سأل النائب نضال طعمة في تصريح ادلى به اليوم، “لماذا يحرص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على إبراز وصايته على الحكومة، ووضع نفسه في الموقع الذي يمتحن الآخرين. وإذا كان قد خسر جولة من خلال تمرير التمويل، فهو يحاول من خلال التهويل والضغط على رئيس الحكومة، بإعادة فتح ملف ما يسمى بشهود الزور. وهذا ما يعكس انزعاجا لدى الحزب ومحاولة تعويض الخسارة التي تكبدها نتيجة تداخل الملف اللبناني مع الملفات الإقليمية، وسط ما يشاع عن دور روسي من خلال السوريين في الضغط من اجل إقرار التمويل”.
اضاف:”وإذا كان السيد في كلامه قد أوهم جمهوره وحلفاءه الذين سبقوه في رفض تمويل المحكمة، أن لا تراجع في مواقفه وأن المعركة حول شرعية المحكمة الدولية مستمرة، فهو بإصراره على هذا المنطق يجرح أكثر فأكثر بشخص رئيس الحكومة وفي موقعه الوطني والطرابلسي وفي علاقته مع أبناء طائفته، عندما ينتقد طائفة في البلد لدعمها المحكمة الدولية، وهو بذلك يحاول تصوير قضية وطنية شاملة عابرة للطوائف وكأنها قضية طائفة معينة ليعزز البعد الطائفي للموضوع، وهذا ما نستغربه في خطاب ينتقد النفخ في الأبواق الطائفية ويرفض التحريض المذهبي. فهل بات الاستشعار باحتمال انقطاع مصادر التسلح، مدخلا لعرض عضلات جديد يمهد لمغامرات جديدة لا سمح الله في هذا البلد.
ورأى في خطوة الرئيس ميقاتي وأخذه المبادرة بتحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة، والمنسقة مسبقا، هي خطوة تأتي في إطار الاحترام لإرادة اللبنانيين، وإرادة الشعوب التي لا يمكن أن تقهر، وخصوصا في لبنان، في ظل الوثبة المستجدة التي تلف كل العالم العربي.وهي انتصار للعدالة والحق وفاء لدماء الشهداء. وبالنسبة للبعض في الحكومة، فحالهم كحال النعامة التي تدفن الرأس في الرمال، وكأنه ما من رجال يأخذون الموقف ويتحملون تبعاته. فلماذا يهرب التمويل خلسة، فيما المطلوب موقف واضح من، واحتراما لإرادة اللبنانيين”.
وراى “ان الحكومة لن تستطيع أن تهرب إلى الأمام من أزمتها. فالفريق الحاكم مأزوم رغم خطوة الرئيس ميقاتي، فها هم اليوم يلوحون بالاستقالات وينتقدون انفسهم كفريق عمل في حكومة الامر الواقع، ليستروا عورة سقوط خياراتهم، وليحفظوا ماء وجوههم أمام ناسهم”.
اضاف:”إن هذ الخطوة-التسوية حمتهم من ظهورهم كمتخلين عن مواقفهم المبدئية في سبيل المحافظة على كراسيهم، فلو لم يقر التمويل لكانوا قد أدخلوا أنفسهم في مواجهة مع الناس، وإرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر. وسمعنا من يختبئ وراء مبدأ ان السياسة فن الممكن، ليبرر تراجعه، أو يخفي تخبط حلفائه في دوامة وهم غير قادرين على الخروج منها. ويبدو أن حديث الرئيس ميقاتي عن انصراف الوزراء إلى الاهتمام بوزاراتهم وهموم الناس مرشحا لاحتمالين، أن يشكل غطاء لتنفيس الموقف المتشدد لمقاطعي الحكومة، أو أن يشكل استفزازا لهؤلاء باعتبار أن رئيس الحكومة يفعل ما يشاء، في ظل حكومة غير منسجمة أصلا ولا يمكنها ان تتفق على رأي”.
وختم طعمة : “إن إصرار البعض على عقد لجنة المال والموازنة بنصاب الثلث، متسلحا بحرفية نصوص قانوني، يسقط الكلام المعسول عن حرص هؤلاء عن الوحدة الوطنية، والشراكة مع الجميع. فكيف يترجم هؤلاء منطق الشراكة، في ظل استئثار أحادي وتجن على الآخرين، واختلاق ملفات لا وجود لها، وعدم اعتذارهم عندما يوضح الآخرون تفاصيل قانونية تثبت زيف ما يقولون (وخير شاهد قضية الخزنة التي اتهموا الرئيس السنيورة بسرقتها).