نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: “حصنوا أنفسكم بالصدقة، فهذه العبارة نموذج من نماذج الحق والخير والإيمان فالتحصين ليس مشروطا بالأسلحة ولا بالمعدات الحربية بل يكون بأمور أخرى يدعو إليها الإسلام، الصدقة تدفع البلاء وتزيد في العمر وتحط الذنوب وهي دواء وفدية تزيل الحواجز والعقبات من إمام المتصدق وعندنا يقول الخبر “داووا مرضاكم بالصدقة” لان الصدقة تدفع البلاء وتطيل العمر وتكشف الهم وتفرج الغم وتدخل السرور على قلوب المحتاجين هذه الصدقة تحل المعجزات وتفك العقد وتساهم في تسهيل الأمور”.
ورأى ان “الدول الإسلامية والعربية تعالج الأمور بالتسليح المتطور وهنا أود ان ألفت النظر لكل من يصرف هذه الأموال نقول له ادخلوا السرور على قلوب المحتاجين وارفعوا الظلم عن الناس واقضوا حوائجهم ويسروا أمورهم فلا تجعلوا بينكم وبين أهل الحاجة عقبات وحواجز بل افتحوا أبوابكم واستقبلوا الناس وخصوصا أهل الحاجة لان من نعم الله علينا حوائج الناس إلينا فلنعمل بطاعة الله تعالى ولنحصن أنفسنا بالتقوى فنتصدق على الفقراء والمحتاجين لان الصدقة تقربنا من الله وتبعدنا عن الشيطان فلا نجعل للشيطان علينا مأخذا فالشيطان هو العدو الوحيد للإنسان، مما يحتم علينا ان نعمل لنتخلص من همزات الشيطان”.
ولفت قبلان: “إن الأسلحة التي تتسلح بها الدول العربية لن تمنع عنها الغل والشر والظلم الذي يمنع كل ذلك هو الله سبحانه وتعالى له جنود مطيعين متمسكين بحبله فلنبتعد عن الغلظة ولنتشاور ونتحاور ونتواصل ونتماسك، فما يجري على الأرض منشؤه البعد عن الله، فعلينا إن نغير ما بأنفسنا ليغير الله شأننا ويضعنا على الخط المستقيم ويبعد عنا المصاعب والمشاكل فحصنوا أنفسكم والبسوا درع الوقاية وهو قضاء حوائج الناس وإدخال السرور على قلوب المؤمنين والبعد عن الغي والعيب والفتنة، كونوا مع الله ليكون الله معكم واعملوا لما يرضي الله فالله يحفظنا ويحمينا ويبعد عن نفوسنا عيوب الظلمة والحاقدين والفاسدين، فالله أمرنا بالتقوى وهي باب هدى وسبيل إلى الله فعلينا إن نعود إلى معالم الدين وأصول العقائد ونعمل بفروع الدين ونقتدي بالنبي وأهل البيت الذين تحصنوا بالدعاء وعملوا لرضا الله تعالى وابتعدوا عن معاصيه، لذلك فان نجاة البلاد والعباد تتحقق بتنظيم الشأن مع الله والتغيير من السيئ إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن فنبتعد عن الضلالة والفساد والبغي والحقد فنتمسك بحبل الله ونبتعد عن معاصيه”.
وأكد ان “الدماء التي تسيل في أرضنا العربية والإسلامية مؤلمة وموجعة ومخيبة للآمال وعلينا إن نعمل لما يرضي الله فنحفظ الدماء لنكون امة سعيدة مباركة، فالأمور لا تبشر بخير لان ما يجري خبيث وعلينا ان نكون في طاعة دائمة لله نتحلى بالصلاح ونعمل لمرضاة الله ونتبعد عن سخطه لان تحصين البلاد بمحبة العباد وإدخال السرور على قلوب المحتاجين والفقراء والمرضى فنبتعد عن كل عيب وفساد وباطل وعلى الجميع إن يرحموا من في الأرض ليرحمهم من في السماء فنكون قدوة حسنة عاملين لمرضاة الله والبعد عن معاصيه فيكون تحصين البلاد بالتعاون على البر والتقوى وإدخال السرور على قلوب الناس والله ينصرنا إذا عملنا بأوامره”.
