افتتحت “مؤسسة الصفدي” مهرجانها السنوي الثاني “عيش الميلاد” في “مركز الصفدي الثقافي”، بالشراكة مع السفارة البولندية في بيروت، المعهد الوطني العالي للموسيقى- الكونسرفتوار، معهد “دانتي أليغيري” الثقافي الإيطالي في طرابلس، والمركز الفرنسي في طرابلس، وذلك وسط حضور حاشد ملء قاعة المسرح وقاعة الشمال وباحتها الخارجية التي توسطتها شجرة الميلاد ذات الطابع الإيطالي. كما حضر رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، ممثل عن بلدية طرابلس، وممثل عن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، مدير عام “مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، مدير المركز الفرنسي ايتيان لويس، مديرة معهد دانتي أليغيري كريستينا فوتي، فعاليات ثقافية واجتماعية ومدنية، طلاب جامعات ومدارس، وجمهور واسع من مختلف الأعمار. الجدير بالذكر، أن الأجواء الميلادية في “مؤسسة الصفدي”، حافلة بعدد من البرامج المنوعة (البرنامج مرفق ربطاً)، وهي مستمرة حتى الخميس المقبل.
وقد تميز حفل الافتتاح بمبادرة مميزة من جوقة “كورال الفيحاء”، أرادها قائدها المايسترو باركيف تاسلكيان تحية ميلادية لأهل طرابلس والشمال، إذ اعتلى المسرح منفرداً متوجهاً للحضور داعياً إياه لمشاركة أفراد الكورال الذين توزعوا بين مقاعد الجمهور، الغناء. فغنى الجميع تحت إدارته “ليلة عيد” بأربع لغات: العربية، الإنكليزية، الأرمنية والفرنسية، قبل أن ينتقل أفراد الفرقة إلى المسرح، فكانوا متميزين بعددهم الذي فاق الخمسين، وبأربع طبقات صوتية غنوا من خلالها باقة من الأغنيات الميلادية: Gloria, The drummer boy, Silent night, We wish you a merry Christmas, Deck the halls، أضفت على المكان أجواء ميلادية رائعة. ثم انتقل الجميع إلى الطبقة الاولى من المركز حيث أضاؤا شجرة رغبات الميلاد الأيطالية، مع غناء ميلادي بالإيطالية لأطفال مدرسة الليسيه، بتنظيم من معهد “دانتي أليغيري” وسط تصفيق الجميع، قبل أن يفتتحوا معرض الحرف اليدوية الذي ملء قاعة الشمال بحلي وأدوات زينة وزركشات وأعمال يدوية ومطرزات ومأكولات وزهور من وحي الميلاد وألوانه، بمشاركة متنوعة بين طرابلسية وشمالية وروسية وأرمنية…
وقد افتتح الحفل بكلمة لـ”مؤسسة الصفدي” ألقتها ريما غانم، مؤكدة على مبادئ “مؤسسة الصفدي” الهادفة إلى “تعزيز الحوار الثقافي لأنه الوسيلة الحضارية الأنسب للتواصل والحوار بين الشعوب”، مذكرة “بأن طرابلس، كانت وستظل المثال المتميز للعيش المشترك والانصهار الاجتماعي بين شرائحها المتنوعة”. وقالت: “أردناها مع شركائنا رسالة تفاعل بين ثقافات البلدان المشاركة وبلادنا، لنؤكد معاً أن الثقافة جامعة دائماً مهما تغيرت لغتها”. ولفتت إلى أن “اختيارنا لعنوان المهرجان “عيش الميلاد”، ينطلق من إرادتنا بأن تعيشوا الميلاد من خلال استكشاف الثقافات المختلفة، وقد ساعدنا شركاؤنا مشكورين في أن ننقل لكم عيد الميلاد من أجزاء مختلفة من العالم، مثل بولندا وإيطاليا وفرنسا وبالطبع لبنان. ونأمل أن يكون موسم الأعياد مليئاً، ليس فقط بالكثير من الهدايا والمناسبات، وأيضاً بالصداقات والترابط العائلي، والقلوب المفتوحة”. وختمت موجهة الشكر “إلى الشركاء وكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، متمنية للجميع أعياداً ملؤها الأمان والسعادة، والأمل بتحقيق أحلامكم وأهدافكم وتطلعاتكم في السنة الجديدة المقبلة”. ثم ألقت السيدة فوتيه كلمة الشركاء، فعبرت عن سرورها بتلبية دعوة “مؤسسة الصفدي” للمشاركة في مهرجانها الميلادي للسنة الثانية على التوالي، موجهة الشكر للمؤسسة والقيمين عليها باسم الشركاء الأوروبيين. ثم شرحت عن شجرة الأمنيات الإيطالية ذات الطابع العاطفي، فهي ذكريات يحملها كل مغترب يترك بلده، داعية اللبنانيين الذين يعيشون في ايطاليا والإيطاليين الذين يعيشون في لبنان لأن يرسلوا إلينا أمنياتهم لنضعها على الشجرة، فيصبح نجاحنا كبيراً”. وقد منحنا الفرصة لأطفال الليسيه في هذه السنة لتزيين الشجرة، فشكراً لمدير المدرسة السيد مارك غيراردو والأستاذ فينسنت بيللار والمعلمين، لمساعدتنا في هذا الامر…. وختمت مثنية على شعار هذه المناسبة المفرحة “ثلاث ثقافات، أربع لغات”، الذي ينمي التبادل الثقافي فيما بيننا.