عقد النائب السابق ناصر قنديل مؤتمرا صحافيا، في مكتبه في زقاق البلاط، تناول فيه تداعيات الأزمة السورية وانعكاساتها اللبنانية، فاعتبر أن “الهجوم المعاكس لقوى المقاومة قد بدأ مع مطلع العام منذ الانسحاب الأميركي من العراق، وأن التصعيد الإيراني في الخليج أحد مفردات هذا الهجوم وقد نجح في دفع واشنطن للتراجع وسينجح في لي الذراع الأوروبية وصولا إلى عودة تركيا إلى نقطة الوسط في أزمات المنطقة”.
ورأى أن “الأمر لم يعد فيه مجال للكذب عن الثورات العربية المسروقة كما كانت ثورة العشرين التي خبأ الشريف حسين وراءها موافقته على سايكس بيكو وقيام إسرائيل، وها نحن نسمع أن قادة الأخوان المسلمين يتحولون على الطريقة الجنبلاطية أصحابا للصديق جيف ومدافعين عن كامب ديفيد” .
ودعا قنديل إلى “التنبه لمحاولات لعب بالنار من بعض اللبنانيين على إيقاع أكاذيب جيفري فيلتمان عن تطورات مهمة في سوريا، وهو يعرف أن واشنطن فوضت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إدارة التفاوض السري مع دمشق وطهران وتريد بعض الرؤوس الحامية البلهاء من لبنان لتعزيز وضعها التفاوضي” .
وتوجه إلى وسائل الإعلام اللبنانية لتقديم دور الإعلام اللبناني كمنبر محايد يكشف الحقيقة في الأزمة السورية، معلنا أن بمستطاع الوسائل اللبنانية بلا استثناء التوجه بطلبات لتغطية الوضع من داخل سوريا بعدما استثنيت من أي حظر كحال قنوات الجزيرة والعربية وفرنسا 24، مبديا الاستعداد لتقديم أي مساعدة في هذا المجال.
وخاطب قنديل الرئيس سعد الحريري سائلا: لماذا بدلت رأيك عن العودة إلى بيروت عن طريق مطار دمشق ما دمت واثقا من سقوط النظام في سوريا، ولماذا تجاهلت دور القاعدة في حربي الضنية ونهر البارد على الجيش اللبناني كدورها في الصواريخ الطائشة في الجنوب، ام أن الحلف مع القاعدة تحت رعاية الأمير بندر يضع في الفم ماء؟،
متحديا جنبلاط “كشف حساب عن ثلاثين سنة من العمل السياسي محورها جمع المال الأسود من حرب تشاد وبيع المرتزقة للقذافي وصولا إلى التنقل من دولة لدولة متسولا ونهب الصناديق والخزينة بهدف بناء دولة درزية بالتنسيق مع إسرائيل، من مجازر الجبل إلى اغتيال مشايخ الإعتدال بين السنة والدروز – حليم تقي الدين وصبحي الصالح – والتنسيق مع إليوت آبرامز لاغتيال نصرالله ومغنية والأسد وصولا إلى الرهان على الأزمة في سوريا لتقسيمها دويلات طائفية، منها دويلة تضم جبل لبنان وحاصبيا والسويداء وحل إداري في ظل الاحتلال لضم دروز الجولان والجليل”، داعيا جنبلاط إلى الاعتزال المبكر للسياسة ضنا بالدروز واللبنانيين لأن حلم الدولة الدرزية وسواس قاتل وفكرة شيطانية لن تبصر النور وما جمعت من مال يكفيك لولد الولد” .
وخاطب قنديل “ثلاثي جنبلاط – الحريري – جعجع حول خطة فيلتمان لإشعال نصف حرب أهلية في الشمال وجبل لبنان المسيحي لتصفية وجود القوى الوطنية، وخصوصا المردة والتيار الوطني الحر على إيقاع تطورات الأزمة في سوريا”، منبها إلى “أن الحروب الأهلية ليس فيها ربع ونصف، فالحريق سيشمل كل لبنان وهذا جريمة وحرام وخراب وهو قبل كل شيء سراب، فلن يتغير شيء في سوريا لو جعلتم الشمال قاعدة إسناد والقاعدة نقلت لبنان إلى ساحة جهاد وطريق بيروت دمشق لن تقطع، والجنوب والبقاع لن تفصلهما إمارة الجبلين كما يسميها فيلتمان”.
وعما ورد في “كلام المنشق السوري المسمى كبير مفتشي وزارة الدفاع”، قال: “بعد البحث والتدقيق تبين أن المتحدث اسمه أبو شاروخ لأنه من مستوى موظفي الدرجة العاشرة يشتغل بسرقة فواتير غير مسددة كمدني عامل في إحدى مكاتب المحاسبة لإدارة المحاضرات في كلية الدفاع الوطني، وأنه كان يحجز للضيوف كل سنة مرة في الميريديان ويتسلم باسم كل مشارك مئتي دولار بدل ضيافة يقوم بسرقتها. وبالمناسبة أنا لم أنزل في الميرديان منذ ثلاثين سنة، واسم الفندق لم يعد الميريديان منذ خمس سنوات، وقد شاركت في هذه المحاضرات ثلاث أو أربع مرات ويبدو أن أبو شاروخ قبض باسمي مئتي دولار في كل مرة وربما أمضى ليلة كل مرة في الميريديان في غرفة حجزها على اسمي، وربما حدث الشيء نفسه مع العميد أمين حطيط والأستاذ رفيق نصرالله. وبالمناسبة لو أراد حطيط مالا ألم تكن مفاوضات ترسيم الخط الأزرق فرصة لا تعوض، ولو أراد رفيق نصرالله مالا أليست مشيخات الخليج أسهل وأكرم؟ أما المزحة السمجة أن يكون الوزير علي حسن خليل يقبض مالا من سوريا والمضحك كثيرا في سخافة الكلام عندما تتحدث المعارضة السورية عن أن إعلام حزب الله يقبض مالا من سوريا، ونحن نهنئ المعارضة السورية بنجاحها حتى الآن بتنظيف مؤسسات النظام من قاذورات ومهملات وروائح كريهة من الفاسدين الذين يشبهونها ويكفي الإطلاع على الملفات الشخصية لنماذج قيادات المعارضة لنعرف أن شعارها : اللي متلنا تعوا لعنا” .
وختم: “من قبضوا مالا وصنعوا مجدا على ظهر سوريا كانوا أول من طعنها، واسألوا عزمي بشارة؟ ومن يقف مع سوريا اليوم هم الذين رفضوا مال الدنيا لبيع موقفهم أو مجرد الصمت ويتلقون التهديد يوميا وكانوا يدفعون أثمانا يوم كان القرار لسوريا ليتقدم عليهم المنافقون والمتسلقون” .