واضحة وصريحة وكان هناك شخص واحد صادق وكان هناك آخرين غير صادقين، وبإمكاني ان أريك مئة ورقة و مئة حديث حصل معي ومع السيد حسن وغيره.. من السهل على الشخص ان يرفع اوراقا، ويقول ان سعد قال كذا وكذا.
سئل: لماذا لا تريح اللبنانيين؟
أجاب: لماذا، أنا أقوم بمحادثات مع رؤساء وملوك، أنا أضع كل هذه الامور على الطاولة، بالنسبة لي ما حصل أنه كان هناك محاولة لم تنجح لأنه كان هناك إفشال من قبل “حزب الله”.
سئل: عن ماذا كنت مستعدا ان تتنازل؟
أجاب: عن الكثير من الامور
سئل: عن المحكمة؟
أجاب: أنا أتنازل من أجل لبنان، وليس عن المحكمة، باستطاعتي أن أسامح، ولكن المحكمة ستكمل والجميع يعرف وهم يعرفون ان المحكمة مستمرة، والمحكمة الدولية لا يستطيع أي إنسان إيقافها.هم يقومون الآن بالعنتريات، وإنهم لن يدفعوا المال وغير ذلك، وإننا ضغطتنا على رئيس الحكومة، وفي النهاية رئيس الحكومة قام بواجبه والحمد الله انه دفع للمحكمة الدولية ومن ثم فسروه انه فاجأهم، على من يضحكون؟
سئل: كان هناك عتب على رئيس الحكومة، هذا ما قاله السيد حسن؟
أجاب: هناك من يريد السلطة وهو “حزب الله”، وهو مستعد ان يقوم بالكثير ليبقى في السلطة، والواضح ان ما نراه خلال هذه الايام، مثلاً رئيس الحكومة في موضوع البروتوكول، قال انه لا يريد ان يجتمع في الحكومة لأن هناك تعيينات وضرب يده على الطاولة. هذا فيلم إيراني طويل.
لا نضحك على بعضنا، بعد 15 شباط سيجتمعون ومن ثم تصبح مسألة وطنية وسيكون واجب علينا الاجتماع وأن نتحدث.. يناور وتحصل التعيينات، وهذا الامر ليس خطأ في السياسة.
رئيس الحكومة يناور وقد يكون هذا حقه، ما أقوله أنهم إذا كانوا يظنون أنهم يضحكون على اللبنانيين أيا كانوا في الشمال أو الجنوب أو البقاع يعرفون ما يحدث.
سئل: في مقابلة سابقة، قلت ان مبادرة المصالحة والمسامحة طرحت فيها معادلة المحكمة والسلاح، هل ما زال هذا الثنائي؟
أجاب: اولا لم يعد هناك نظام سوري ولا احد يعترف به وهذا الامر يفتح لنا فرصة للمستقبل، انا لا اقول انني لا اريد الحوار، لكن هناك امورا اساسية في البلد يجب ان تخضع لحلول جذرية في البلد، اولا السلاح ثانيا السلاح وثالثا السلاح.
سئل: هل هذا تفجير للحوار؟
اجاب: لماذا؟ نحن ذهبنا الى الحوار بكل حسن نية الى الرئيس بري واتفقنا على امور عدة وهذه الامور التي اتفقنا عليها لم يتم تنفيذ اي نقطة منها، ما عدا العلاقات الديبلوماسية بسبب محاولة من قبل النظام السوري كي يكسب العلاقة مع فرنسا، وحينها فتحت السفارات بين لبنان وسوريا.
في النهاية نحن اتفقنا على عدة امور، السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، تحديد وترسيم الحدود، كل هذه الامور لماذا لم يتم تنفيذها؟
انا اعرف ان موضوع السلاح معقد وان موضوع السلاح له ابعاد اقليمية ولكن لا تقول لي حاورني على الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا تتكلم بسلاحي على ماذا اتحدث اذا؟
اذا اردت ان اتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية يعني كلنا كلبنانيين ان ندافع عن بلدنا او نموت من اجل لبنان، ولا يوجد احد افضل من الآخر، ولا يوجد اي لبناني على رأسه ريشة وآخر لا، في النهاية كلنا لبنانيون وكلنا ندفع الثمن عن أي هجوم على لبنان اينما كان ان كان من اسرائيل او من اي دولة اخرى كلنا سندفع الثمن.
