أثار الموقف الصادر عن النائب معين المرعبي الذي اعتبر فيه ان مفتي الجمهورية “منتحل صفة” ردود فعل مستنكرة وشاجبة، في اوساط العلماء المسلمين والاوساط الشعبية في عكار والشمال.
وقد تداعى علماء ورؤساء بلديات في عكار الى اجتماع اصدروا بعده، بيانا جاء فيه:
بعد التطاول والتهجم من بعض من يارسمون العمل السياسي في عكار في تصريحاتهم على مقام مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني اجتمع العلماء وعدد من رؤساء البلديات في عكار واستنكروا بشدة هذه التصريحات وهذا التطاول على مقام صاحب السماحة.
ورأى المجتمعون انه من المعيب والمشين ان يصل اهل السياسة الى هذه المنزلة من الخطاب المستهجن والمستنكر، الامر الذي استدعى منا مطالبة الجميع وبالاخص اهل الساسة ان يبقوا في خطاباتهم تحت سقف الاخلاق والقيم، وان يبذلوا جهدهم في العمل على وحدة الصف وجمع الكلمة ودرء الفتنة، لا سيما، في هذا الظرف الخطير الذي تمر به منطقتنا والذي يفرض علينا مزيدا من التماسك والاجتماع لما فيه مصلحة الجميع.
وفي هذا الاطار أصدرت دائرة الاوقاف الاسلامية بيانا توضيحيا تمنت فيه على وسائل الاعلام توخي الدقة في تناول الاخبار خاصة في القرار الصادر عن مفتي الجمهورية والقاضي بعدم تجديد التكليف لمفتي المحافظة في عكار، ولذلك فان الدائرة توضح ما يلي:
اولا، ان القرار الصادر عن مفتي الجمهورية لم يكن عزلا لمفتي عكار، كما تنوالت بعض وسائل الاعلام الخبر، وانما قضى القرار وكما هو واضح بعدم تجديد التكليف.
ثانيا، ان وسائل الاعلام ذكرت ان حيثيات القرار تعود لامور مالية، والصحيح ان الحيثيات التي ادت الى اتخاذ هذا القرار هي ادارية بحتة، كما جاء في القرار..
كما إستغرب لقاء العلماء و الدعاة إستمرار قيادات تيار المستقبل بتبني فكرة إلغاء الآخر و مصادرة إرادته بعد كل النكسات التي مني بها هذا التيار نتيجة تبنيه لهذا الفكر المنافي لأبسط قواعد الديمقراطية التي يتغنى بها ، و إعتبر أن تصريح نائب كتلة المستقبل معين المرعبي و الذي قال فيه “أن سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني قد أصبح منتحل صفة” بعد أن فك تحالفه مع تيار المستقبل إنما هو تجسيد لهذا النمط من التعاطي السياسي السيئ و بغض النظر عن موقفنا من شخص سماحة المفتي فإن الكلام الصادر عن النائب المرعبي و الذي يمثل رأي تيار المستقبل يشكل إساءةً بالغة لمرجعية دار الفتوى و فيما نعلم فإن الإنتماء لتيار المستقبل و تبني آرائه ليس شرطاً من شروط صحة الإسلام و لا من المؤهلات الازمة حتماً لمنصب دار الفتوى.
وأبدى اللقاء خشيته من ان يؤدي إستمرار الضغط على دار الفتوى و الإستغلال السياسي لها إلى القضاء على دورها الأساسي في رعاية شؤون المسلمين الخاصة مؤكداً أن التعديلات التي أقصت العلماء و حملة الإجازات الشرعية عن دورها في إنتخاب المفتي شكلت ضربة شديدة لهذه المرجعية الدينية.