يوم أمس كان يوماً تركياً في عكار بامتياز، حيث ازدانت الشوارع من حلبا مروراً بالكواشرة البلدة ذات الجذور التركية، وصولاً الى البيرة بالأعلام التركية واللافتات المرحبة بأول وزير تركي يزور منطقة عكار، منذ أكثر من مئة عام..
فقد كان الاستقبال حافلاً في لقاء وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يرافقه السفير التركي في لبنان سردار كلتشي وعقيلته.
والوزير أوغلو حضر خصيصاً لرعاية حفل افتتاح مركز البيرة الصحي ـ اللبناني التركي، الذي قدمته الحكومة التركية. وقد مثل في الافتتاح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
استقبل الوفد التركي بعرض للخيل ونحر الخراف والدبكة العكارية والزفة اللبنانية وإطلاق المفرقعات النارية وبالزغاريد ونثر الأرز والورود، وأقيم الاحتفال في باحة المركز الصحي المجهز بالتقنية الصحية العالية وفي حضور رئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور محمد غمراوي ممثلا وزير الصحة محمد خليفة حيث افتتح بالنشيدين اللبناني والتركي، وبكلمة تعريف وترحيب من يوسف وهبي. ثم ألقى رئيس بلدية البيرة محمد وهبي كلمة اعتبر فيها أن هذا المشروع الصحي سيبقى شاهداً على مدى إخلاص الشعب التركي وشهامته وإنسانيته تجاه الشعب اللبناني الجريح وشعوب العالم المستضعفة.
وقال وهبي: يوم فقدنا الدعم والرعاية من المقربين وجدنا الحكومة التركية ممثلة بسفيرها في لبنان تقف الى جانبنا تقدم لنا العون من أجل رفع الحرمان عن هذه المنطقة المحرومة التي عانت من همجية وغطرسة العدو الإسرائيلي فقتل لنا الأبناء وهم في طريقهم إلى منازلهم ودمرت لنا الجسور والمنشئات لكن ها هي الحكومة التركية تبني بلا منّة وتعطي بلا حدود.
وتابع: معكم سنكمل المشوار متضامنين متعاونين من أجل الأقصى وفلسطين والمظلومين والمقهورين ضد الغزاة المحتلين.
ووجه وهبي كلمة إلى الحكومة اللبنانية والى وزير الصحة قائلا: الحكومة التركية بنت وجهزت وعليكم يا معالي الوزير المقدام، الدعم الكثير، ليستمر هذا الصرح الصحي بالعطاء وتقديم الخدمات الملحة لأبناء هذه المنطقة.
الوزير أوغلو
وألقى الوزير التركي أغلو كلمة شكر في مستهلها الذين نظموا هذا اللقاء الحافل وقال: أحمل معي تحية من 72 مليون تركي في بلاد الأناضول، وسلام خاص لرئيس الجمهورية غول ورئيس الوزراء أردوغان، وأعلن أن لبنان هو وطننا، وفرجكم هو فرحنا، وأمنكم وسلامكم هو أمننا وسلامنا، ومشاكلكم هي مشاكلنا، ونحن نشاطركم هذه المشاعر وهذه المواقف، كما في لبنان كذلك في غزة، وفي العراق، وفي أي منطقة من مناطق الشرق الأوسط، وأشكركم لأنكم في عكار حافظتم على اللغة التركية وان مساعدتكم مقدسة، اذ نعتبر حين نساعدكم إننا نساعد أنفسنا. وشرف كبير لي أنني أول وزير تركي أزور هذه المنطقة، وشرف أكبر أن أفتتح هذا المركز، وستبقى هذه الزيارة ذكرى أحملها إلى الأبد، ونحن لا ننتظر منكم الشكر، لان ما قمنا به هو واجب علينا، ونحن من يجب أن يشكركم.
وأضاف: تاريخنا وثقافتنا ولساننا مشترك، وقدرنا مشترك، وسنبقى معاً، في الخير وفي الصعوبات، وستبقى تركيا إلى جانبكم دائماً، تتشارك معكم وستبقى تركيا ولبنان أخوة وأصدقاء، لأنه بيننا مستقبل مشترك، وهذه المنطقة العكارية ستبقى جسر الصداقة الذي يربط تركيا بلبنان، وسيبقى هذا الجسر جسر الصداقة والأخوة ليوم القيامة.
بعد ذلك قص الوزير أوغلو والحضور شريط الحرير ثم كانت له جولة في أرجاء المركز الصحي الذي يقدم الخدمات الصحية الطارئة لأبناء المنطقة ويقدم الخدمات لما يقارب 150 مريض كما يقدم الإسعافات الضرورية وفيه أيضاً موقع لتعليم التمريض ومجهز بمختبر وأشعة وكل المستلزمات الصحية بأفضل المواصفات المعتمدة في تركيا. بعد ذلك كان حفل كوكتيل بالمناسبة.