سئل: هل هذه هي المبادرة التي ستتحدث عنها غدا في ذكرى 14 شباط؟
أجاب: في موضوع الحوار، هناك امور وافقنا عليها، في الـ2006 وقد مر عليها ست سنوات، اعلم انني حاولت وانتم تعلمون اننا قمنا بتأليف لجان لترسيم الحدود وتحديدها، هناك امور يجب ان ننتهي منها لكي تكون هناك مصداقية بين الآخرين ان كنا نريد اجراء حوار حقيقي، ألم نتفق على المحكمة الدولية؟ مرة نتفق عليها ومرة نسحب البساط من تحتها كيف هذا؟ ومرة نقول مر 100 و 200 و 300 و 400 سنة ولن نسلم المتهمين لماذا؟
سئل: اريد جملة واضحة منك انكم لن تذهبوا الى الحوار قبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟
أجاب: بالنسبة لي هناك موقف موحد بالنسبة للحوار من قبل قوى 14 آذار، في النهاية نناقش به وكقوى 14 آذار نقرر به، ولكن المبدأ اذا ذهبنا الى حوار فقط لنتصور نحن لسنا متحمسين للصورة ولا نريدها، نحن نريد حوارا جديا بكل معنى الكلمة لمصلحة البلد واللبنانيين ان كانوا في الشمال والجنوب او في بيروت او في الشوف او في البقاع او البقاع الغربي او الشمالي لمصلحة اللبنانيين، لسنا ضد الحوار ولسنا نحن من خرج من الحوار، 14 آذار تسأل لماذا لا تريدون الذهاب الى الحوار، ولكن ليس نحن من خرج من الحوار،من قرر انه لا يوجد حوار ومن تمارض عندما كان هناك حوار ومن حزن انه ليس هناك حوار ؟
سئل: يقول البعض انكم تراهنون على سقوط النظام السوري بحيث هذا السقوط يؤدي الى اضعاف “حزب الله” وحلفاء سوريا في لبنان، وتعود موازين القوى اكثر لصالحكم وتعودون الى الحكم والبعض الآخر يقول كلا على العكس يبقى هناك الراعي الايراني المهم وقد يقوي هذا “حزب الله”، اذ يصبح لبنان المكان الوحيد للنفوذ الايراني الواضح، خصوصا ان حماس اصبحت في موقع آخر وهذا سيضع كل الدعم الايراني في “حزب الله” ويبقيكم خارج المعادلة؟
أجاب: ليقرروا على اي معادلة يريدون.
سئل: هل تراهنون على ان هذا السقوط يردكم الى لبنان بقوة؟ ألا يقويكم سقوط النظام السوري كفريق سياسي؟
اجاب: لا انطلق من موقع انه اذا سقط النظام سأكون في موقع قوة، لكن ستكون هناك فرصة للبنان وهذه الفرصة يجب على اللبنانيين ان يروا كيف سيتفقون على تطبيق هذا الدستور الموجود لكل اللبنانيين وهو دستور الطائف، هناك فرصة حقيقية لنتصالح مع سوريا، هناك فرصة ان لا يستقوي احدهم على الآخر وان نبني دولة.
ما يحصل في السنوات الاخيرة ان الدولة تتلاشى، ونحن مشروعنا هو الدولة وإقامة هذه الدولة ويكون كل اللبنانيين تحت رايتها ورعايتها ونحن كلنا تحت خدمة هذه الدولة، لذلك يجب ان نرى هذه كفرصة للبنانيين ليتصالحوا مع بعضهم ويبنوا الدولة اللبنانية التي تكون بخدمة الشعب.
