بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف أقام إتحاد الشباب الوطني ، إحدى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني،إحتفالاً حاشداً على مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس بحضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثلاً وزير المال محمد الصفدي ورئيس بلدية طرابلس نادر
الغزال وحشد من العلماء وممثلي القوى السياسية والأهلية والفصائل الفلسطينية .
افتُتح الإحتفال بآية من القرآن الكريم رتلها فضيلة الشيخ محمد الزعبي وقدم الإحتفال عامر عقدة .
وألقى الشيخ كمال عجم كلمة قال فيها وإذا كان الكريم يُحب لكرمه ، وإذا كان الصادق يُحب لصدقه فإن النبي صلّى الله عليه و سلّم يُحَب لهذه الصفات كلها لأنه استكمل الصفات الإنسانية فهو النموذج الامثل في الإخلاق للبشرية ، وولادته تعني ولادة أمة تُصان فيها حقوق الإنسان ، أُمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحكم بالعدل لا مكان فيها للمحسوبيات ، أمة تكرِّس الحياة الحرة الكريمة للإنسان البعيدة عن كل أشكال التفرقة والتمييز ، وأكد أن خير احتفال بهذه الذكرى هي بنصرةِ النبي صلى الله عليه و سلّم و التخلق بأخلاقياته و الإقتداء بسُنتِه .
ثم كانت كلمة لمسؤول إتحاد الشباب الوطني في الشمال المحامي عبد الناصر المصري فقال :
في ذكرى المولد النبوي نتذكر النداء الإلهي للمؤمنين أن يعتصموا بحبل الله فلا يتفرقوا أو يتباعدوا خصوصاً وأن شياطين الإنس من أعدائنا تنشط بقوة لتفكيك عرى الوحدة الإسلامية عبر إثارة النعرات والغرائز المذهبية التي تريد إذكاء نار إنطفأت منذ ردح من الزمن ، نار الفتنة الطائفية والحروب على أساس مذهبي أو ديني .
وناشد جميع المسلمين الإلتزام بالإعتدال والوسطية فهي سمة أهل الإيمان ومنهجهم وهي تعبير عن سماحة الإسلام والعدل في التعامل والعلاقات ، محذراً من مخاطر الجمود والإنغلاق والغلو والتطرف بإسم الدين فذلك يغذي الجهل والتعصب ويلحق بالدين إساءات لا تقل خطراً عن إساءات أعداء الدين .
وأضاف أن المسلمين بمختلف مذاهبهم ، دينهم واحد ورسولهم واحد وعقيدة التوحيد عندهم واحدة وشريعتهم واحدة وهم يلتقون على أكثر من ثمانين بالمئة من القضايا الفقهية في حين أن عدو دينهم وقرآنهم وشريعتهم وعقيدتهم وعروبتهم هو الصهيونية العالمية وحلفائها الأميركيين فلماذا لا تتحول جميع البنادق إلى صدور الأعداء بدل توجيه البعض بنادقه ضد إخوة له في الإيمان والوطنية والعروبة.
واعتبر ان الغرائز والانفعالات تغذيهما وسائل اعلام متنوعة تتكلم عن شعب الأمة باعتبارهم مجموعات من سنة وشيعة وعلويين ومسيحيين وأقباط وأكراد وليسوا شعباً واحداً ، وما ذلك الا لضرب الهوية العربية الجامعة ، لأن التمسك بالهوية العربية هو الطريق لاعادة تصويب اتجاه البندقية نحو أعداء الأمة بهدف تحرير فلسطين وجوارها .
واستغرب أن نسمع في هذه المرحلة أصواتاً لقوى واحزاب اسلامية في طول الأمة وعرضها تُنَظِر لضرورة اقامة العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب واحترام اتفاقيات الذل مع العدو الصهيوني متناسين قول الله سبحانه وتعالى ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ” .
وختم مطالباً وزراء المدينة العمل لإنهاء ملف الموقوفين الإسلاميين وإطلاق سراح الأبرياء منهم وأيضاً الذين تجاوزت مدة توقيفاتهم العقوبات القانونية وإجراء المصالحات الشاملة بين أهالي جبل محسن والتبانة وإطلاق ورش اللانماء والإعمار فيهما مناشداً رئيس الحكومة ووزراء طرابلس إطلاق مشاريع المدينة الإنمائية وإتخاذ الاجراءات العملية السريعة لمعالجة أزمة المجلس البلدي المشلول وحل أزمة السير الخانقة و تأمين المياه لجميع المنازل ومنع قطع التيار الكهربائي ليلاً ومواجهة انتشار عصابات السرقة وإنهاء مشروع الإرث الثقافي متسائلاً إذا لم تستعد طرابلس بعضاً من حقوقها في هذه الحكومة فمتى ستستعيدها .
وتخلل الإحتفال أناشيد وابتهالات دينية قدّمها منشد الشارقة فضيلة الشيخ محمد الزعبي وفرقته .