استفاق اهالي حي المهاترة داخل المدينة القديمة – طرابلس على صوت ارتطام ضخم، تبين انه ناجم عن انهيار الجدار الذي يسند باحة احد المنازل المطلة على مسجد سيدي عبد الواحد الاثري. وبنتيجة الانهيار فتحت ثغرات في جدار المسجد من ناحية القبلة، وتدحرجت الحجارة داخل المصلى من اكثر من مكان، الأمر الذي أحدث هلعا لدى الأهالي.
وقال مختار حي المهاترة عصام احمد مرحبا:”ان هذه المنطقة غنية بالاثار المملوكية وهي الاقدم تاريخيا في مدينة طرابلس، وتقع وسطها، وهناك ابنية اخرى تاريخية تراثية معرضة للسقوط او آيلة للسقوط منذ سنوات طويلة، وقد تقدمنا بعدة كتب إلى رئيس البلدية السابق المهندس رشيد جمالي الذي زار المنطقة واطلع على الواقع ميدانيا، ووعد بارسال وفد هندسي لمعالجة الموضوع، ولم نسمع بعد ذلك منه شيئا. وهناك مثلا مبنيان مجاوران للمسجد آيلان إلى السقوط، وما يلفتنا أن الحل يبدأ البحث عنه بعد وقوع المشكلة او الكارثة وليس قبل ذلك.”
ولفت مازن حمامة من اهل المنطقة الى “ان هذه المشكلة مزمنة وهي قديمة جديدة وقد تحدثنا الى رئيس البلدية الدكتور نادر الغزال الموجود في بيروت والذي اوعز الى مصلحة الورش في البلدية للحضور ومعاينة الجدار والتصدعات ورفع تقرير بذلك”، مشيرا “الى ان لا صلاحية للبلدية في هذا الامر وهو من اختصاص وزارة الاشغال والهيئة العليا للاغاثة.”
بدوره أكد امام المسجد الشيخ جمال الصديق بان المراجعات الفعلية بدأت منذ عام 1996 لدى الاوقاف ووزارة الاشغال ومديرية الاثار وكل المسؤولين من قريب وبعيد وكل منهم وعد، واخرون اتوا وكشفوا وغادروا مع وعود بالحل السريع ولم نر بعد ذلك شيئا حقيقيا.والموضوع الان ليس فقط جدار المسجد بل احتمال الانهيار لاحد الجدران على المصلين فعندها ستحل كارثة وهذا الامر يستلزم من الدولة التحرك، فهذه اثار مهمة وهي معنية بالحفاظ عليها وطبعا الحفاظ على ارواح الناس”.
من جهته لفت رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال الى “ان البلدية كانت رفعت كتبا الى وزارة الاشغال حول واقع الابنية في الاحياء القديمة”، وانه ليس بمقدور البلدية ان تتعامل مع موضوع كبير كتأهيل الابينة الآيلة للسقوط في طرابلس، فهو يتطلب الكثير من الامكانيات الفنية والمالية وهي ليست متوفرة لدى بلدية طرابلس”، مؤكدا “انه سيتابع مراجعاته مع المسؤولين لايجاد حل لهذا الموضوع، وانه كلف لجنة من البلدية لمعاينة الاضرار ورفع تقرير بذلك.”