سئل: سبق وقلت في محور سابق ان لا احد يستطيع الغاء احد في لبنان، فكرة الالغاء ما بين مكونات لبنان صعبة ولكن البعض يقول اليوم ان هناك محاولة الغاء حقيقية لتيار “المستقبل” بالتحديد بمعنى ان الرئيس ميقاتي يشكل بديلا كونه يُعطى في الشارع السني كثيرا، في قصة تمويل المحكمة اعطي، ونصر الله قال انه عاتب، هذا يعطي الرئيس ميقاتي زخما سنّيا في مسألة بعض الموظفين السنّة الذي لم يقترب منهم احد في كل هذه المسائل هناك غض طرف كبير ليقوي شعبيته السنيّة،أاليس لديك توجس من هذا المخطط الذي يعتبره البعض ذكي وكأن حزب الله تعلم جيدا كيف يتعاطى بالسياسة اللبنانية؟
اجاب: لا اخاف من المنافسة، ونحن في دولة ديمقراطية وفي النهاية هناك صندوق اقتراع الناس ستختار فيه من تريد سعد الحريري او نجيب ميقاتي ام اي احد آخر هذه الديمقراطية يجب علينا قبولها في النهاية كلبنانيين.
سئل: ما رأيك في الحكومة الحالية؟
أجاب: أنا لا أريد التكلم عن الحكومة لكن الحكومة تتكلم عن ذاتها، في كل ما يحدث في هذه المرحلة، الواضح أنهم بعد قليل “حينتفوا بعض”.
سئل: كنت تقول أنك لا تخاف من المنافسة بمعرض السؤال عن الرئيس ميقاتي، هل هذا يعني أن الجرة انكسرت في الـ2013 في معركة طرابلس بينك وبين الرئيس ميقاتي؟
أجاب: أقلت شيئا غير ذلك؟
سئل: ألن يكون هناك حلفاء خارج “تيار المستقبل” معك، ستتحالف مع شخصيات سنية مجدداً؟
أجاب: الـ2013 ما زالت بعيدة ويخلق الله ما لا تعلمون. لنصبر قليلاً ونرى ما يحصل خلال هذه المرحلة وعلينا ان نرى ماذا سنفعل بالمستقبل.
سئل: ما زلت تشعر بالغدر من الرئيس ميقاتي؟
أجاب: ربما شعرت بالغدر من “حزب الله” أكثر من الرئيس ميقاتي.
سئل: في علاقتك بحلفائك وخصومك: في أي خانة يضع سعد الحريري وليد جنبلاط؟
اجاب: وليد جنبلاط صديق، وتربطني به علاقة صداقة، ودائما أقول لا أنسى ما قام به وليد جنبلاط بعد استشهاد رفيق الحريري، ومهما مر الزمن ومهما تغيرت المواقف والمراحل هناك حدث أساسي حصل في 14 شباط الـ2005 وكان وليد جنبلاط في قريطم معنا كل لحظة.. هذا على الصعيد العائلي والإنساني.
سئل: وفي السياسة؟
اجاب: في السياسة هناك مواقف تتغير، وأنا أخالفه في كثير من الأمور حتى عندما كنا نخوض المصالحة مع النظام كنت أختلف معه في الأسلوب والطريقة.
سئل: ولكن تغازلونه مهما فعل في السياسة؟
اجاب: وليد جنبلاط زارني وشرح لي الاسباب الموجبة، وحين فعل ذلك قلت له إنني أحترم هذا الامر، وإذا كنا حلفاء فنحن حلفاء بشرف وإذا اختلفنا في السياسة لن نهاجم بعضنا، أما موضوع الرئيس ميقاتي فهو مختلف جداً ولن أدخل في التفاصيل. ولكن بالنسبة لوليد جنبلاط هو صديق، نختلف بالسياسة اليوم، وحتى في موضوع سوريا قلت كلاما واضحا وصريحا منذ 10 أشهر. يمكن أن يكون وليد بك قال هذا الكلام لانه رأى أن الامور لم تعد تحتمل، قالها قبل بعض الناس ومعه حق.