وتساءل: “ما سبب هذه المعاناة القاسية ولماذا القتل غير المبرر في بلادنا وخاصة في العراق وسوريا، وعلى أهل سوريا إن يتشاوروا ويتعاونوا ويتواصلوا ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، فنحن بحاجة إلى رأب الصدع وجمع الكلمة والتعاون على المعروف والبعد عن المنكر ما يجري من قتل منشؤه البعد عن الله وعدم التمسك بسنة رسول الله والسير على نهج الله تعالى وعلينا إن نكون بعيدين عن كل فساد وضلالة ونقول للشعب السوري نريد خيركم ومعروفكم واستقامتكم وهدوءكم ونريدكم من خير الأمم وأحسنها فابتعدوا عن القتل غير المبرر لان الفتنة تخدم الشيطان اما الإيمان فيخدم الإنسان ويحسن قدرنا، فابتعدوا عن كل فساد ومنكر فما يجري في الميادين بعيد عن الحقيقة وعلينا إن نوفر يوم الجمعة الأمن والأمان للناس فلا نكون من أهل الضلالة والوحشية فنهدأ ونستعيد وضعنا لتكون بلادنا آمنة ومستقرة، وعلى السوريين إن يتقاربوا ويتشاوروا ليعطى لكل ذي حق حقه فنكون من أهل الرحمة، فالإسلام دين الرحمة والخير المطلق وعلى السوريين إن يعملوا لمصلحة بلادهم وخير شعوبهم. ونحن نستنكر بشدة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في العراق بالأمس، واليوم في دمشق في مجازر وحشية ليس لها صلة بالدين والأخلاق والأعراف الإنسانية وهي تحمل هوية مرتكبيها الإرهابية الذين يعيثون الفساد والقتل والإرهاب في ربوع بلادنا بهدف ترهيب الناس وإدخالها في نفق مظلم من الفوضى والفتن خدمة لمشاريع العدو الصهيوني الذي يتربص بشعوبنا الشر مما يستدعي إن نحصن وحدتنا بالتعاون والتشاور ونبذ عناصر الفتنة من صفوفنا والعمل لحفظ بلادنا من الاختراقات وتحصينها من المؤامرات”.
وختاما، طالب قبلان حكام البحرين ان يرحموا الناس ويصلحوا شأنهم ويبتعدوا عن الغلظة وعن كل شر وظلم وفتنة وفساد وينصفوا شعب البحرين، ونحذرهم من الانزلاق في المهاوي وغياهب الأمور وعليهم الابتعاد عن كل فساد ومنكر.
ودعا المسؤولين في لبنان بالتعاون في ما بينهم لحل العقد لما يرضي الله تعالى ويعملوا لمصلحة البلاد والعباد ويبتعدوا عن الضلالة والفساد والمنكر والبغي وعلى المسؤولين في لبنان إن يرحموا شعب لبنان ويحافظوا على وطنهم من الاختراقات والأهواء المغرضة فلا يتعصبوا إلا للحق ولا يعملوا إلا للعدالة وعلينا إن ننكر المنكر ونتحدى البغي والمنكر والفتن فما جرى من تطورات وإحداث على الأرض غير مقبولة، وعلى الجميع تقع المسؤولية في التعاون لحفظ لبنان وعليهم إن يكونوا مع الدول والجيش بعيدين عن المتاهات المغرضة والمفسدة والبعيدة عن الحق وعلى الجميع إن يعملوا لمصلحة لبنان وحمايته وإبعاد الناس عن المفسدين في الأرض الذين يتحركون للفتن والمشاكل فما يجري لا يخدم المصلحة الوطنية ويضر بشعب لبنان وعلينا إن نتعاون ونتشاور في كل صغيرة وكبيرة لنكون يدا واحدة متمسكين بالوحدة عاملين لتحصين وطننا”.