سئل: مكانه محجوز ان قرر العودة الى “14 آذار”؟
أجاب: يجب أن نجلس ونتكلم ونتفاهم وأنا لم تكن لي مع وليد بك جلسة سياسية بعد.
سئل: هل بدأتم بالتحضير للإنتخابات في الـ2013؟
أجاب: حسب القانون.
سئل: يبدو انكم والحلفاء لستم متفقين على قانون واحد؟
أجاب: هناك حوار وسنرى ونحن صوتنا للقانون 1960، ألم يكن هذا القانون مطلبا مسيحيا؟
سئل: صحيح ويقول العماد ميشال عون أنه هو الذي حصله؟
اجاب: ابدا ليس هو، وعون ومع كل احترامي له اضاع الكثير من الفرص كي يجمع المسيحيين حوله، ولكن إقرار قانون 1960 كان بطلب من غبطة البطريرك وقتها مار نصر الله بطرس صفير والمسيحيين وكلنا توافقنا على السير به، يجب ان نرى المشكلة عند المسيحيين والمشكلة هي عدم الاستقرار وعدم السماح للبناني في الخارج بان يصوت اكان في فرنسا ام في اميركا ام في افريقيا، اينما كان.
اذا خسر اللبناني جنسيته من 50 او 60 سنة ليس له الحق باستعادتها، اذا لدينا اثباتات انه للبناني الحق في ان تكون لديه الجنسية ويجب حل هذه الامور، ولكن في النهاية كل ما اردنا ان نعدل في مكان تحصل في الغد المشكلة مع اي طائفة اخرى او اي مذهب آخر، ماذا نفعل؟، هناك حوار يجريه الرئيس السنيورة مع حلفائنا وما اقوله يجب ان نفتش على الاسباب الحقيقية التي توصلنا الى هذه المرحلة. انا تحدثت مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وهناك الكثير من الامور نتفق عليها وحتى في ما يخص الهجرة انا متفق معه، لكن اقول انه علينا توسيع فكرنا ونرى كيف نحل هذه المشاكل لأن هذه الهجرة لا تحدث بسبب قانون انتخاب وإنما بسبب عدم الاستقرار في لبنان ولأن لا يوجد كهرباء ولا هاتف ولا طرقات.
سئل: هل هذا يعني أن قانون الانتخابات الذي على اساسه جرت الانتخابات الماضية لا يزال جيدا؟ اي أن قانون الـ1960 كان مطلبا مسيحيا وتبشر فيه مجددا؟
أجاب: بغض النظر عما سيكون عليه قانون الانتخابات، القانون يجب ان يكون عادلا للجميع وان يجمعنا كلبنانيين ولا ان يفرقنا، يجب ان يضعنا كلبنانيين مسؤولين عن الشعب الذي انتخبنا، ولا يجب التفريق بين اللبنانيين وهذه مشكلتنا.
سئل :تتحدث عن عدالة ديموغرافية، وانت تتحدث عن المناصفة؟
أجاب: وهذا شيء قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
سئل: جعجع حليفك المسيحي، ويقول ان لا عودة لقانون 60 استحالة العودة لهذا القانون، انطباعي منك انك تقول ان هذا القانون مطلب مسيحي؟
أجاب: انا لا اقول ان هناك استحالة او عدم استحالة، ما اقوله ان هناك حواراً عن هذا الموضوع، انا افهم الهواجس وآخرون لديهم هواجس، كل ما اقوله يجب ان نرى اين مصدر المشكلة، اذا كان قانون الانتخاب هو المشكل لنعدله غداً ولكنه ليس المشكلة.
سئل: نريد منك ان تكون اجوبتك “تويترية”؟
اجاب: احيي اخواني على “التويتر” وان شاء الله غداً سأبدأ بالحديث معكم او بعد غد.
سئل: هناك التباس حول علاقتك مع بري، كيف هي علاقتك معه؟
أجاب: لا توجد اتصالات الآن، وانا قلت على تويتر، وهو اتصل ليسلم علي، وكنت قد طلبت في السابق منه ان يكون شريكا في الوطن وان لا يحمي المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكن لم يحصل ذلك، والآن لا يوجد اي اتصال سياسي.
سئل: حتى مع الرئيس السنيورة الشيء ذاته؟
أجاب: اتصال الرئيس السنيورة مع الرئيس بري يتم بموجب ان هناك كتلة نيابية تعمل في مجلس النواب وهذا عمل نيابي.
سئل: هل انت مصر على عدم انتخاب الرئيس بري مجددا لرئاسة المجلس؟
أجاب: انا مع تداول السلطة وهو كذلك، وهذا شيء ديموقراطي، اليس كذلك؟
سئل: حلفاؤك المسيحيون تحدثوا عن القانون الارثوذوكسي ويعتبرون ان النواب المسيحيين يفوزون بأصوات غير مسيحية، وانت تعتبر تيارك تياراً لبنانياً عابراً للطوائف وفي كتلتك هناك نواب مسيحيون، هل ستتنازل عن هؤلاء؟ مثل النواب هادي حبيش في عكار، جان اوغاسبيان في الاشرفية واسماء اخرى كي لا ننسى احداً هل ستتنازل عن هؤلاء لصالح تفهم هواجس المسيحيين؟
أجاب: هؤلاء نواب اثبتوا انفسهم والناس انتخبتهم، سواء أكان جان او هادي وهناك عمل اساسي حصل ويقومون به يوميا في مجلس النواب.
سئل: بغض النظر عن الاسماء، عندما يطالبك حليفك المسيحي ان هناك مقعدا مسيحيا يجب ان يكون من حصته ولو كان هناك ناخب سني هو الطاغي؟
أجاب: اتمنى على حليفي المسيحي ان يطالب بأن يكون في هذا المقعد فلان.
سئل: الا يحد تيار المستقبل العابر للطوائف من هذا العبور حليفه المسيحي الذي يقول له هذه منطقة تخضع لخدماتي لا تدخل عليها وهذا مقعد مسيحي يجب ان يكون للمسيحيين؟
أجاب: لم نربح الانتخابات لأن هذا مسلم او هذا مسيحي بل بالسياسة.
سئل: العلاقة مع الرئيس فؤاد السنيورة، هل نحن أمام حركة سياسية برأسين؟ سعد الحريري من جهة والرئيس فؤاد السنيورة من جهة؟
أجاب: هذه محاولات فاشلة، فالرئيس فؤاد السنيورة هو رئيس كتلة لديه موقعه السياسي وانا أحترمه جدا جدا جدا، وما يقوله الرئيس فؤاد السنيورة كأنه قاله سعد الحريري وبالعكس.
سئل: حتى الوثيقة التي تحضر؟
أجاب: كل شيء، أنا وفؤاد واحد ومن يحاول تفريقنا لن يصل الى مكان.
سئل: في مسألة الانتخابات، هل تستطيع ان تقوم في الـ2013 بما قام به الرئيس رفيق الحريري في العام 2000 عندما بقي لسنتين في المعارضة ثم عاد بكسحا على حصان أبيض الى السلطة؟ اتعتقد ان التاريخ يكرر نفسه معك؟
أجاب: هذا الشيء سيحدث لنا ولحلفائنا، أنا لا اعتبر نفسي موجوداً كـ”تيار مستقبل” إن لم يكن حلفائي معي في “14 آذار”، وبصراحة أنا متمسك بـ”14 آذار” وبـ”لبنان أولاً” وبهذه الشراكة الحقيقية التي لدينا في “14 آذار”.
أتمسك بالذين نزلوا على ضريح الشهيد رفيق الحريري، والمسلم كان يقرأ الفاتحة والمسيحي كان يصلّب، هذا الامر بالنسبة لي حلم وهذا الحلم سيتحقق بإذن الله.
سئل: أليس لديك انطباع أنه الى الآن “14 آذار” كحركة سياسية ليست متماسكة بشكل كافٍ؟
أجاب: كلا بالعكس، نحن دائما نتكلم في هذا الموضوع. ولماذا الناس تتوقع اننا نحن كقوى “14 آذار” يجب ان يكون لدينا الكلام ذاته؟ ما يؤذينا ان نكون كـ”8 آذار” وكلنا نتكلم نفس اللغة، وهذا غير صحيح فنحن ما يبقينا في الشكل الذي نحن عليه هو فعلياً هذا التنوع.
سئل: موضوع مؤسسات “تيار المستقبل” إن كانت مؤسسات صحية او مؤسسات ستعمر، وهناك واحدة من النكات على كثرة أحجار الأساس إذ تتفركش الناس بها.
اجاب: قصرنا في بعض الاماكن بسبب المشاكل المالية، وكل شيء وعدنا به في المستقبل سنقوم به وسنواجه الواقع.
سئل:الناس تعودت على انفاق سياسي معين؟
أجاب: هناك امور بالنسبة لنا ستكمل كما هي، وكل ما اقوله ان مساعدات الحريري وغيرها سنكمل بها، لكن بشكل افضل وللناس التي تحتاجه فعلا وكان هناك بعض المشاكل حلت.
سئل: يقال في بعض المجالس ان الرئيس الحريري عظيم انما فريقه ليس عظيما، وان المشكلة موجودة بمن حول الرئيس ومن يعملون معه، هل تشعر انك تحتاج على اعادة تقييم من هم حولك؟
أجاب: دائما لدينا اعادة تقييم والفريق الخاص بي يحاول المستحيل لإنجاز بعض المهام المستحيلة، هناك اخطاء حدثت وطبيعي ان تحدث الاخطاء، وما من مرة قلنا ان لا اخطاء تحدث، وهذا الفريق قدم تضحيات وعمل بكد وتعب وفي النهاية سنحاول ان نأتي بدم جديد للفريق المحيط بي.
سئل: عن العلاقة مع الجيش، البعض يقول ان تيارك يهاجم كثيرا المؤسسة العسكرية، خصوصا الآن في الموضوع الشمالي، هل هذا بغطاء من الرئيس الحريري؟
أجاب: الجيش ذهب الى الشمال واستقبلوه
سئل: نوابك يهاجمون العسكر والقيادة؟
أجاب: إذا كانت هناك محاولة لاستهداف السوريين الذين يدخلون على لبنان سيكون لي كلمة في هذا الموضوع، أما إذا كان الجيش ذاهباً لحماية الحدود فنحن مع الجيش والكل يعرف ما قمنا به مع فتح الاسلام.
هناك أشخاص يعيشون في المناطق وهناك ملاحظات لدى بعض النواب وهؤلاء النواب لديهم الحرية في أن يتكلموا مع قيادة الجيش، نحن دولة ديموقراطية.
الجيش هو لحماية كل اللبنانيين وإذا كان هناك نائب في عكار أو في البقاع أو في بيروت أو أي مكان آخر انتقد، فهذا لا يعني أن هذه سياسة “تيار المستقبل”.. كانت هناك مشكلة على الارض.
سئل: هل تعتقد ان ربيع العدالة سيزهر قريبا؟ وهل سنصل في وقت قريب الى العدالة، خصوصا في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه؟
أجاب: صبرنا كثيرا وانتظرنا كثيرا المحكمة، ولكي يصبح هناك اتهام وهذا شيء اساسي، لأننا لم نختر طريق الثأر إنما اخترنا طريق العدالة وهذا ان شاء الله في الربيع او الخريف، والمهم ان ما نريده ان يعرف الناس ان من يرتكب هكذا جريمة كاغتيال رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الارز ان هناك معاقبة في مكان ما ستحدث، لا احد يحاول ان يستقوي على العدالة، وانصح المتهمين ان يسلموا انفسهم لأن هناك دفاع وان شاء الله نحن ننتظر هذه العدالة وستحصل ان شاء الله.
سئل: هل تعتقد فعلاً ان استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان أول بوادر الربيع العربي أو لأنه والدك تحب أن تعطي لاستشهاده هالة؟
أجاب: نحن ننظر الى الثورات التي تحدث في العالم العربي، ونحن في لبنان ننظر الى المكان الذي حدثت فيه أول ثورة فعلياً، وأين نزل الشعب الى الطرقات وطالب بالحرية في بيروت ، لذلك ربما لدينا إحساس في مكان ما أنه صحيح أن كل بلد مختلف لكن نرى أننا في لبنان سبقنا في هذه المطالبة وفي النهاية حققنا بها سيادة وحرية لبنان، لذلك ليست قصة اننا كلبنانيين أفضل من غيرنا حدث شيء في البلد وتحرك البلد تحديداً كما حصل في مصر وتونس والبلدان التي حصلت فيها الثورات.
سئل: ماذا تقول لإبنك حسام إذا كان يشاهدك؟
أجاب: اقول ان من قتل الرئيس الشهيد ما زال يدفع الثمن، ومن اسقط سعد الحريري ان كان في الحكومة او يحاول ان يمحو ليس سعد الحريري بل مشروع رفيق الحريري يخرج نفسه من سوريا اليوم، هذا مشروع رفيق الحريري ولا يمكن لأحد محوه وهذا تاريخ سينصف رفيق الحريري ومشروعه.
سئل: انظر الى الكاميرا وتتكلم مع حسام سعد الحريري وتشرح له لماذا اباه سعد رفيق الحريري يخوض هذه المعركة ومستعد لدفع كل هذه الاثمان ربما البعض يقول يعرض البلد للخطر، ماذا تقول لحسام سعد الحريري عن رفيق الحريري؟
أجاب: في البداية لم استطع ان اقول لحسام ان جده استشهد، واقول لحسام ولولوا وعبد العزيز وكل الاولاد واولاد اخوتي ان رفيق الحريري لم يستشهد لأنه من آل الحريري بل استشهد من اجل بلده وايمانه بلبنان الذي يجمع فيه كل الطوائف وكل المذاهب ليري فعلاً رسالة لبنان، لم اكن اتمنى بأن اكون في هذا الموقع، دائما اتمنى ان يكون رفيق الحريري بيننا ولكن حصل، وهناك احد يجب ان يكمل المسيرة ووقع الاختيار علي ولست انسانا جبانا وسأكمل المسيرة لأن مسيرة رفيق الحريري قامت ببناء لبنان اليوم.
الطرف الاخر يحارب اي مشروع يخص رفيق الحريري في المطار وسوليدير وغيره ماذا قام به الآخرون؟ يتكلمون عن الديون وهم من نهب البلد وسرقها.
ان رفيق الحريري كان امل لبنان ومشروع رفيق الحريري كان املا للبنان، خسارة رفيق الحريري هي خسارة كبيرة للعائلة ولكنها ربح كبير للبلد، وسنكمل بمشروعه هذه المسيرة، وكل انسان ان كان في الجنوب او الشمال او في بيروت الحبيبة التي دفعت الاثمان.
انا آسف لأنني لا استطيع ان اكون غدا على ضريح الرئيس الشهيد، وهذا يقتلني. ولكن على كل حال الله كبير وسيحاسب في الدنيا، واليوم يحاسبهم في الدنيا عما فعلوه، اذا أردنا ان نرى مقاومة حقيقية فلنرى الشعب السوري فالناس تقتل والاطفال تموت، لماذا يدافع الطرف الاخر عن هذا النظام، لو كان رفيق الحريري حي ويرى ما يحدث في سوريا لما كان سكت وكان تكلم وطالب الاسد من سنين بالاصلاح.